اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ بقلم: سماح خالد الريفي


كَثُرَتْ في الآونَة الأخيرةِ إعداداتُ الكافرين لِبَثِّ الشُّبهاتِ التي تثار حول الإسلام والمسلمين ، بغيًا منهم ليطفئوا نورَ الله بأفواههم ، وقد قال تعالى : ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [سورة الصف،آية:8] .

وقد اتَّخذوا عدَّةَ وسائلَ مسمومة في ذلك ، منها : المناشِير ، والكُتيِّبَات ، ومواقع الإنترنت ، والجامعات الصهيونية على سبيل الخصوص ، مما جعل بعض المسلمين الذين من جلدتنا يتزعزعوا عن دينهم ، وينقلبوا على أعقابهم لأتْفَهِ شُبْهَة ، وما سبب ذلك التزعزع إلا أنَّهم يواجهونها بغير سلاح ، ولا أيِّ عتاد ، اللهُّم الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها ، إلا أنَّ آثار هذه الشبهات تبقى في نفوسهم ، تُؤلِمُهُم ، وتصدهم بين الحين والآخر عن هذا الدين الحنيف .

ونرى فريق آخر لديه قَدْرُ معين من الثقافة العامَّة ، يحاول أنْ يُنَاطِحَ هذه الشبهات للدفاع عن هذا الدين ، فيبدأ بمناقشتهم ومحاورتهم اعتمادًا على ثقافته المحدودة ، فنجده يقع فريسة سهلة في حبائل شبُهاتهم ، حتى أنَّ البعض مِمَّن كانوا يحاولون أن يردوا الشُّبهات قد أصبحوا من الدعاة لها ، وقد كان يكفيهم مراجعة كتب مختصة بالذَّود عن الإسلام في وجه هذه الشبهات ، أو مراجعة أهل العلم المُخْتَصِّين .

وأحْبَبْتُ في هذا المقام أنْ أُبَيِّن سخافة ، وركاكة ، ودنائة شبهة : " تنصيف ميراث المرأة " التي يُدَندَنُ عليها ليلًا ونهارًا ، وسأختصر الأمر بقدر الاستطاعة .

محلُّ الشبهة " لديهم " هو قوله تعالى : ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾ [سورة النساء ، آية:11] .
يجاب عن هذه الشبهة : أنَّ هذا التَّنصِيفَ ليس عامًّا في جميع أحكام الميراث المتعلقة بالأنثى ، وإنَّما بأربع حلات فحسب ؛ ويقابل هذه الحالات الأربع ، ضِعْفَهَا من الحالات التي تَرِثُ فيها الأنثى أكثر من الرجل ، وهناك حالات تَرِثُ فيها الأنثى ولا يَرِثُ فيها الرجل على الإطلاق ، وهناك كثير من الحالات التي تَرِثُ فيها الأنثى مثل الذكر بالضبط ،  ويكفي بهذا ردًّا على هذه الشبهة ، إلا أنِّي لم أنتهي بعد .

إنَّ سبب هذا التفاوت في نصيب الورثة راجع إلى عدة اعتبارات حددها الشرع وهي : 
أولًا: درجة القرابة بين الوَرَثًة والمَورُوث ، سواء أكانوا ذكورًا أم إناثا ، فكلما اقتربت القرابة كبر النصيب في الميراث .

ثانيا: موقع الجيل الوارث من التتابع الزمنى للأجيال ، فالأجيال التى تستقبل الحياة ، وتستعد لتحمُّل أعبائها ، عادة يكون نصيبها فى الميراث أكبر من نصيب الأجيال التى تستدبر الحياة ، فنرى بنت المتوفَى ترث أكثر من أمِّه ، وترث بنت المتوفَى أكثر من أب المتوفى (الجد) ، وكذلك الأمر بالنسبة للابن فإنَّه يرث أكثر من أب المتوفَى .

ثالثًا: العبئ المالي الذي أوجبه الله على الوارث ، وهو المعيار الوحيد الذي فيه تفاوت بين الذكر والأنثى .

نعم ، اعتبار العبئ المالي أمرٌ هامٌّ ، فنرى أنَّ الله عز وجل أمر الرجال بالإنفاق على النساء ورعايتهنَّ ، فالمرأة في بيت أبيها مكفولة منه ، وإنْ كان ميتا ، فهي في كفالة رجل آخر من الذكور ، حتى وإنْ كانت المرأة غنيَّة والرجل فقير ، فمالها لها ، ومن ثَمَّ نرى أنَّ المرأة في الإسلام لها مهرها المقدم والمأخر عند الزواج ، ومن ثم فإن شراء البيت ، وتجهيزه ... وكل ذلك على كتفي الرجل ، وأما المرأة فلها أنْ تخرج من بيت أبيها بملابسها التي عليها فحسب ، حتى وإنْ كان باستطاعتها أنْ تشتري مدينة بأكملها .

وخلاصة القول : هناك أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل .

فأين هو ظلم المرأة في الإسلام ؟؟؟ 
أخشى ما أخشاه أنْ يخرج الرجال في النهاية ويعترضوا على نصيبهم بدلا من النساء .

وفي النهاية أقول : أنا لست من دعاة معالجة هذه الشبهات عن طريق المقالات ، لأنَّها تَعجَزُ عن تحمُّلِ ذلك ، فكلُّ ردٍّ على شبة ما قد يستغرق المئات من الصفحات ، وما هذا المقال إلا نبذة قصيرة للتوضيح فحسب ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾[سورة يوسف ، آية:21] .

لمن يرغب بالتوسع ينصح بقراءة : مذاهب فكرية معاصرة للشيخ محمد قطب ، وميراث المرأة وقضية المساواة للشيخ صلاح الدين سلطان وغيرها من الكتب ، والحمد لله حق حمده .

 

سماح خالد الريفي

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بارك الله فيك والله يحفظك من كل شر תודה לאחות סמאח وبارك ألله فيك ולמספר 2 למה אתה חושב שקשה היה להבין את המאמר הזה ורק אנשים מלומדים יבינו אותו? אני לא טוב בערבית אבל המאמר היה כתוב בצורה כל כל פשוטה שהחמור הבין אותו.למשל אני קשה לי לדבר בערבית סיפרותית אבל אין בעיה לקרוא ולהבין ערבית סיפרותית. :-)
بكفي - 09/05/2012
رد
2
الاسلام هو الحل الله يحرق الكلاب اللي بيطعنوا بالدين المد لله على نعمة الاسلام
اسلام - 08/05/2012
رد
3
بارك الله فيك اختي الكريمة على هذا التوضيح!
باركك الله - 08/05/2012
رد
4
رائع جدا جدا الحمد لله على نعمة الاسلام
رائدة الفمنزم الاسلامي - 08/05/2012
رد
5
بارك الله فيكي يا ريت لو تعلم نساء العالم ما قيمة المرأه في الاسلام ....
حنان سمنودي - 08/05/2012
رد
6
بارك الله فيك واكثر من امثالك انك فخر لهذه المدينه المتعطشه لنساء يحملن الفكر الاسلامي الصحيح,فارجو منك اشد رجاء ان تكثري من نشاطاتك ومقالاتك..وحبذا لو عدت الى الاجابه على اسئلة القراء كما في السابق.وبالله التوفيق
؟؟؟ - 08/05/2012
رد
7
ولي كلمة المقال قيم جدا وعلى درجة من الفهم والعلم لكن ثمة ملاحظه هي نصيحة ان الخطاب في المقالة عال جدا ولذلك فهو ليس على قدر فهم الناس وعامتهم.. مع تأكيدي أنت على دراية فهم مستوى فهم الناس وقد فاتك ان للمرأة ذمة مالية مستقلة وهو ما يغفل عنه كثير من الناس. هنالك مواضيع يجدر تناولها من باب ومن أحن قولا ..... وهو لباس المرأة وهو حيائها ومعاملاتها فهي قضية الساعة
محمد - 08/05/2012
رد
8
كل الاحترام والتقدير مقالة ممتازة جدا
حازم ابراهيم - 08/05/2012
رد

تعليقات Facebook