اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال بعنوان "السودان والحرب على الإسلام" بقلم: محمد نضال محاميد

تبدأ القضية من الجزيرة العربية تلك الصحراء المجدبة الجافة التي أنبتت النور والعرفان فبسطت نفوذها الروحي والسياسي والثقافي على أنحاء شاسعة من المعمورة بعد ما أسقطت عمالقة ذاك الزمان من البيزنطيين والفرس، فباتت دولة الإسلام ممتدة على مساحات كبيرة تحمل الثروات على ثراها وفي باطنها، واستمرت الفتوحات الربانية لتصل إلى الأندلس، فتجتمع أوروبا لضرب هذه الزحف المبارك، فحشدت جيشا جرارا على رأسه خمسة وعشرون ملكا من ملوكها فركبوا البحر ورست سفنهم المحتلة في مرافئ المسلمين، ولكن قدر الله لصلاح الدين الأيوبي رحمه الله أن يدحر هؤلاء الأقزام إلى أعقابهم يجرون الخيبة وأذيال الهزيمة.

ولكن الصراع ما بين أهل الحق "المشروع الإسلامي" وأعوان الباطل "المشروع الغربي" لن ينتهي فصراع الخير والشر أزلي وليس وليد مرحلة معينة وحسب، فبعد هزيمة الحملة الغربية العسكرية اتعظ الغربيون أن الصراع ليس بوسعهم أن يحسموه عسكريا ولكن فكريا وعقائديا، فروجوا سلعهم الفاسدة في صفوف المسلمين حتى زعزعت العقيدة القويمة، فكانت الكرة للفارين حيث أتى الغربيون "كنابليون، وموسليني..." على متن سفنهم ليحتلوا أرض الإسلام، ولكن مع كل الفراغ العقائدي الذي كان حينئذ وجدوا من يكسر أقدامهم ويحول ليلهم نهارا كعمر المختار وعز الدين القسام وغيرهم..، فتكبدوا الخسائر الجسيمة في بلاد المسلمين.

ففي عام 1916م أجتمع أقطاب المشروع الغربي حينها "فرنسا وبريطانيا" ووقعوا اتفاقية "سايكس بيكو" بمصادقة الإمبراطورية الروسية حيث أقتسم هؤلاء النفوذ "الغير شرعي" على أراضي المسلمين، وثم تم التخلص عبر أكثر من مؤامرة من الخلافة الإسلامية العثمانية التي حولت أراضيها لدويلات صغيرة ضعيفة متناحرة فيما بينها، ثم عام 1917م كانت نقطة اللقاء بين المشروعين الغربي والصهيوني في وعد من لا يملك لمن لا يستحق، جاء وعد بلفور الذي قسم فلسطين لإيجاد الحاجز الأسمنتي الدخيل في المنطقة الذي سيحول دون إقامة الخلافة الإسلامية التي بالطبع إن قامت ستكون قوى عظمى من المستحيل تجاهلها فهي حتما الرقم الأصعب في المعادلة العالمية.

وأما مؤامرة التقسيم التي تتعرض لها أرض السودان المسلمة فهي حلقة من مسلسل المؤامرة الغربية على ضرب الإسلام للحيلولة دون قيام كيانه من جديد، فمن كان يمد المتمردين الانفصاليين في جنوب السودان بالسلاح والعتاد ويدعمهم عبر ما يسمى بالأمم المتحدة ومجلس الامن؟، ومن الذي جعل قطاع غزة والضفة الغربية كيانين منفصلين؟، من الذي يسعى لتقسيم العراق لثلاث دويلات سُنية وشيعية وكردية؟، من الذي يسعى لتقسيم لبنان لأربع أقاليم متنازعة سنة وشيعة وموارنة ودروز؟ ومن الذي يشعل الفتن في مصر؟...

ولكن نحن نعلم علم اليقين أن المشروع الإسلامي رغم كل هذه المحن والابتلاءات سيتوج  بسيادة العالم ليملئه قسطا وعدلا وإنصافا بعد ما أكتظ بالجور والظلم، فالمستقبل للإسلام وهذا وعد الله عز وجل والله لا يخلف ميعاده، فكل هذه الحواجز والتقسيمات ستزول وتلتحم الأرض وقلوب أصحابها ("والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون").

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك يا شيخ محمد محاميد مقال في صميم الواقع وان شاء الله سيعود الاسلام بهمة الدعاة الواعين المثالك شيخي الفاضل
عمر اليافاوي - 15/01/2011
رد

تعليقات Facebook