اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

بيان الحركة الإسلامية في يافا:"رَجلٌ ذو همَّــة يُحيي أمّــة" الحاج خميس السكحفي

 

"رَجلٌ ذو همَّــة يُحيي أمّــة"

 

إن من أصعب اللحظات التى يمرّ بها المرء فى حياته هى تلك اللحظات الأليمة التى نُجبر فيها على فراق من التصقت بهم أرواحنا وسكنتْ إليهم نفوسنا فكانوا بمثابة النسمات التى ترطّب علينا جفوة الحياة لا تستطيع فراقهم بل أحيانا يكون فراقهم بمثابة الموت لأرواحنا لكنها سنة الحياة فى الإفتراق وقدر الله المحتوم فى الموت والحياة وما على المؤمن فى جميع أحواله إلإّ الصبر والتسليم والإنصياع لقضاء  الله وقدره.

نشأ المرحوم الحاج خميس سكحفي في ربوع مدينة يافا الحبيبة فكان من أحد أبنائها الأبرار وأحد العاملين البارزين في خدمة اسرته ومجتمعه وأمته. التزم بالدعوة الاسلامية المباركة منذ نعومة أظافره فكان نعم الشابّ الملتزم وخادما لدعوة الله تعالى في الأرض. صدق منْ وصفَ الحاجّ خميس سكحفي بأن قلبه كان مُعلقّا بالمساجد. فهو ابن المسجد بلا أدنى شكّ, فقد ترعرع بين أروقتها  وتربّى في أحضان الحركة الاسلامية المباركة في مدينة يافا. سمّاه الإخوان ولقبّوه "برجل المعسكرات الأوّل", فما من معسكر إسلاميّ يصبّ في مصلحة الأوقاف والمقدسات إلا كان الحاج خميس سكحفي أوّل من يحضر وآخر من يترك ميدان العمل. خدم الأخ المرحوم خميس سكحفي في مؤسسات الحركة الاسلامية فرع يافا وكان عضوا فعالا في إدارتها الحالية. صارع الموت ببطولة وشجاعة دون إهمال للصلوات الخمس حيث أنه لم يترك صلاة الفجر قطّ في حياته وكان يحضر الجمعة والجماعات ويُدلي برأيه في مصلحة الدعوة وكان لا يبخل على الإخوان بالنصيحة والمشورة ويسأل عن أحوال جميع مرضى الإخوان حتى وهو على فراش الموت. من عرف خميس سكحفي عن قرب ليشعر أنه رجل بسيط متواضع خلوق قليلُ الكلام شديد الحياء وكان يترك ما لا يعنيه ويعمل في حقل الدعوة بكل نشاط واعتزاز.

رحل عنا الحاجّ خميس سكحفي بعد وفاة والدته رحمها الله بيوم واحد تاركا وراءه زوجة وابنتين ومئات من محبيه الذين ساروا إلى جانبه وعملوا معه في نفس الخندق. أجل, رحل عنا هذا الأخ الفاضل وتاريخه الدعويّ حافل بالمواقف المشرفة وبالذكريات الجميلة التي قضاها في كنف الله تبارك وتعالى وكأنه الآن في قبره يُردّد ويقول: "سأظلّ للإخوان جسرا يُعبر حتى أوسد في التراب وأقبرُ", وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز: "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا", ولنواسي أنفسنا بأبيات شعريّة لأبــــي العتاهية رحمه الله والتي قال فيها:

اصبـرْ لـكــــــلِّ مصيبـةٍ وتجلّـــــــــدْ       وإعلمْ أنّ المرءَ غيرَ مُخلّدْ
أو ما ترى إن المصائـب جمّــــة       وترى المنيّةَ للعبادِ بمرصدْ
منْ لمْ يُصبْ ممّن ترى بمصيبةٍ       هذا سبيلٌ لستَ فيهِ بأوْحــدْ
فـإذا ذكــــرتَ محمّـد ومصابــــــه       فاذكرْ مصابكَ بالنبيّ مُحمّدْ

 

نسألُ الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجمعنا فى جنات النعيم مع الشهداء والصالحين ومع منْ سكنتْ إليهم أرواحُنا وأبتْ الأقدارُ إلاّ الفراق. عظّم الله أجر ذويه بهذا المصاب الجلل وسكب على قلوبهم الكسيرة المزيد من الصبر والسلوان ورحم الله ميّتنا رحمة واسعة, إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم. الحركة الاسلامية يافا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook