اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

أعضاء الكنيست العرب .. استقيلوا إن شئتم أو لا تستقيلوا … ولن تفعلوا!

 
 
توفرت لأعضاء الكنيست العرب فرص كثيرة للعودة إلى أحضان أبناء شعبهم، وممارسة العمل السياسي الحقيقي بعيدا عن أوهام الكنيست، التي أغرقوا أنصارهم فيها طوال عقود، قبل ولادة المشتركة (التي شُكّلت على أساس المصلحة، وجرّاء رفع نسبة الحسم، لا على أساس مبدئي، ولا استجابة لدواعي الوحدة)، وبعد ولادتها، لكنهم ضيّعوا تلك الفرص؛ الواحدة تلو الأخرى، بمبررات ثبت ضعفُها وفشلها وعدم ارتقائها إلى مستوى إقناع الجمهور، بمن فيهم قسم كبير من جمهور مصوتيهم.
 
كانت لديهم فرصة للاستقالة عام 2000، جراء إقدام قوات أمن حكومة براك – بن عامي على اغتيال 13 شابا من أبناء شعبنا، في أحداث هبة القدس والأقصى، ولكنهم لم يفعلوا!
 
وكانت لديهم فرصة للاستقالة عام 2008، جراء عدوان حكومة أولمرت-ليفني على قطاع غزة، ولكنهم لم يفعلوا!
 
وكانت لديهم فرصة للاستقالة عام 2012، جراء العدوان الذي شنته حكومة نتنياهو على قطاع غزة، ولكنهم لم يفعلوا!
 
وكانت لديهم فرصة للاستقالة عام 2014، عقب العدوان الثاني الذي شنته حكومة نتنياهو على قطاع غزة، ولم يفعلوا!
 
ولقد توفرت لديهم أكبر فرصة، من تلك الفرص التي لا يمكن تفويتها، إلا بغباء سياسي، يوم قررت حكومة نتنياهو حظر الحركة الإسلامية عام 2015، ولكنهم لم يفعلوا!
 
وها هي فرصة أخرى جديدة على صورة “قانون القومية” الذي سنه الكنيست، الذي هم أعضاء فيه، ولكنهم لم يفعلوا، ولن يفعلوا، ذلك أن الذي يربطهم بالكنيست – فيما يبدو لي وللكثيرين من أبناء شعبنا- أكبر بكثير من هموم شعبهم وقضاياه الحارقة، إنه رابط المصلحة الضيقة، التي تكاد تنحصر ليس فقط في الحزبية، وإنما في الشخصية الفردية…
 
بقراءة متأنية لمواقف وتبريرات أعضاء الكنيست العرب لإحجامهم عن الاستقالة يمكنني القول إنهم (دون استثناء) مارسوا الخداع تلو الخداع على الجمهور، ولم يكونوا صريحين في إظهار الأسباب الحقيقية لعدم استقالتهم، والتي لا علاقة لها بتحقيق أو إمكانية أو فرصة تحقيق إنجازات من خلال البرلمان الصهيوني.
 
بل إنه من المضحك أن يخرج علينا رئيس القائمة المشتركة، المحامي أيمن عودة، مطلع هذا الأسبوع بفيديو مسجل على صفحته في “فيسبوك”، ليبرر بقاءه وزملاءه في الكنيست، مستعرضا “كما هائلا من الإنجازات” التي حققوها من خلال وجودهم في الكنيست، وهي في الحقيقة ليست إنجازات ولا يحزنون، وإن كانت كذلك، فإنها ليست في رصيدهم، ولا هي من إنجازاتهم، أي أنه لم تتحقق هذه “الإنجازات” لأنهم موجودون في الكنيست.
 
يقول ع. ك. عودة إن أحد أسباب قانون القومية هو “ازدياد قوتنا في الحيّز العام”… فما هو معيار ازدياد القوة هنا؟ هل هو بعدد أعضاء الكنيست العرب، أم بعدد الفلسطينيين في الداخل، وارتفاع الوعي السياسي والتفاعل الجماهيري مع القضايا الحارقة؟ هل الذي أرعب نتنياهو وحكومته هو وجود 13 عضو كنيست عربي، أم أن فكرة يهودية الدولة وقانون القومية، ترادوه منذ سنوات طويلة، وقد سنحت الفرصة الآن لإقراره؟ على أيمن عودة وزملاءه أن يجيبوا على السؤال بصراحة، إن كانوا مخلصين في توجههم!
 
وبغض النظر عن دقة الأرقام التي تحدث عنها عودة بخصوص عدد الطلاب العرب في الجامعات (جامعة حيفا والتخنيون كنموذج)، وعدد الأطباء العرب في مستشفى رمبام (على سبيل المثال)، ولنفترض أنها أرقام صحيحة أو قريبة جدا من الأرقام الحقيقية، فهل هذا من إنجازات الحضور في الكنيست؟!
 
وهل وجود العديد من القضاة العرب في سلك القضاء الإسرائيلي هو إنجاز وطني؟
 
هل يمكن أن يخبرنا السيد عودة عن كيفية اختيار القضاة؟ وعلى أية “فرازة أمنية” يجري اختيارهم؟ ثم نسأل: هل وجود قاض عربي في محكمة الصلح أو المركزية أو حتى العليا حقق لنا كفلسطينيين شيئا على مستوى القضية الوطنية؟ هل يذكر السيد عودة – مثلا لا حصرا- أن لجنة أور، التي أصدرت “لائحة اتهام” ضد شعبنا وقياداته عقب أحداث هبة القدس والأقصى، كان فيها قاض عربي عضو في المحكمة العليا؟ والسؤال الأهم: هل قضيتنا قضية وطنية، بصفتنا جزء من الشعب الفلسطيني، الذي هو جزء من العالم العربي، الذي هو جزء من الأمة الإسلامية، أم أن قضيتنا هي قضية مواطنة إسرائيلية خالصة، تتمثل بحقوق مدنية هنا وهناك، وأن مشكلتنا هي مشكلة أقلية تعاني من تقصيرات حكومية ممنهجة، وبعض المظاهر العنصرية هنا وهناك؟ وهل نحن أقلية مثل سائر الأقليات في العالم، أم أننا جزء من شعب اقتلع من أرضه، التي زرعت فيها دولة عنصرية التفكير والعقيدة والممارسة؟ وأي نوع من “الأقليات” نحن؟ هل نحن أقلية دينية، أم عرقية، أم قومية، أم وطنية؟
 
ثم ماذا حققت “القوة الثالثة” (التي تحققت لأول مرة من 1948!!) في البرلمان الصهيوني؟ هل مثلا… مثلا يعني!! منعت هدم بيت واحد في النقب والمثلث والجليل؟
 
وهل الثقة بالنفس، كما يريدنا السيد عودة أن نكون، تتحقق فقط بالحضور في الكنيست؟ هل معنى هذا أن نصف شعبنا لا يملكون ثقة بنفسهم، لمجرد أنهم لم يصوتوا للكنيست؟ مثلا يعني!!
 
وهل الاستقالة من الكنيست تعني التراجع والانكفاء؟ تراجع عن ماذا؟ وانكفاء على ماذا؟ لماذا لا تكون الاستقالة – مثلا!!-وسيلة لممارسة الضغط السياسي، ولفضح السياسات العنصرية المنغرسة في الإيديولوجيا الصهيونية أمام الرأي العام العالمي؟
 
ويتساءل عودة: أم نرد لهم الصاع صاعين؟ هذا هو السؤال المبدئي!!
 
كيف يكون رد الصاع بصاعين؟ لقد تكررت هذه الاسطوانة طوال عقود، حتى شُرخت، وما رأينا صاعين ولا صاعا، ولا حتى ربع صاع يُردّ في وجه عنصرية الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ولماذا لا تكون الاستقالة هي أيضا وسيلة من وسائل رد الصاع صاعين؟ هل رد الصاعات محصور فقط بالبقاء في الكنيست؟!
 
إن السؤال المبدئي الحقيقي الذي يخشى عودة (وزملاؤه) طرحه ويتهربون منه هو: ماذا حقق الوجود في الكنيست لنا طوال سبعين سنة؟ وما هي الجدوى الحقيقية من هذا الانخراط في العمل البرلماني؟ (ولن نخوض الآن في الحديث عن الذين وقعوا على وثيقة الاستقلال، ولا الذين احتفلوا بيوم الاستقلال، ولا الذين جلبوا الأسلحة للعصابات الصهيونية ليذبحوا بها شعبنا). ثم نريد أن نعرف: كيف يمكنهم رد الصاع صاعين؟ ما شكل ذلك الرد؟ وبأية طريقة؟ وكيف؟ ومتى؟ هل مثلا بتحقيق 14 عضو كنيست في الجولة القادمة؟ في الحقيقة هذا – في ظني-ما يقصده عودة، ولا يقصد غيره.
 
ومن المثير للاستغراب، إن لم يكن للضحك، أن السيد عودة يعتبر “عداء نتنياهو لنا” (أي لهم، يعني لأعضاء الكنيست العرب، كما فهمت من سياق كلامه) ليس فقط بسبب قوتهم في الكنيست، بل هو عداء سياسي!! أحقا؟!! هل هو مجرد عداء سياسي، مثل عدائه للمعسكر الصهيوني مثلا، أو لميرتس على سبيل الافتراض؟ أم هو عداء إيديولوجي عقائدي!!
 
إن مجرد الإصرار على تصوير المسألة على أنها عداء سياسي، هو في الحقيقة دفاع عن العداء الإيديولوجي العقائدي الذي يكنه نتنياهو (وسائر الأحزاب الصهيونية بلا استثناء) لنا كفلسطينيين، وكعرب وكمسلمين. أليست هذه هي الحقيقة؟!
 
وسؤال صغير جدا: هل تحدث ع.ك. أيمن عودة بصفته الشخصية كعضو كنيست؟ أم كقيادي في الجبهة؟ أم بصفته رئيسا للمشتركة يمثل جميع أعضائها؟
 
يزعم السيد عودة أن أعضاء الكنيست العرب هم الذين أسقطوا حكومة نتنياهو عام 1999.
 
أحقا؟!!
 
هذه أكبر عملية خداع يمارسها السيد عودة على الجمهور، فقط ليبرر بقاءه في الكنيست.
 
إن الذي أسقط حكومة نتنياهو عام 1999 هم شركاؤه في تلك الحكومة (ديفيد ليفي (حزب غيشر) وشاس وبنيامين بيجين ودان مريدور وأمنون ليفكين شاحاك ويستحاك مردخاي، وليس أعضاء الكنيست العرب، الذين لم يكن عودة أحدهم في تلك السنة. وقد سقطت الحكومة بسبب الصراع على ميزانية الدولة.
 
ثم إذا كانت لدى أعضاء الكنيست العرب هذه القدرة على إسقاط الحكومات، فماذا ينتظرون؟ لماذا لا يفعلونها الآن ويريحوننا؟!!!!
 
ثم يتحدث السيد عودة عن أننا “شعب واع”!! فهل الوعي يكون فقط بالتمسك بالكنيست؟ إن هذا يعتبر صفعة يوجهها نتنياهو إلى 50% على الأقل من أبناء شعبنا، الذين لا يؤمنون بنظريته، يتهمهم من خلالها بعدم الوعي، بصورة غير مباشرة.
 
ثم يقول: “نحن نختار الثقة بالنفس والتقدم والعمل السياسي”، يعني أن هذه الأمور لا تتحقق إلا عن طريق الكنيست!! فماذا عن العمل السياسي من خارج الكنيست؟ وهل الذهاب إلى الكنيست أصبح عملا وطنيا بطوليا؟!!
 
إن كل ما ذكره السيد عودة هو دعوة (لنا) كي نصبح جزءا من الكينونة الصهيونية، وكي نسعى نحو الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، لتتحول قضيتنا من قضية شعب إلى قضية مواطنين مهضومي الحقوق. وهذا في الحقيقة هو الفرق، وهذه إحدى أهم نقاط الخلاف في الداخل الفلسطيني.
 
وعود على بدء: نعرف أن أعضاء الكنيست لن يستقيلوا، لا اليوم ولا غدا. وحتى نكون صرحاء أكثر، فقد دعوناهم في الماضي إلى الاستقالة، وأن يعودوا إلى أحضان شعبهم، وأن ينخرطوا في العمل السياسي والجماهيري من خلال لجنة المتابعة والأطر السياسية الفاعلة، وكان يمكن لشعبنا أن يحتضنهم وأن يطوي سجل الماضي كله. ولو فعلوها قبل اليوم، على خلفية العدوان على غزة مثلا، أو على خلفية حظر الحركة الإسلامية، لكان من الممكن ألا يمر قانون القومية هذا… أو على الأقل يؤجل إقراره إلى أجل غير مسمى. هل معنى هذا أن بقاء أعضاء الكنيست العرب في الكنيست ربما يكون قد ساهم – بطريقة غير مباشرة-في تسريع إقرار القانون؟! نعم كبيرة. لذلك فإن استقالتهم الآن، وبعد مرور أسبوعين على إقرار القانون-ستكون وعدمها سواء.
 
ثم إن أعضاء الكنيست العرب (وهنا أتحدث فقط عن المشتركة، ولا يهمني أمر أعضاء الأحزاب الصهيونية من العرب!) لن يجرؤوا على الخروج من الدائرة البرلمانية والعودة إلى الشارع، لأن قوة أحزابهم سيتضح حجمها الحقيقي، (سلوك التصويت للكنيست لا يعكس القوة الحقيقية للأحزاب في الشارع) وعندها لن تقوم لهم قائمة، ولن يكون لهم ما يفعلونه في الحقيقة، وسيتضح حجم القيادات التي جرّتنا طوال تلك السنوات إلى مربعات ما كان يجب أن نصل إليها أو نكون فيها.
 
ملاحظة ضرورية: بعض الحزبيين ساءهم أن تناقش صفحات التواصل موضوع قانون القومية، من خلال التركيز على مطالبة أعضاء الكنيست العرب بالاستقالة، وقال بعضهم إن المطلوب هو التركيز على الهجوم على القانون وعلى حكومة نتنياهو، بدلا من الهجوم على أعضاء الكنيست العرب، لأن هذا في نظرهم حرف للموضوع عن القضية المركزية.
 
هذا بالضبط ما يريده أعضاء الكنيست العرب وأنصارهم من أصحاب نظرية الاندماج. إنهم يريدون إشغال الجمهور بمناقشة بنود القانون ومهاجمته، فيما لا طائل منه، خاصة وأن ممارسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مارست علينا بنود القانون بندا بندا وحرفا حرفا، طوال سبعين سنة، وكل ما تغير الآن، هو أن تلك الممارسات أصبحت تحت غطاء قانوني.
 
أولا: إن النقاش الذي يجري الآن هو صحي جدا، ويعكس نبض الشارع بشكل أو بآخر. ولو أن مضامين هذا النقاش كانت عكسية (يعني لصالح أعضاء الكنيست العرب) لكان ما يقوله الجمهور أحلى من العسل!
 
ثانيا: هذا النقاش فرصة لأعضاء الكنيست كي يقرأوا نبض الشارع، وحقيقة ما يجري. فهل هناك من لا يريد لهم ذلك؟
 
ثالثا: إذا اعتبرنا أن قضيتنا وطنية من الدرجة الأولى، فمن باب أولى إصلاح البيت الداخلي، ومناقشة مشاكله. ولا شك أن وجود أعضاء عرب في الكنيست هو جزء من هذه المشاكل التي يجب أن تناقش. انتهى زمن البقرات المقدسة، ورحل منذ سنوات طويلة.
 
حال الأمة
 
طهران واشنطن تل أبيب-نحو النزول عن الشجرة، بعد تصعيد إعلامي، غزل ناعم قد يقود إلى اتفاق.
واشنطن أنقرة-حالة من الأخذ والرد والشد والجذب، حتى الوصول إلى نقطة اللاعودة. العالم (وعلى رأسه واشنطن وتل أبيب) لن يتركوا أردوغان يحقق ما يسعى إليه… كسر عظام على الطريق.
المصالحة الفلسطينية: ضع موقفك على طاولة المخابرات في القاهرة وعد سريعا إلى رام الله. اسم اللعبة: كسب الوقت… لان تتحقق المصالحة… والهدف: إما غزة كلها بدون حماس، وإما الطوفان.
سوريا (1): لا تخافوا على الأسد، فتل-أبيب تحرسه، وسوريا بأمان تحت الاستعمار الروسي!! المشكلة الوحيدة، كيف سيتعايش رأس بوتين مع رؤوس مليشيات الدم الفارسية؟
سوريا (2): بوست على الجدار: سفاح موسكو يطلب من الدول العظمى أن تساهم في إعادة إعمار سوريا.
المجرم ابن المجرم؛ دمر سوريا هو وكلبه بشار ومليشيات الحقد الفارسي، ثم يأتي الآن ويطلب من دول العالم المساهمة في إعمار بلاد الشام. ألا لعنة الله على الظالمين.
 
بطبيعة الحال فإنه في حالة الحكي عن المصاري والمصروفات فإن زريبة آل سعود وحظيرة أبناء زايد تعتبر من الدول العظمى. فقط في هذه الحالة. وما سوى ذلك فهي حظائر وزرائب لتجميع فضلات واشنطن وموسكو وفرنسا وبريطانيا وسائر أفراد الحظيرة الماسونية الصليبية المجرمة.
 
يظن هذا السفاح أن الموضوع في سوريا قد حسم وانتهى. لا لم ينته الأمر، و”انتصاراتكم” أيها الحمقى وهمٌ كبير، واستدراج… فسوريا الشام لم تقل كلمتها بعدُ… إنما هي مرحلة، تليها مرحلة سيكون فيها الحسم النهائي… وستكونون أنتم وقودها… فانتظروا إنا معكم منتظرون.
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ينصر دينك على كلمه ذكرتها هنا !!!
مواطنه وطنيه - 05/08/2018
رد

تعليقات Facebook