تصوير: أمير أطرش
نظمت مساء اليوم الإثنين الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في مدينة يافا إفطاراً جماعياً في قاعة النادي الأرثوذكسي حضره ممثلين عن كافة الأطياف والمؤسسات الاسلامية والمسيحية في المدينة، بالإضافة لحضور قيادات سياسية واجتماعية وشخصيات روحية قطرية من الديانتين الاسلامية والمسيحية في البلاد.
وجاء هذا الإفطار الذي يعتبر الثاني من نوعه الذي تنظمه مؤسسات المدينة وذلك تعزيزاً لرابطة الاخوة وتعزيز الوحدة العربية الإسلامية والمسيحية في المدينة، حيث أقامت مؤسسة الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا في السنة الماضية إفطاراً جماعياً، ودأبت في هذا العام الجمعية الخيرية الأرثوذكسية لإقامة إفطار جديد على غراره، جمعت فيه كافة المؤسسات والنشطاء اليافيين وحضره قيادات روحية من كلا الطائفتين.
وقد استهل الإفطار بكلمة ترحيبية من رئيس الجمعية الأرثوذكسية السيد بيتر حبش رحب خلاله بالحضور واثنى على هذه الإفطارات التي تجمع أهالي المدينة على كلمة واحدة، وشدد في كلمة على أن الوحدة هي قوة وسلاح في أيدي أهالي المدينة لمواجهة تحدياتهم، وتطرق إلى الإنجاز التاريخي الذي حققته الجمعية الأرثوذكسية باستعادتها لجميع الأوقاف الأرثوذكسية القريبة من كنيسة الخضر.
وتخلل الإفطار إلقاء عدة كلمات من بينها كلمة للأب ديمسكينوس تحدث خلالها عن الإسلام وعن دور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في نشر الألفة والمحبة بين الديانتين الاسلامية والمسيحية حينما فتح بيت المقدس، وعلاقته مع سفرونيوس في حينه.
وألقى المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس كلمة شكر خلالها الجمعية الأرثوذكسية لجمع أطياف المدينة على مائدة إفطار واحدة، وقال "نحن اليوم نجتمع كأخوة نؤمن بالله الواحد وان اختلفت دياناتنا، إلا أن الخالق هو واحد أحد لا نشرك به أحداً على الإطلاق، وإذا ما كان هناك شيئ يوحدنا في هذا المساء هو إيماننا بالله، الذي بدونه لا نسوى شيئاً، فهو الذي خلقنا وأعطانا نسمة الحياة وأعطانا أيضاً أن نعيش معاً في هذه البلاد نستنشق هواءها ونشرب ماءها ونسبح الله تعالى على نعمه التي هدانا إياها".
وأضاف المطران "لا ننسى أن نهنئ اخواننا المسلمين بشهر رمضان، ولكن بما أن عيد الفطر على الأبواب وبدأت الاستعدادات لهذا العيد السعيد فنحن نود أن نهنئ أخوتنا المسلمين في عيدهم، الذي هو عيد سعيد ونتمنى أن يكون سعيداً بالفعل، كما ونؤكد بأن هذه المبادرات واللقاءات إنما هي هادفة من أجل تجميعنا، ولقائنا، وترسيخ اخوتنا وعلاقاتنا الطيبة، نحن هنا مدعوون لكل نرسخ خطاباً فيه الكثير من قيم التسامح والمحبة واحترام الآخر حتى وان اختلف هذا الآخر عنا في دينه".
وأردف "محبة الآخر هي الأساس في كل الكتب المقدسة وفي كل الديانات التوحيدية، ولذلك فإن لقائنا في هذا المساء هو لقاء المحبة والاخوة وترسيخ العيش المشترك وثقافة التسامح الديني مع أن العلاقة فيما بيننا هي ليست علاقة تسامح فحسب، وإنما هي علاقة الأخوة والصداقة والانتماء الواحد والجذور الواحدة، ولذلك نحن حقيقة كمسيحيين لا ننظر على أخونا المسلم على أنه غريب علينا، "ما غريب إلا الشيطان"، فالمسلم هو أخ بالنسبة إلينا، كما أن المسيحي يجب ان يكون أخاً بالنسبة للمسلم، هكذا يجب أن ننظر إلى بعضنا البعض بعين المحبة والاحترام المتبادل لأننا آلامنا واحدة وجراحنا واحدة، ومعاناتنا واحدة وكل هذه الامور التي نعيشها هي أمور مشتركة نعاني منها جميعاً وبالتالي علينا أن نوحد صفوفنا لكي نكون على قلب رجل واحد ومن خلال وحدتنا نكون أقوياء".
وبدوره تحدث قاضي يافا الشرعي القاضي محمد الزبدة عن نبش جامعة تل أبيب لقبور المسلمين في مقبرة الشيخ مونّس، وعن المؤامرات التي تهدف إلى انتهاك حرمة هذه المقبرة ومصادرة أراضيها، وقال "لا بد من اللحمة بين المسيحين والمسلمين لنتصدى لهذه الاعتداءات المتكررة على مقدساتنا وأوقافنا، وبلدية تل أبيب مع الاسف الشديد التي ترفض أن تكون هناك أحرف باللغة العربية في شعارها إنما تفضح نفسها بأعمالها فهي لا تريدنا هنا في يافا، فسياسة التهجير حتى من خلال هذا الأمر الرمزي الذي يتجسد أمامنا".
وأضاف القاضي زبدة "الاجماع والائتلاف هو مطلب ضروري لمجتمع يريد الفلاح، ومصادرنا الدينية تحتم علينا بل وتدعونا إلى الوحدة وإلى الحكمة في آن واحد، فالوحدة مطلوبة والحكمة في مواجهة التحديات مطلوبة، فالتحديات التي نواجهها خطيرة وعلى رأسها التضييق على شبابنا وتأزيم ضائقة السكن وبالتالي تهجيرنا من بلدنا الحبيب، فيداً بيد في مواجهة التحديات، ويداً بيد من أجل بناء مجتمع واعد".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]