اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "الله يحب المحسنين" بقلم الطالبة فنيار أبو حصيرة من مدرسة الثانوية الشاملة


أيها الإنسان! إن أحسنت فانس الإحسان، وإن أحسن إليك أحد فلا تنس أنه دين ويجب أن يؤدى...

لا شك أن الإحسان إلى من هم بحاجة إليه عمل نبيل في مجتمع لم تتح الفرص فيه للجميع على حد سواء، فقد يأتي الإحسان من فرد وسّع الله عليه في الرزق والجاه, أو عن يد جماعات تؤلف فيما بينها جمعيات تقوم بأعمال البر والإحسان، لكن هؤلاء  جميعا مطالبون بأن ينسوا إحسانهم، فلا يحملهم الإحسان على الزهو والخيلاء أو النظر إلى المحسَن إليهم نظرة فيها احتقار وتكبر، فيشعر هؤلاء المساكين بعجزهم ومهانتهم وهوان أمرهم.

وما أشنع أن يقرن المحسن إحسانه بالمنة المقيتة فيفسد الإحسان.

قال تعالى في كتابه العزيز:

( يا أيها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رثاء الناس واتقوا الله). صدق الله العظيم

أو أن يحاول المحسن أن يشعر المحسَن إليه بأنه مدين له مدى الحياة، وأنه لا بد من وفاء هذا الدين في المقبل من الأيام، وبها يبطل الخير الذي قصده والجميل الذي صنعه، فلا شيء آذى لنفس الإنسان من ذكر الإحسان، فإذا ما تكرر وتردد وقعه على آذان المحسَن إليهم كرهوا الإحسان والمحسنين، وكرهوا الساعة التي تلقوا فيها نعمة إنسان ما،وانقلبوا ناقمين، واعتقدوا أن ذلك الإحسان كان نقمة عليهم إذ سلبهم كرامتهم وعزتهم، وجعلهم يتعاملون بحساسية وعدم ثقة.

ويحدث في مثل هذه الحالة أن يثور المُحسَن إليه لكرامته، فيتمرد على المحسِن ويتنكر له، وينفر منه، فيظن المحسنون أن تلك سجية هؤلاء البؤساء فيدعون إلى الحذر من شر المحسَن إليهم وإلى خبثهم وأذاهم...

إن اللئيم وحده هو الذي يقابل الإحسان بالجحود، أما إذا وجدت الكريم يتنكر للمحسن، ويحمل عليه ويحتويه فالسبب واضح، وهو إنه يكمن في تجبر المحسن وكبره وزهوه وخيلائه وتعاليه على من أحسن إليهم، ومطالبتهم بالوفاء في كل لحظة يلقاهم فيها.

يقول الحكيم:

(وإن أحسِنَ إليك فلا تنس أنه دين ويجب أن يؤدى).

وهذا حق. فالإحسان دَين، وإذا كان المُحسَنُ إليه إنسانا نبيلا شهما ذا مروءة ردّ هذا الدَين، أو رده مضاعفا إذا أيسر وصلحت حاله ونعم باله، ولا تنس أيها الإنسان أبدا بأن المحسنين لهم أجر عظيم عند الله، فقد فقال عز وجل في كتابه الكريم:

(هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ) صدق الله العظيم

وعندما يجازى الإحسان بالإحسان، ويقابل المعروف بالمعروف، فإن ذلك يذكي الهمة في نفوس المُحسنين، ويحفزهم على تنظيم الإحسان وتعميمه حتى يصبح شاملا، فلا يبقى محتاج يتضور جوعا، ولا ذو فاقة يتألم بحرقة، وتسود الإنسانية دفقةُ من الرحمة والتعاطف، لا تقف عند حد.

من هنا أقول لنحترم المحسنين ، ونكافئهم على إحسانهم أضعافا مضاعفة، حتى ولو كانت هذه المكافأة معنوية، ففي ذلك تشجيع لهم على الاستمرار في الإحسان، لأنهم يجدون في ذلك لذة معنوية، هي لذة القيام بالواجب، لذة تقصر عنها سائر اللذات في هذه الحياة.

لا تنس أخي الإنسان أن الله يحب المحسنين، وهيا بنا لنحسن للآخرين كي ننال حب الرحمن ورضاه.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ما شاء اللة عليكى
ابو حصيرة ام مدحث - 19/10/2012
رد
2
بالتوفيق اجمل الكلام من خير الطالبات، بارك الله فيك يا فنيار وبالتوفيق في كل ما تحلمين به والى الامام
معلمة - 16/10/2012
رد
3
فنيار الله يبارك فيكي ما اشطرك فنيار مقالك اكبر منك بس مشاء الله عنك اكملي في هذا الطريق وانتي موعوده في كل خير انشاءالله مبروك لبنات جيلك بفتاة مثلك الله يحماكي لاهلك وبلدك ولنعمة الاسلام ---------- مني كرزه الاموره
كرزه الاموره - 16/10/2012
رد
4
طالبتي العزيزة فنيار طالبتي العزيزة فنيار كل الاحترام لك على هذه الكلمات أنا أفتخر وأعتز بأمثالك من الطالبات عبيدة بلحة- يافا عروس البحر
عبيدة بلحة- يافا عروس البحر - 16/10/2012
رد
5
ما شاء الله.. كلام في الصميم.. احسنت :) الى الامام
لمياء - 16/10/2012
رد
6
احبك الله احبك الله يا فنيار وجعلك من المحسنين . نعم الفتاة انت ونعم الطالبة ، نفتخر بامثالك فبوركت واستمري في كتاباتك . وفقك الله الى ما يحب ويرضى .
عبد الحليم محمود السطل - 15/10/2012
رد
7
بارك الله فيك مقال ممتاز جدا. أحسنت يا فنيار ! مع تقديري لطيفة- مستشارة بالمدرسة الشاملة
لطيفة - 15/10/2012
رد

تعليقات Facebook