اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

محللون: فوز "العدالة والتنمية" يعزز مكانة تركيا دوليًا

 
رأى مراقبون ومختصون في الشأن التركي أن النتائج المتقدمة التي حققها حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات التي شهدتها البلاد يوم أمس لم تكن مفاجأة، خاصة في ظل المرحلة التي وصل إليها الحزب باعتباره الحلقة الأقوى في بلد أصبح لاعبا قويا في الساحة الإقليمية والعالمية، مع غياب أي بديل منافس للحزب الذي وُضعت أمامه العراقيل الكثيرة للحد من الانجازات الواضحة التي حققها على المستوى السياسي والاقتصادي داخليا وخارجيا.
 
الدكتور أيمن يوسف، الخبير في العلاقات الأوروبية الفلسطينية، قال في حديث مع "قدس برس"، إن نتائج الانتخابات البرلمانية التركية لم تكن مفاجئة، كون حزب "العدالة والتنمية" دخل الانتخابات قبل عدة أشهر ولم يتمكن من تشكيل الحكومة منفردا، الأمر الذي أدخل الحالة السياسية التركية في مأزق كبير، وكان ذلك من الأسباب الرئيسية التي ساعدت الحزب بالحصول على نتائج غالبية واضحة في الانتخابات التي جرت أمس".
 
وبيّن المتابع للشأن التركي، أن "المواطن التركي تلمس تراجعا في الاقتصاد التركي ومنظومته السياسية بسبب الانسداد السياسي الذي شهدته الساحة التركية، خاصة عدم وجود حزب قادر على تشكيل حكومة وعدم اتفاق الأحزاب المختلفة على تشكيل حكومة ائتلافية"، كما قال.
 
وأوضح عميد كلية الآداب في الجامعة العربية الأمريكية، أن حزب "العدالة والتنمية" أعاد ترتيب أموره الداخلية واستنفر قواعده الشعبية ومناصريه في الشارع التركي، حيث كانت تركيا أمام تحديات كبيرة، وبحاجة إلى حكومة قوية، مشيرا إلى أنه "من أهم هذه التحديات، الملف الكردي، والعلاقة مع الأكراد في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تفجر الأزمة السورية على أكثر من مستوى، خاصة مع التدخل الروسي في الأحداث".
 
وأكد على أن "هناك قناعة لدى الأتراك أن حزب "العدالة والتنمية" هو الحزب الوحيد الذي يستطيع أن يبحر في تركيا، في ظل هذه الأمواج المتلاطمة من الأحداث السياسية المتتالية، لافتا إلى أنه "سيكون هناك تبعات لهذا النجاح على السياسية التركية داخليا وخارجيا، ويجب الانتظار حتى تظهر هذه التبعات بشكل جلي، وكيف ستفرض نفسها على الأجندات السياسية التركية"، على حد قوله.
 
وشدد المختص الفلسطيني على أن الأوروبيين بدؤوا يتأكدوا تماما أن مستقبل تركيا في المنظور القريب على الأقل، مرتبط بحزب "العدالة والتنمية"، مرجحا "خروج مبادرات أوروبية جديدة للحديث مع تركيا مرة أخرى حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي".
 
كما قال إن هناك قبول تركي داخلي بشكل عام في النتائج، وأن هذا التقدم سيعطي "العدالة والتنمية" قوة دافعة إلى الأمام، لاتخاذ قرارات أكثر جرأة على الصعيد الداخلي والخارجي"، مبينا أن "التغيير الأكبر سيكون على صعيد تدخل تركيا في الملفات الدولية لا سيما سوريا والعراق وعلاقتها مع روسيا ومع بعض الملفات الداخلية".
 
بدوره رأى سليمان بشارات، الباحث السياسي الفلسطيني، أن النتائج التي حصل عليها حزب "العدالة والتنمية" التركي، لم تكن مفاجأة، إلا أنها تفوقت على توقعات الكثيرين، فالحزب بما يمثله من تاريخ على المستوى السياسي الداخلي أو المستوى العالمي من خلال رئاسة الحكومة لسنوات طويلة، كل ذلك زاد من نسبة ثقة الشارع التركي به".
 
وأضاف أن الحزب تعامل مع نتائج الانتخابات الأخيرة بانفتاح كبير، وخلق بيئة تشاورية ديمقراطية تعزز من طرحه في إمكانية المشاركة السياسية، الأمر الذي عكس توقعات البعض أو ما كان يروّج من أنه يسعى للحسم بهدف الاستفراد بالحكم، وبالتالي الآن المواطن التركي تعامل مع الانتخابات الحالية من منطلق الأبواب المفتوحة في المشاركة السياسية وعدم الإقصاء"، وفق تعبيره.
 
وبيّن المتابع للشأن التركي، خلال حديث مع "قدس برس"، أن "السياسة التي اتبعها الحزب عبر مشواره في الحكم والحرص على تعزيز تطوير التنمية الداخلية، ساهمت في حالة الاستقرار الداخلي، ، حيث ما زال ينتهج مفهوم التنمية كخيار رئيس يمكن أن يدفع باتجاه تقدم البلد نحو مصاف الدول المتقدمة".
 
فيما يتعلق بمكانة أحزاب المعارضة، قال بشارات إنها خسرت الكثير على عدة مستويات، بسبب عدم تعاطيها بانفتاح مع الانتخابات السابقة، ومشاركتها في تشكيل حكومة ائتلاف، وهذا افقدها أيضا القاعدة الجماهيرية التي باتت تبتعد كثيرا عن الإقصاء السياسي، لافتا إلى أن الأمر إن لم يتم تداركه مستقبلا، "قد يؤدي إلى تلاشي بعض الأحزاب وصعود أحزاب أخرى"، كما قال.
 
وحول أوليات الحكومة المقبلة، بيّن الإعلامي والباحث الفلسطيني، أنها "ستكون أمام امتحان في قدرة إدارة شؤون البلاد بما يحقق مزيدا من ثقة الشارع والجمهور بالبرنامج السياسي الذي جاء به حزب "العدالة والتنمية".
 
أما بخصوص انعكاس النتائج على الاهتمام التركي بالقضية الفلسطينية، أكد بشارات على أنه وعلى مدار العشر سنوات السابقة "تولي لها القيادة السياسية التركية اهتماماً كبيراً بهذا الملف، وهذا الاهتمام نابع من رؤية حزب "العدالة والتنمية" التركي للقضايا المحورية والمركزية في الشرق الأوسط"، على حد قوله.
 
وأشار إلى أن هذه النتائج، "ستزيد من قوة تبني الرؤية السياسية الخارجية التركية فيما يخص القضية الفلسطينية، من منطلقين، وهما النظرة الاستراتيجية للحزب في لعب دور محوري إقليميا ودوليا فيما يخص القضايا المركزية بالشرق الأوسط، والثاني لطبيعة النظرة التاريخية التي يقوم عليها برنامج الحزب وهي الروح العثمانية في المنطقة، باعتبار فلسطين تشكل بوصلة لهذا الفكر والنهج"، وقال "سنشهد مزيدا من التأييد والدعم للقضية الفلسطينية، وهذا سيكون خاضع بذات الوقت للرؤية السياسية التركية فيما يخص باقي القضايا بالشرق الأوسط".
 
وكانت نتائج أولية أظهرت غير رسمية للانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في تركيا أمس الأحد، تحقيق حزب "العدالة والتنمية" فوزًا كبيرًا.
 
وبعد فرز 99.58% من الصناديق، وصلت نسبة الأصوات التي حصل عليها حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأسه، أحمد داود أوغلو، إلى 49.41%، حاصلًا على 316 مقعدًا في البرلمان، مما يتيح له تشكيل حكومة بمفرده، وهو ما لم يتحقق في انتخابات 7 يونيو/ حزيران الماضي.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook