اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

لا تُقايض الثوابت والكرامة بالعلف والإهانة

بقلم الشيخ كمال خطيب
 
مع تسارع خطوات إزالة اللثام عن مشروع منصور عباس السياسي ووضوح أجنداته وليس اجتهاداته، بدءًا من دعوته لتسليم الهوية لكل من لم يشارك في انتخابات الكنيست الصهيوني ومرورًا بزعمه أن اليهود فرحوا بالفتح العمري واستقبلوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي سمح لهم ببناء كنسهم فيها، مع العلم أن اليهود كان يحرّم عليهم السكن في القدس بناء على قرارات الحاكم الروماني بل هكذا اشترط صفرونيوس أن يظلّ الأمر ضمن نصوص العهدة العمرية، ثم استغلال منصور عباس المسجد الأقصى في دعايته للانتخابات الإسرائيلية “لا تبخلوا على الأقصى بأصواتكم يا جماعة”، ومرورًا بوصفه الأسرى الفلسطينيين بالمخربين، ثم مناشداته لحاخامات المستوطنين مثل الراف دروكمان بالتوسط لإقناع بن غفير وسمورطريتش للقبول به شريكًا في ائتلاف حكومي مع نتنياهو، ومرورًا بتصويته على القوانين الظالمة والعنصرية بالسماح بإدخال الجيش لقمع المظاهرات في القرى العربية وقمع حراكات الأسرى الفلسطينيين ثم تسميته للمسجد الأقصى بأنه جبل الهيكل ولحائط البراق أنه حائط المبكى وجواز صلاة اليهود عنده، وأخيرًا وليس آخرًا تصريحاته عن يهودية الدولة العبرية والحبل على الجرار، وكل هذه السقطات بزعم أن المقابل سيكون مزيدًا من الميزانيات والأموال تضخها الحكومة لتنفيذ مشاريع في الوسط العربي ويكون هو صاحب الامتياز في تحصيلها ويكون ذلك سببًا في إضفاء مصداقية على مشروعه وأجندته. وعليه ولخطورة ذلك الطرح المتمثل في مقايضة الثوابت الدينية والوطنية بالميزانيات “العلف” التي هي في الأصل حقّ بلا منّة يفترض أن ينالها من يقوم بكل واجباته من دفع الضرائب فلا بدّ من الإشارة إلى تناقض طرح المقايضة هذا مع الموقف الديني، والتراثي، والوطني، والإنساني.
 
 
اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير
 
وسواء كان قائل هذه العبارة الرائعة هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه فإن هذه العبارة تخرج من مشكاة الهدي النبوي الشريف حيث قال الرسول ﷺ: “من جلس إلى غني أو قوي فتضعضع له ذهب ثلثا دينه” أي من تمسكن وتذلل له. إنه الهدي النبوي في تربية المسلم على تحقيق وتحصيل حقوقه بعزة النفس وكرامتها لا بتزلّفها وتذللها وتمسكنها بين يدي ظالم وقوي ومتجبّر.
 
إن ما يجري الآن من أصحاب نهج التجديد فإنه يخالف ويعاكس نهج النبي ﷺ ومن تربوا على هديه الشريف الذين علّمونا أن نطلب الحوائج بعزة الأنفس والرؤوس المرفوعة، لا بتذللها وهوانها بين يديّ من يملكها والزحف على البطون أمامهم.
 
 
 
اقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
 
أبيات شعر قالها الشاعر الحطيئة في الزبرقان بن بدر وكان من سادات بني تميم، قال في واحد منها:
 
دع المكارم لا ترحل لبغيتها    واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
 
لم يحتمل الزبرقان بن بدر ما سمعه من الحطيئة فذهب يشكوه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي نفى أن يكون مقصده من كل القصيدة أن يهجوه وإنما هو العتاب، فوقف الزبرقان قائلًا يا أمير المؤمنين “أوما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس؟” فبعث عمر رضي الله عنه إلى حسان بن ثابت شاعر النبي ﷺ ليكون حكمًا فيما قاله الحطيئة بحق الزبرقان، فقال حسان: “يا أمير المؤمنين هو لم يهجه ولكنه كمن تغوّط عليه”. وقيل أن لبيد بن ربيعه الشاعر المعروف لما سمع أبيات الشعر قال: “ما يسرني إن لحقني من هذا الشعر وأن لي حمر النعم – أي كرام الإبل”.
 
فإذا كانت نفوس العرب في جاهليتهم وفي إسلامهم تأبى ولا تطيق أن توصف بأن همّ الواحد منهم ليس إلا ملء بطنه وليس له شاغل يشغله غير ذلك لأن الذي لا يشغله إلا غريزة بطنه وغريزة فرجه فإنه الحيوان بينما الانسان فيجب أن تشغله هموم أخرى ومهمات هو مكلّف بالقيام بها لأداء دوره في هذه الحياة التي اختاره الله أن يكون خليفته فيها.
 
والمسلم خاصة الذي يؤمن أن كرامته بسموّ روحه لا بوزن جسده وأن كرامة الإنسان لم تكن بعد خلقه من طين وإنما بعد إذ نفخ الله فيه من روحه {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} آية 71-72 سورة ص.
 
إن سعي صاحب المنهج الجديد منصور عباس عبر مقايضة الثوابت الدينية والوطنية بالعلف والميزانيات والأموال فإنما هو عرض في غاية الخطورة والإهانة، ليس فقط لأن هذه الأموال هي حق وليست منّة ولكن لأن هذه الأموال تعطى مقابل سلوك غير مسبوق ومواقف مرفوضة في تعريف ثوابتنا الدينية والوطنية، ولأن هذا الطرح يريدنا حيوانات تعلف في حظيرة المشروع الصهيوني وخدّامًا في دولتهم لما فصلنا عن بعدنا العربي والإسلامي والفلسطيني لمّا قال أنه لا يتحدث في القضايا السياسية الفلسطينية لأن هذه السياسة من اختصاص رئيس الوزراء نفتالي بينت.
 
نعم إننا نطالب بحقوقنا ونطالب بأكثر من ذلك ونسعى لتحقيقها بكل وسيلة ممكنة لكن بعزة نفس وليس عبر التفريط والمساس بل والطعن بثوابتنا الدينية والوطنية. وإن إغراءنا بالميزانيات والعلف ليسيل لها لعابنا فإنها الإهانة لا تقل عن إهانة الحطيئة للزبرقان بن بدر، فنحن أبناء لشعب لا يقايض كرامته وثوابته بملء بطنه وبعلف يلقى إليه بل بفتات موائد اللئام.
 
 
تموت الحرّة ولا تأكل بثدييها
 
لا شك أن للإنسان حاجة في الطعام والشراب بهما يعيش الإنسان ويقوى على القيام بواجباته، ودائمًا وأبدًا كانت نعمة الطعام من نعم الله على الإنسان {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} آية 3-4 سورة قريش. ودائمًا وأبدًا يستغل الطغاة والجبابرة والظلمة الطعام كسلاح الجوع يحاربون به أعداءهم ومن يخالفهم الرأي به يسعون لكسر إرادة هؤلاء، ولعلّ سلاح الجوع هو أشهر سلاح بعد التعذيب الجسدي ولذلك فإنه يمارس في السجون عبر قلته ورداءته لإذلال السجناء.
 
لكن إذا وصل الأمر إلى حدّ المساومة والمقايضة بين الطعام والشراب والحصول عليه بأي ثمن فإن الشريف الأصيل الكريم لا يقبل أن يملأ بطنه من حرام أيًا كان مصدره ولو مات جوعًا، وهذا ما اشتهر به عند العرب بعبارة “تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها” فالمرأة أصيلة الحسب والنسب حتى وإن جاعت وجار عليها الزمان بالفقر وصعوبة الوصول إلى الطعام فإنها لا تلجأ أبدًا إلى الزنا والفاحشة وبيع شرفها وعرضها وجسدها من أجل مال به تملأ البطن بالطعام فإنها تجوع ولا تأكل بثدييها. أما غير الحرّة والتي لا نسب لها تعتز به ولا حسب تفاخر به ولا دين يردعها فإنها تفعل ذلك.
 
وإن ما ينطبق على الحرة التي لا تقايض عرضها وشرفها بالمال والطعام فإنه ينطبق على شعبنا الحرّ الأصيل الذي يفتخر بهويته الدينية الإسلامية والوطنية الفلسطينية والقومية العروبية فإنه يرفض أبدًا أن يقايض العلف والميزانيات بالثوابت ويرفض أبدًا أن يساوم على هويته وأرضه ومقدساته.
 
 
لأن العرب لا تستخذي
 
شك الإمام الأصمعي في لفظ استخذى “أي خضع وتذلل” فأحب أن يستثبت أهي مهموزة أم غير مهموزة؟ أي هل تكتب بالهمزة أم بدونها. يقول الأصمعي؟ فقلت لأعرابي: أتقول استخذيت أم استخذأت؟ فقال الأعرابي: لا أقولهما، فقلت: ولم؟ قال: لأن العرب لا تستخذي “لا تخضع ولا تتذلل”!
 
فرحم الله ذلك الأعرابي لقد أبى أن يقبل الاستخذاء “كلمة” فكيف لو رأى قومه الآن وقد قبلوه حقيقة؟! إنه الفارق بين الماضي وبين الحاضر، بين ما كنا عليه وبين ما صرنا إليه.
 
وإن ما ينطبق مع الأسف على حال زعماء عرب هم ملوك ورؤساء وأمراء في استخذائهم واستجدائهم لقادة المشروع الصهيوني هو نفسه الذي يجري ويحصل من استخذاء واستجداء ممن يمارسون لعبة وكرنفال المشاركة في الكنيست الصهيوني ويبرز منهم بشكل لافت غير مسبوق منصور عباس الذي يستخذي ويستجدي ويقايض الثوابت الوطنية والدينية من أجل الحصول على الأموال والميزانيات.
 
لقد وصل به التردي والاستخذاء إلى درجة أن يقبل به المستوطن والحاخام اللئيم الراف دروكمان ويقول “إنه إنسان لطيف وبراغماتي”، ومع ذلك رفض أن يكون شريكًا في حكومة قد يشكلها نتنياهو، بل وصل به الأمر إلى حد أن يثني عليه العنصري ليبرمان صاحب مشروع التهجير القسري للعرب “ترانسفير” لما قال: إنه إنسان شجاع، بل وصل به الأمر أن يصبح أيوب القرا العربي الليكودي السافر في عدائه لشعبنا أن يذهب إليه لتهنئته بعد فوز قائمته في الانتخابات الأخيرة ويثني على منصور وعلى سياساتهم، لا بل لقد دعا العنصري وزير الأمن الداخلي الليكودي “تساحي هنغبي” للتعاون مع منصور عباس وهو الذي كان يفاخر أن من إنجازاته اعتقال الشيخ رائد صلاح في العام 2003 وإعادة إدخال اليهود المسجد الأقصى لأول مرة بعد الانتفاضة الثانية، وأنه من أمر بهدم مسجد شهاب الدين في مدينة الناصرة. لا بل إن عضو الكنيست الليكودي شلومو فيكنين قد قال في موقع واي نت يوم 29/3/2021: “إن منصور عباس لا يطالبنا بالتخلي عن القدس ولن يطالبنا بالسيادة على الأقصى لأنه ترك الايدولوجيا جانبًا”.
 
 لا بل إن الصحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم برنيع وفي مقالته يوم 2/4/2021 وبعد خطاب منصور الشهير في الناصرة قال: “إن منصور عباس في خطابه يوم 1/4/2021 قد افتخر أنه عربي ومسلم مواطن دولة إسرائيل دون أن يذكر أنه فلسطيني التي هي مصدر فخر ناخبيه فإنه إما أن يكون شجاعًا أو أنه سطحي وقليل فهم حيث كشف نفسه أنه ليس إلا تابع ومجرد إنسان لطيف. إنه ليس من ينّصب الملوك كما وصفه الإعلام وإنما هو مجرد خادم في ساحة ملوك اليهود”.
 
 ومع أسفي لهذه الكلمات إلا أن اندلاق واستجداء منصور يومها قبل إذ يدخل في مناورات الائتلاف مع نتنياهو ثم تحوله إلى نفتالي بينت وما برز جليًا من استخذائه واستجدائه جعل هؤلاء يتطاولون عليه ويصفونه بهذه الأوصاف، بل إلى حد ما قاله عضو الكنيست الليكودي ميكي زوهر: “لعلّه سيأتي يوم ويقال عن منصور عباس إنه منصور بن غوريون عباس”!!!
 
وفي صحيفة يديعوت أحرونوت يوم الجمعة الأخير 31/12/2021 فقد ذكرت الصحيفة في مقال للصحفي والمحلل “نداف إيال” إن رئيس الحكومة نفتالي بينت قد أوعز إلى وزرائه بضرورة الاستجابة لكل طلبات منصور عباس لأنه اتخذ قرارًا جريئًا وتاريخيًا بدخوله في الائتلاف الحكومي، ويجب أن ندعمه ونقوي موقفه. لقد طالب وزراءه أن أي مدرسه تفتح وأي شارع يشقّ وأن قصّ شريط أي مشروع لابد أن يكون بحضور منصور عباس وبيده، وأن يشار إلى أن هذا من إنجازاته لأن فائدة دعمه للائتلاف الحكومي تتطلب ذلك.
 
وعليه ولهذا السبب فإن الاستخذاء والاستجداء والتذلل ومقايضة المواقف والثوابت والهوية ليس من شيم العربي فكيف يفعلها المسلم الحافظ لكتاب الله تعالى، بل وكيف يفعلها من ينتمي للمشروع الإسلامي الذي يربي أبناءه على العزة والشموخ في مواجهة الظلم والبغي، إنه سلوك غريب ومواقف غير مبررة رفضها العرب والمسلمون يومها واليوم وكل يوم، فلا عذر لمن قبلها وبرّرها وروّج لها.
 
 
ليست كل الطيور تعلف فتصطاد فيؤكل لحمها
 
هي عبارة تنسب إلى التابعي الجليل سفيان الثوري لما أريد له أن يجالس الأمراء ويعاملهم فيما ذهب إليه، ولأنه كان يرفض عروضهم بالمناصب وخاصة القضاء، فإنه قد أرسل إليه بأموال كثيرة لعلّ بريقها يشدّه إلى ما دعي إليه فيستجيب. فكانت منه تلك العبارة أن “ليست كل الطيور تعلف فتصطاد فيؤكل لحمها”. إنها الطيور التي غالبًا ما تقع لحيلة الصيّاد وأحابيله للإيقاع بها عبر بذر الحب والعلف ليجعلها تنزل لالتقاطه حيث تكون قد نصبت الشباك وأدوات الصيد.
 
ولأن الميزانيات والأموال التي يمنينا بها منصور عباس هي مقابل حرف بوصلة شعبنا عن ثوابته والتنازل عنها وعند ذلك فإننا سنصبح مثل مسلوخ الجلد الذي ينزل عليه الذباب. إننا سنظل في أعين اليهود من الأغيار خدّام شعب الله المختار، وإننا في أعين أمتنا وأولادنا وأحفادنا ممن قايض طعام بطنه بتاريخ وثوابت شعبه ودينه.
 
إن ما يتم الحديث عنه من أموال وميزانيات يخيّل للسامع أننا سنعيش في رفاهية لا تضاهيها إلا رفاهية سكان عدد من الدول الغنية، بل لعلها رفاهية الجنة. هذه الميزانيات والأموال ما هي إلا علف ينشر من قبل الصياد الإسرائيلي الماكر بينما يقوم بدور تقريبنا وشدّنا إلى الفخ والطعم بواسطة منصور عباس ونهجه الجديد. ليس لأنه يراد لنا أن نصطاد ويؤكل لحمنا بل إنه يراد لنا أن يسجل في ذاكرة الأجيال أننا الجيل الذي ساوم وقايض ثوابته الوطنية والدينية مقابل علف وفتات ألقي إلينا.
 
فمخطئ من ظن أن حكومات إسرائيل ستعاملنا وفق منطق حقوق الإنسان في العالم، وجاهل من ظن ان حكومات إسرائيل ستعاملنا وفق منطق المساواة بين السكان والمواطنين دون فارق لدين أو جنس أو لون. ومدلّس من يدّعي أن بإمكانه تحقيق ذلك عبر قبة الكنيست الإسرائيلي. إننا سنظل في أعينهم الأغيار الذين خلقهم الله حميرًا على هيئة بشر لخدمة شعب الله المختار، لا بل لو أننا انسلخنا عن ديننا وأصبحنا يهودًا ووضعنا الكيباه فإن هذا بالنسبة لهم شرف لا نستحقه، فتوقفوا عن هذا الانزلاق والتردّي وإياكم والاستجداء، ومقايضة الثوابت، والكرامة بالعلف والإهانة.
 
 
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
 
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
انك ، يا شيخ ، ممن يُقال لهم اتق الله فتاخذه العزة بالاثم ، اتق الله فانت تُنقص من قيمة مشروع الحركة الاسلامية كاملة وتمس بكل المنتمين اليها ، هل ينقصنا انقسام وعداوة بهذه الفترة النيي يعيش بها مجتمعنا ابشه صور العنف . صاحبك وولي امرك الشيخ الجليل قال اجتهاد خاطى بطريقو ادبية قد تكون وقبولة وانت تبدأ كلامك بنغي ما قاله شيخ الاقصى . ماذا تريد وما الهدف من وراء تهجمك وتخوينك للاخوة بالحركة الاسلامية والحط من مكانتهم . اقول لك مرة اخرى انق الله بما تقول .
عبد الحليم - 07/01/2022
رد

تعليقات Facebook