اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"تنبيه الغافل لما في العشر من الفضائل" للشيخ محمد عايش


 

أعلم أيها السائر إلى الله أن الله سبحانه وتعالى في دهره لنفحات إيمانيه يخص بها أهل الإيمان
قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً"
حديث فيه ضعف الألباني

وإن من أعظم النفحات الربانية والمنن الرحمانية العشر من ذي الحجة التي أقسم الله بها في سورة الفجر فقال:
 ( وَلَيَالٍ عَشْرٍ) الفجر: 2
قال ابن عباس : هي العشر من ذي الحجة
قال أهل التفسير: إن الله عز وجل إذا أقسم بشيئ يريد بذلك لفت الأنظار والعقول إلى أهمية ذلك الشيئ لكي يهتم به أهل الإيمان وهي الأيام المعلومات
قال تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ) الحج :28 قال ابن عباس: الأيام المعلومات هي الأيام العشر.

وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل العمل الصالح في هذه الأيام

فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري
وهي أعظم أيام الدنيا

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر
 
ها قد بدأت عشر ذي الحجة، أيام العمل الصالح، أيام الطاعات والخيرات، فالصائمون هذه أيامهم، والقائمون هذه لياليهم، والمتصدقون والمصلون والقانتون والذاكرون هذا موسمهم الذي ينتظرون، وأيامهم التي إليها يشتاقون.

الأعمال التي تستحب في هذه الأيام

1-وإن أفضل ما تقرب به العباد إلى ربهم: القيام بما افترضه عليهم، وأداؤه على الوجه الذي يحبه ويرضاه، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" أخرجه البخاري

.2-ومما يشرع في هذه الأيام: الصيام، فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة كما كان النبي  يصومها، فقد ثبت من حديث حفصة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي  يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر" أخرجه أحمد وصححه الألباني
قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر : أنه مستحب استحباباً شديداً

3- الإكثار من ذكر الله
كما ورد في الحديث (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) وقد جاء في صحيح البخاري: "وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما".

فيستحب للمسلم في هذه العشر الإكثار من الأعمال الصالحة بجميع أجناسها وأنواعها؛ لأن العمل الصالح يتفاضل ويكثر ثوابه ويقوى أثره في صلاح العامل في الزمن الذي خصه الله بمزيد من الفضل. قال مجاهد: "العمل في العشر يضاعف". وقال ابن رجب: "وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها، صار العمل فيه وإن كان مفضولاً أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلاً".

جمع وترتيب الفقير إلى رحمة الله
محمد عبدالله علي عايش

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook