اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال بعنوان "الانحطاط" للشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"


لقد بلغت الإساءة لأكثر من مليار مسلم ذروتها , بعرض فلم مضلل يصوّر النبي صلى الله عليه وسلم  بأبشع الصور , تم تصوير الفلم وإخراجه وعرضه في أمريكا.

هذه الإساءة الخبيثة والمشينة تندرج ضمن سلسلة من الإساءات, منها حرق القرآن في كاليفورنيا على يد القس تيري جونس, على مرأى من العالم , ومنها تدنيس القرآن من قبل الجنود الأمريكان في سجن غوانتنمو بالدوس عليه بأقدامهم أمام المعتقلين المسلمين , وتمزيقه وإلقائه في المرحاض والتبوّل عليه , ومنها الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من بلد أوروبي , في بلجيكا وهولندا وغيرها , وسبق ذلك كله الكتاب الذي أللفه الزنديق سلمان رشدي في الثمانينات من القرن الماضي , بعنوان آيات شيطانيه , وقائمة الإساءات إلى الإسلام ونبي الإسلام طويلة لا حصر لها , هذه الاعتداءات السافرة على أقدس مقدس لدى المسلمين , انطلقت من دول تفاخر بالرقي والتقدم العلمي والتطوّر الحضاري , وتفاخر بالقيم والمبادئ  والديمقراطية , وترفع شعار الحرية وحقوق الإنسان , ولا ينكر احد هذا , غير أن هذا التقدم والتطوّر والرقي لم يرق بالإنسان روحيا ولا أخلاقيا , لأنه اهتم فقط بالجانب المادي , ولا علاقة له البته بالجانب الوجداني والروحي للإنسان , لذلك عندما يتعامل المرء في حياته اليومية مع هذه الحضارة وهذا الرقي وهذا التقدم العلمي , يكتشف أنها تقوم على تجريد الإنسان من كل القيم  الإنسانية , ويكتشف أنها تحوي في طياتها أبشع صور الفساد والاستبداد والهيمنة  وقهر الشعوب , وأن شعارات الحرية والديمقراطية التي ترفعها وتفاخر بها ,  هي في حقيقتها شعارات زائفة تخدع العالم بها , فالدول الرأسمالية التي اتخذت المال معبودا لها , حتما لا تؤمن بقيم وأخلاق وكتب سماويه ونبوات , لذلك مهما بلغت الإساءات للرسل والكتب السماوية , لا تستفزها ولا تحرّك  مشاعرها , كم مرّه تطاول اليهود بالسب والشتم وتوجيه الإهانات لعيسى ابن مريم وأمه الطاهرة البتول عليهما السلام عبر وسائل العلام المختلفة, منذ فتره قصير قام احد أعضاء البرلمان الإسرائيلي بتمزيق الإنجيل أمام الكاميرات بتحد سافر للمسيحيين في مشارق الأرض ومغاربها , ومرّ هذا العمل المشين دون محاسبه ولا مساءلة من احد , إن عدم المساءلة والمحاسبة لهؤلاء العابثين في الرموز الدينية ومقدسات الآخرين , يدعوهم إلى مزيد من  العبث والى تصعيد الإساءة إلى أقصى درجات الانحطاط الأخلاقي , الإدانات والشجب والاستنكار لن تردع الفاعلين ومن يقف خلفهم من الحاقدين على الإسلام والمسيحية معا , لا بد من اتخاذ إجراءات قانونيه صارمة بحق هؤلاء المعتدين على الرسل والرسالات السماوية , الذين  يبغون من وراء ذلك إشعال نار الفتنة الطائفية بين أتباع الرسالات.

ربما يرد على أذهان الكثيرين من الناس تساؤل , لماذا هذه الاعتداءات السافرة والمتتالية , من قبل من يعتبرون أنفسهم أتباع رسالات سماويه , على أقدس مقدس لدى المسلمين على كتابهم وعلى نبيهم ؟ الاستهزاء من قبل هؤلاء له سببان , السبب الأول أنهم يعرفون أن ما جاء به النبي هو الحق , ولا يملكون ما يواجهون به هذا الحق , فضلا عن عدم قدرتهم على وقف مده وانتشاره في أرجاء الأرض , عجزوا عن المواجهة  فلجئوا إلى السخرية , لجئوا إلى الغمز واللمز وإطلاق التهم الباطلة , وترويج الإشاعات والأكاذيب , وهذا أسلوب العاجزين والضعفاء  والسفهاء من الناس , لم تنفعهم سخريتهم , ولن يفلحوا في النيل من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من الإسلام , ولو سخّروا كل طاقاتهم من مال ورجال وإعلام ,لان الله تعلى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم , السين في كلمة فسيكفيكهم  للحاضر والمستقبل , عن الماضي قال تعالى : إنا كفيناك المستهزئين , والتاريخ الماضي والحاضر خير شاهد على هاتين الآيتين , فالله عز وجل كفى نبيه شر وكيد المستهزئين  في الماضي وفي الحاضر , وهو كاف عبده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

مصداق ذلك في قوله تعالى : أليس الله بكاف عبده , الهمزة في كلمة أليس للتقرير , أي بلى كاف عبده , السبب الثاني للسخرية والاستهزاء , هو أن ما جاء به رسول الله يحدّ من نفوذهم ومشاريعهم التوسعية الاستعمارية , وبالتالي يهدد سيادتهم وسيطرتهم على العالم , وما نشاهده على الساحة الدولية من تحالفات ضد الإسلام والمسلمين , ومن حروب واحتلال وقتل وتشريد ودمار لبلاد المسلمين , تحت تسميات  وذرائع مختلفة , تارة تحت عنوان الحرب على الإرهاب , وتارة تحت عنوان الملف النووي الإيراني , وتارة باسم الديمقراطية وتحرير الشعوب ,  انه عداء متجذّر في قلوب أعداء الإسلام  والمسلمين , تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل , هذا العداء يتصدّره ويحمل رايته قادة دول كبرى  ورجال دين  وفكر وثقافة , يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُ نوره ولو كره الكافرون ,صدق الله العظيم ,نحن لسنا قلقين على الإسلام , ولو جمع له الناس وكاد له أهل الأرض جميعا , لأنه محفوظ من الله , ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله للعالمين , مهما  تطاول عليه السفهاء من الناس , فهو نجمٌ ساطع في سماء الدنيا , فأنّى للأقزام أن تطاله , ما ينبغي أن  نقلق عليه , هو إن تهاونا وتخاذلنا وأدرنا ظهورنا لديننا ونبينا , فالله عز وجل توعدنا قائلا : وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم , هذا الوعيد موجه إلى عامة المسلمين , وهناك وعيد خاص بقادة وملوك ورؤساء العرب والمسلمين وهو قول الله عز وجل : إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير , فينبغي أن نأخذ حذرنا , والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ,

سعيد سطل أبو سليمان  

29 شوال 1433  16 / 9 / 2012

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
قد نكون نحن جزء من السبب أوافق الشيخ رأيه بالنسبة للأسباب المذكورة كما وأوافق ما كتبه المعلق أبو عمر وأحببت أن ألفت الانتباه أنه من الممكن أن البعض ممن هاجروا إلى البلاد الأوروبية وإلى أمريكا بهدف اللجوء أو البحث عن فرص عمل نقلوا صورة سلبية عن الحضارة الإسلامية وعن ما جاء به رسول الرحمة. ( نسبة البطالة العالية والعنف في الأحياء اللتي يقطنها غالبية مسلمة).
صاحب رأي - 17/09/2012
رد
2
المقال سطحي ....هذا تحليلي المقالة سطحي جدا .... اعتقد ان من وراء الفيلم مأرب يهودية صهيونية . ليس الهدف فقط الإساءة ،لان الفيلم ساقط وهابط لا يرتقي بأن يكون فيلما بقدر ما أنه فيلم ااراد منتجه به شيئا واحدا وهذا الشيء هو مزيدا من الاسلامافوبيا ودب الذعر والخوف لدى الإدارة الامريكيا لانها اضحت أقرب للعرب منها إلى السياسة الإسرائيلية ...وأن الأجواء في الشرق الاوسط ربيعية وان العلاقات الأمريكيا قريبة بأن تكون ربيعية هي الأخرى فجاء الفيلم المسيء يجلب ردة فعل عنيفة أو قل إرهابية من قبل المسلمين لخدمة الصهيونية
أبو عمر - 16/09/2012
رد

تعليقات Facebook