اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

درس الجمعة لفضيلة القاضي محمد رشيد زبدة "الحافظية" - دور الزوجة مقابل دور القوامة !


الحمد لله على نعمة الاسلام ,والصلاة والسلام على حبيبنا محمد ,خير زوج وخير من قام على أزواجه واولاده وخير قدوة للعباد على مر العصور والازمان
تحدثنا في الدرس السابق عن القوامة واهمية قيام الرجل بدور القوامة كزوج ورب اسرة , وفي درسنا هذا سنتناول دور الزوجة في حفظ الاسرة الا وهو دور الحافظية . نريد أن نعطي نماذج للأمة في الحياة الزوجية نبين من خلالها صلاحية الدين الإسلامي, وأنه هو السبيل الوحيد دون غيره لسعادة الزوجين، نريد بناء مجتمع سليم طاهر من البدء أولا بتخصيص الطيبين للطيبات بدل أن نبدأ البناء على أرض هشة ، حتى إذا ما علا البنيان بعقد النكاح وولادة الأولاد تصدعت الجدران وبدأنا في الترميم والترقيع خشية سقوطه. وكلكم يلاحظ أن جل بنيان أسرنا هش ومتصدع الجدران؛ لأنه لم يبن على أرض صلبة وذلك باختيار الزوج الصالح وباختيار الزوجة الصالحة والتي هي أول وأهم أسباب السعادة . قال صلى الله عليه وسلم ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله)).

فتقوى الله زاد المؤمن إلى الآخرة، والمرأة معينة له على ذلك بطاعتها له في المعروف طاعة محبة بدون إكراه، لهذا وصفها سبحانه وتعالى في القرآن بأنها قانتة، والقنوت هو الطاعة عن إرادة وتوجه ورغبة ومحبة, لا عن قسر وإرغام. تطيعه إذا أمرها بعبادة ربها والمحافظة على صلواتها وفرائضها ، وتطيعه إذا أمرها بصيانة جوارحها وخصوصا لسانها وعينيها،! وكيف لا تطيعه وهو قائد السفينة، وهو الربان في وسط أمواج بحار فتن الدنيا، إذ في طاعتها له محافظة على سلامة سير السفينة؟! كما أنها تسره إذا نظر إليها فلا ينظر منها إلا جميل اللباس وأنظفه، ولا يرى منها إلا حسن المنظر، كما تسره إذا نظر إليها بحسن خلقها الذي يزيدها جمالا في الخلقة، ، كما أنها تسره بوعيها وثقافتها وعلمها التي بها تفيد اولادها ومجتمعها  , كما انها تحافظ على سير السفينة التي يقودها زوجها بمحافظتها على ماله، فلا تضيعه ولا تبذره، وبمحافظتها على نفسها وعرضها.

وعلينا أن نعلم أن ما لا يباح مما يجب حفظه , لا تقرره هي ولا يقرره هو! إنما يقرره الله سبحانه وتعالى، لهذا قال الله عز وجل في محكم كتابه: بِمَا حَفِظَ اللَّهُ . فليس الأمر أمر رضاء الزوج عن أن تبيح زوجته من نفسها في غيبته أو في حضوره ما لا يغضب هو له، أو ما يمليه عليه وعليها المجتمع، وخصوصا إذا انحرف المجتمع عن منهج الله. إن هنالك حكما واحدا في حدود هذا الحفظ فعليها أن تحفظ نفسها بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ، والتعبير القرآني لا يقول هذا بصيغة الأمر، بل بما هو أعمق وأشد توكيدا من الأمر، إنه يقول: إن هذا الحفظ بما حفظ الله هو من طبيعة الصالحات ومن مقتضى صلاحهن، وعلى الرجل القوّام في إطار القوامة أن يساعد زوجته على هذه الحافظية، فينبغي أن تكون له غيرة على زوجته في حدود المشروع، وينبغي أن لا يدخل عليها من يحرّم الإسلام.

كما و ينبغي على الرجل أن يعرف طبيعة المرأة، وأن الله عز وجل خلق لها مزاجا يوافق دورها ، ولقد وصفها الرسول بالضِلَع الأعوج، وليس في هذا الوصف من عيب ! إذ اعوجاجها الضلعي هو استقامتها، وهو انحناء معنوي وحنو، وهو عاطفة ورحمة.

هذا هو نظام الأسرة ؛ حقوق متبادلة بين الزوجين، لهذا يجب على كل واحد أن يعرف حقه وواجباته، وأن يعرف وظيفته.

فعليك أيها الرجل أن تتقي الله في نفسك وفي ما وكلك به ربك من الأمانة, فإن ضيعت نفسك عن ذلك أو عن بعض ذلك ,فادع الله تعالى بطلب العون والتوفيق, واستشر أهل الرأي والحزم، فلعل الله أن يعلم ما في قلبك من حب لإصلاح أهل بيتك والإحسان إليهم فيجعل لك من أمرك يسراً ومخرجاً.وأما أنت أيتها الزوجة فلا تضيعي سعادتك وأسرتك باللهث وراء فتن هذه الدنيا من مال وجاه ومنصب وقومي بما امرك به ديننا الحنيف , وأدي دورك دور الحافظية لتضمني دوام الرضى والسعادة في حياتك الزوجية والاسرية .وليكن شعارنا نحن معشر الازواج والزوجات قوله تعالى(ولا تنسوا الفضل بينكم) .وبالله التوفيق , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك بارك الله فيك وسدد خطاك لتكون عوناً لتوعية الاسر المسلمة رقيها الى الاسمى
الفقيرة الى الله - 01/12/2012
رد
2
بارك الله فيك
يافا - 26/11/2012
رد

تعليقات Facebook