في خضم الربيع العري الذي تعيشه شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج يتبين لنا أن الربيع ليس ربيعا والعربي هو مجرد تسمية لأحداث تتعدى الصراعات العربية العربية وتتجاوز قضية الحرية والديمقراطية وإسقاط النظام. وخاب من ظن أن الثورات العربية هو شأن داخلي يخص الشعوب العربية وإلا فكيف نفسر ضربات الناتو على ليبيا . الثورة في مصر ليست قضية نظام وإسقاط نظام بل تتعدى ذلك وتفتح أمام الشعب المصري ملفات عدة منها قضية السلام مع إسرائيل وسياسة مصر الخارجية . لا شك أن العالم العربي يمر ببدايات جديدة وتغيرات جذرية سيكون لها الأثر على سياسات العالم العربي وعلى مصير الشعوب العربية وهناك عدة سيناريوهات لما يحدث بما فيها طرح إمكانية سايس بيكو جديد وتقسيم وانقسام العالم العربي .
ويسأل القارئ ما المغزى من إقحام قضايا العالم العربي بأمور تتعلق بيافا ومجريات الأمور فيها ؟ سؤال وجيه والرد عليه يتطلب العودة إلى كتب التاريخ لنرى كيف كان تأثير الثورات العربية على الشعب الفلسطيني عامة ويافا خاصة وأعطي مثالا من هذه التجربة فبعد ثورة الضباط الأحرار في مصر وفكرة الوحدة السورية المصرية كان لها وقع على شعبنا الفلسطيني الذي وجد في المتغيرات بصيص أمل لحل قضيته فتفاعل مع هذه المتغيرات حيث كانت مبادرة محلية لإقامة ما تسمى بجماعة الأرض التي تصدت لها السلطة وسجنت العديد من أفرادها ولاحقت البعض منهم لفترات طويلة بعد القضاء على الفكرة.
ويافا اليوم تعيش الحلم العربي في أن واحد مع القضايا الداخلية التي يعاني منها مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل عامة وفي المدن المستهدفة خاصة وبالتحديد يافا . ولنا ملفاتنا الخاصة والعامة وهناك أمور تجمعنا وتوحدنا وأخرى تفرقنا . أهلنا في يافا يعانون من أزمة الثقة مع القيادة المحلية . بل نقول أن قضية القيادة اليافية أمست عاملا يعطل مسيرة تقدم وتطور المجتمع اليافاوي الذي يطمح بالخروج من الأزمات المستعصية التي يعيشها.
قبل أيام دعت جمعية دارنا – اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن لاجتماع تشاوري لبحث قضية الخارطة الهيكلية ليافا وهذا الموضوع له علاقة مباشرة باستمرار وجودنا في يافا ولكن المشاركة كانت مؤشرا على الشرخ الذي تعاني منه هذه القيادة فبعد نشر الخبر عن الجلسة في وسائل الإعلام و اتصالات هاتفية مع جميع المؤسسات لم نجد تجاوبا من بعض الجهات . وكأن الجلسة التي عقدت في النادي الاورثوذكسي والتي اتفق فيها الجميع على أن الوحدة هي الوسيلة الأفضل للخروج من أزماتنا ولكن على ارض الواقع تبقى الأمور في طور الشعارات والهتافات . هذا هو الموقف بخصوص قضية السكن وقضية خروج المعتقل حافظ قندس من السجن وقضية العنف وغيرها من القضايا التي من المفروض أننا متفقون عليها ولكن هناك من يحاول إتباع سياسة فرّق تسد.
هنا يكون الرهان وأنا شخصيا أعتبر الرهان على أهلنا في يافا سيكون الرابح لأن مجتمعنا أثبت أنه على درجة من الوعي والإدراك لكل ما يجري من حولنا . لا بد من أن يقول الشعب كلمته شاء من شاء وأبى من أبى.
على فكرة سعد الدباح هي الفترة التي تلي المربعانية وفيها يكون البرد في ساعات الصباح كالسكين وهناك أربعة سعود الدباح هو أولها وسعد الخبايا هو آخرها وتخرج فيها الثعابين من جحورها.
عبد القادر سطل يافا
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]