اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

المشاكل المرتقبة في جهاز التعليم المتعكّز مع بداية العام الدراسي المقبل (1)

 
مع بداية العام الدراسي المقبل، سيواجه جهاز التربية والتعليم في البلاد وخاصة لدى الوسط العربي العديد من التحديات الكبيرة، فلا شكّ أنّ التعليم هو ممارسة نقل المعرفة والمهارات من المعلم الى الطالب، عبر تنمية اتجاهاته ومهاراته.
 
والتعلّم هو النتاج الحقيقي لعملية التعليم، وأن مظاهر التراخي التي نُشاهدها في الآونة الأخيرة، والاهمال في ادارة العملية التعليمية، ستضع جهاز التربية والتعليم أمام تحديات جمّة، واذا ما تم استدراك الأمر سنرى تدنٍ آخر ينصّب على التدني الحالي في مستوى التعليم وجودته.
 
ونجمل هنا أبرز التحديات التي سيواجهها جهاز التعليم في العام المقبل:
 
1- حالة الجمود التي تُسيطر على مراكز التأثير في النظام التعليمي :
أ- أولياء الأمور منشغلون في تحصيل الأرزاق فضلا عن التفكك الأسري.
ب- الطلاب : الطالب العربي غارق في هذيان الميديا متأثراً من إنحرافات الشارع والبيئة.
ت- المعلم : تشير معظم الدراسات أن أخطر ما يعاني منه جهاز التعليم في العالم هو تآكل المعلم الذي يُسبب إلى تراجع في الأداء وضعف الدافعية للتعليم.
 
2- نقص في الكفاءات لدى المعلمين: تشير نقابة المعلمين أن المنظومة أمام أخطر حالة من تسرب الكفاءات وعزوفها عن الجهاز. فالمعطيات تشير أن 7300 معلم في البلاد طالبوا الوزارة بتسريحهم أو إعفائهم من العمل.
 
3- فقدان معيار الجودة لدى ثالوث عملية التعليم: 
أ- المعلم : تُجمع كل الأنظمة العالمية التعليمية أن المعلم أبرز العناصر للعملية التعليمية، ولا بدّ أن يكون مؤهلاً ومتدرباً، يعي دوره الكبير والشامل، بدونه لا قيمة للعملية التعليمية، ولا يمكن تحقيق أي هدف مرجو، فالمعلم المؤهل والمدرك لوظيفته والمتمكن من المادة التعليمية، ويسعى للاستزادة من المعرفة، ويسعى لتوفير البيئة التدريسية اللائقة، وتطوير وسائل التعليم، هو وحده الكفيل بإنجاح العملية التعليمية، وأبرز الصفات المطلوبة أن يكون قائداً متزناً يفرض احترامه على مركبات العملية التعليمية.
ب- المنهاج: إن معيار أداء المعلم في الحفاظ على الجودة التعليمية، لا قيمة له أمام منهاج تعليمي جامد، حيث يرى الكثير من المراقبين أن المنهاج التعليمي لدى الوسط العربي في الدولة منعزل تماماً عن المنهاج لدى الوسط العبري، وهو خاضع لمعايير غير واضحة وأحياناً مشبوهة، وهو منهاج يُفضي الى لا شيء، يتجاهل الصبغة التاريخية للطالب العربي، يهمشّ هويته وواقعه، ومستقبله، وأمام منهاج متردٍ يُجمع على ترديه كافة المراقبين، لا يمكن أن نصل الى العملية التعليمية الى برّ الأمان، ولا بد من تطويره.
ج- الطالب: لا شك أن معظم الطلاب العرب في البلاد لا يحبون المدرسة، وطالما كان الطالب تحت تأثير هذيان مواقع التواصل الاجتماعي، وتحت ضغط متطلبات الحياة المادية، وأمام تفكك أسرته لا يمكن أن نتوقع منه الكثير سوى أن يُسيء سلوكه وأن لا يفهم دوره ليفقد مستقبله. وما يزيد المشهد قتامةً، اللا مبالاة من والديه وعدم الاهتمام به، وعدم درايتهم لدورهم الكبير في تأدبيه وتعزيز شأن المدرسة لديه.
 
وأما أبرز ما تفتقده المنظومة التعليمية هو فقدان أطر نموذجية تفي احتياجات الكثير من الأهل ممن يبحثون عن أطر متفوقة ومتميزة تُساهم في رفعة أبنائهم وتطورهم وصقل شخصيتهم وترفع كفاءاتهم العلمية، إن الأهل في البلاد أمام خيارات سيئة في اختيار مؤسسات تعليمية لأبنائهم، فكل ما نراه هو أن أبنائهم أمام خيارين سيئين، وهو الاختيار بين المدرسة السيئة والأسوأ، فليس أمامه سوى الأطر التعليمية العبرية، وهو ما يزيد الطين بلّة.
 
أضف الى ذلك تدني أجور المعلمين، الأمر الذي يجعل المنظمة التعليمية برمتها فاقدة للمعلمين المؤهلين، وتُسبب بعزوف الكفاءات عن دخول جهاز التربية والتعليم.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الله يستر من اللي جاي !!!
أم - 30/06/2022
رد
2
ما شاء الله ما شاء الله عمي اللي بده يتعلم بتعلم وخلصنا
عوكل - 29/06/2022
رد

تعليقات Facebook