اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"دكان وإنسان تاريخ خالد وماض لن يفن" - لقاء مع أحمد دريعي "أبو عمر"

 


ليست دكانًا ككل الدكاكين، وليس إنسانًا ككل الناس، بل هي قصة دكان وإنسان، وتاريخ شعب، وأرض وحنين وشوق إلى مستقبل يبشر بعودة وبعيش هانئ وأمان.

الحاج أحمد عمر دريعي (أبو عمر) ولد عام 1908،هذا الشيخ عايش أيام يافا ما قبل النكبة وعايش النكبة وعاشها وعايش ما بعدها فتشرب مرها فتحول دكانه البسيط إلى ديوان ومجمع للخلان تتطاير في فنائه وفضائه ذكريان وأماني وأحلام لتجسد قصة يافا قصة شعب قصة فلسطين كلها.

يمتلك أبو عمر دكان تصليح الأحذية الأصلية والأقدم في البلاد، الذي لا يزال يحافظ على طابع المتجر  منذ العهد العثماني حتى يومنا, أبو عمر  هذا الإنسان الذي قد يكون الأكبر سنا في البلاد حول دكانه الصغير بحسن خلقه وحسن معاملته إلى ملتقى  لكثير من الشخصيات الهامة التي مرت عبر هذا الدكان لتنعم بحديث الحاج أبو عمر البالغ 103 سنوات من العمر حيث لا يمكن لأحد أن يمر من يافا دون يلتفت إلى أقدم دكاكينها.

 أكثر ما فقده الناس في العصر الحاضر هو الوفاء للماضي متأثرين بالحاضر لكن الصورة لدى الحاج أبو عمر تختلف فهو لا يزال وفيا لماضية إلى حد أنه لم يفرط في أدوات عمله الأصلية التي يبلغ تعداد سنوات عمرها ليس أقل من سنوات عمره.

لقد حول اجتماع هذه الأدوات القديمة وما تحمله من معنى مع حكمة أبو عمر وتجربة الكبيرة في الحياة دكانه البسيط إلى ملتقى ومجمع للكثير من سكان يافا حيث مضى عدد منهم إلى جوار ربه بينما لا يزال هذا الدكان متمسكا في الحياة ليذكر بالماضي العريق الذي جعل هؤلاء يتخذون منه مكانا للقاء والحديث.

لم يكن أبو عمر مجرد اسكافيا عاديا بل كان موسعة من التجربة والخبرة في الحياة بالإضافة لكونه زوجا وأبا وجدا محبا ووفيا على طراز جميع من عايشهم في عصر كان فيه الوفاء والإخلاص والمحبة هي وقود الحياة وعصبها.

فلقد منَّ الله على أبو عمر بخمسة عشرة من الأولاد والبنات يعدون من خيرة أبناء يافا اختار لهم أسماء عربية تدل على التمسك بتراث الآباء والأجداد فأكبرهم رحمها الله اختار لها اسم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام آمنة واختار لأكبر أبنائه الذكور اسم الخليفة الثاني عمر ثم حليمة وناهيدة،و نجاح،و نجوى، ومروة، وجملات،و محمد، وعبد الله، ويوسف، وسميحة،و منير، وعادل وقد انعم الله على الحاج أبو عمر بخمس وسبعين حفيدا.      

ما دمنا نتكلم عن الوفاء وعن الماضي فإن الحاج أبو عمر يجسد هذا الوفاء عبر احتفاظه بجواز سفره القديم حتى يومنا هذا تماما كما يحتفظ بطابع دكانه القديم الذي يقع في وسط شارع يفت في مدينة يافا والذي كان ولا يزال محجا للكثير من أبناء يافا الذين لا يزالون يرتادونه وخاصة كبار السن منهم.

لم يكن أبو عمر يفاوي الأصل  بل قدم إلى يافا من طرابلس لبنان لكن بالرغم ذلك فهو يعتبر نفسه يفاويا تماما ككل أهل يافا إلا أن وفاءه الأصيل لتاريخه ولماضية لم ينسه بلده الأصلي لبنان لذا من منطلق الوفاء والعرفان يقول اسمحوا لي أن أقدم عبر موقعكم شكري الجزيل لأهالي يافا على استضافتهم لي ولعائلتي" .

تقرير السيد :أحمد المشهراوي

 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بركة العالم اللة يطول في عمرك يا سيدى وتظل منور العالم كلة
منال الغرابلي/حفيدة الحج ابو عمر - 22/04/2011
رد

تعليقات Facebook