اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "المرأة في الإسلام" بقلم الشيخ: سعيد سطل "أبو سليمان"


هناك مفاهيم خاطئة شائعة في المجتمع المسلم , وفي المجتمعات الغربية حول مكانة المرأة المسلمة ودورها في المجتمع المسلم ,

فقد نُسب للإسلام زورا انه يهضم حقوق المرأة وانه لا يساوي بينها وبين الرجل , هذه المفاهيم الخاطئة يجب تصحيحها , ولكي نوضّح الصورة ونبيّن الحقيقة , سأتحدث عن مكانة المرأة في ثلاث حِقب , المرأة قبل الإسلام , والمرأة في صدر الإسلام , والمرأة في عصرنا الحاضر , وذلك في ثلاث حلقات الأولى نتحدث فيها عن مكانة المرأة في مرحلة ما قبل الإسلام ,

جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صوّر ما كان عليه المجتمع الجاهلي قبل الإسلام ببضع كلمات للنجاشي ملك الحبشة ( أثيوبيا اليوم ) بقوله : أيها الملك , كنا قوما أهل جاهليه , نعبد الأصنام , ونأكل الميتة , ونأتي الفواحش , ونقطع الأرحام , ونسيء الجوار , ويأكل القويُ منا الضعيف , بالإضافة إلى ما كان شائعا من السفاح ( الزنا ) وشرب الخمر , واكل مال الناس بالباطل عن طريق الميسر (القمار) والربا , هذه هي الصورة التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام , وهي أشبه بصورة الغاب , حيث لا قانون ينظم الحياة والمعاملات , ولا ضوابط تضبط سلوك الإنسان وتصرفاته ,

فجاء الإسلام بأوامره ونواهيه وتوجيهاته ليمحوَ هذه الصورة البشعة الهمجية , فكان أول ما دعا إليه توحيد الله , وإخلاص العبودية له , ونبذ الأصنام وتحطيمها , وحرّم أكل الميتة , وأمر باجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن , وأمر بصلة الرحم وحذر من قطعها , ونهى عن الاعتداء على الأرواح والأموال والأعراض , كما وحرّم الزنا وشرب الخمر وحرّم الميسر وحرّم الربا , أما فيما يتعلق بالمرأة في مرحلة ما قبل السلام في المجتمع الجاهلي , فنجد مجتمعا المرأة فيه مهينة تعامل بعسف وجور , أول هذا العسف والجور ,  أنها كانت تُحرم من الميراث , كان المجتمع الجاهلي يحرم النساء والصغار حقهم من الميراث , الميراث كان يستأثر فيه الرجال الذين يحملون السلاح ويدافعون عن القبيلة , وكان الميراث يُحبس على الذكور دون الإناث كي لا يخرج المال بعيدا للغرباء , وهذا الأمر سائدٌ عند اليهود والنصارى البنت عندهم لا ترث لهذا الغرض , فجاء الإسلام ليساوي بين المرأة والرجل في الميراث فقال تعالى : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون , وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون , مما قل منه أو كثر نصيبا مقرضا ,

والذين يدّعون عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث محتجين بالآية التي تقول : للذكر مثل حظ الأنثيين ,هؤلاء لم يفهموا الحكمة من هذه القسمة , فالرجل الذي يأخذ ضعف ما تأخذه المرأة من الميراث , مكلفٌ بالمهر والمسكن والملبس والنفقة عند الزواج , والمرأة غير مكلفه بشيء من هذا , فالحاصل أن المرأة تحتفظ بنصيبها كاملا من الميراث بينما الرجل ينفق كامل نصيبه وربما يزيد عليه من اجل المرأة ذاتها , وهناك حالات المرأة تأخذ مثل الرجل , وحالات المرأة تأخذ أكثر من الرجل , فالأب والأم إذا ورثا يأخذ كلٌ منهما السدس متساوين , وإذا البنت ورثت تأخذ أكثر من الوالد هو يأخذ السدس وهي تأخذ النصف , يقول الله تعالى مبينا ذلك : يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين , فان كنّ نساء فوق اثنتين  فلهنّ ثلثا ما ترك , وان كانت واحدة فلها النصف , ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد,  فلا يوجد ظلم ٌ ولا إجحاف في حق المرأة , إنما هو العدل الذي ما بعده عدل ,

ومن العسف والجور والمهانة التي كانت تعامل المرأة بها في الجاهلية , أنها كانت توّرث للرجل كما يوّرث المتاع , فإذا مات زوجها جاء ولدُهُ أو أبوه أو عمه فألقى عليها ثوبه , وهذه علامة على أنها محجوزة له , إن شاء تزوجها بغير مهرٍ , وبدون رغبة منها , وان شاء زوجها رجلاً آخر وأخذ مهرها , كأنها متاع وملك له يتصرّف بها كيف يشاء , كما كانت المرأة إذا طلّقها زوجها في الجاهلية يمنعها من الزواج , فتبقى عنده كالأسيرة حتى تفتدي نفسها منه وتفك أسرها , فنزل القرآن ليرفع عنها هذا الظلم والجور,  قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً , ولا تعضلوهنّ لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن , تعضلوهن أي تمنعونهن من الزواج لتأكلوا مهورهن ,

وبلغ من هوان المرأة في المجتمع الجاهلي , أن انتشرت فيه عادة منكره , وهي عادة وأد البنات خوف العار أو الفقر , القرآن يحدثنا عن هذه العادة المنكرة ومدى امتهان المجتمع الجاهلي للمرأة فيقول: وإذا بُشّر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودّاً وهو كظيم , يتوارى من القوم من سؤ ما بُشّر به , أيُمسكه على هون أم يدُسُهُ في التراب , ألا ساء ما يحكمون , إنها أبشع صورة لامتهان المرأة, الجاهلية أفسدت على الناس عقولهم , وأماتت عواطفهم وأحاسيسهم , أفسدت العقل والعاطفة معاً ,فالعقل يعبد الصنم , يعبد ما لا يضر ولا ينفع ,والعاطفة تقتل فلذات الأكباد ,

إذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , سواد الوجه كنايه عن الحزن والغم والضيق الذي كان يصيبه إذا بشر بالأنثى , وكأنما مصيبة وقعت عليه أو بلية أصابته , يتوارى من القوم من سؤ ما بشر به , يختبئ من الناس كأنه لحق به عار بولادة الأنثى, أيمسكه على هون أم يدسه في التراب , أيبقيها مهينه أم يدفنها في التراب , كانت المولودة تدفن حيّه ,واستعمل العرب وسائل شتى في وأدها , فمنهم من كان إذا وُلدت له بنت تركها حتى تبلغ السادسة من عمرها ثم يقول لامها طيّبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها (أقاربها) ويكون قد هيّأ لها حفرة في الصحراء فيأخذها إلى الحفرة ويقول انظري ماذا فيها , ثم يدفعها ويهيل عليها التراب, وكان بعضهم إذا جاء المرأة المخاضُ جلست على حافة حفرة , فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وردمتها , وان كان المولود ذكرا عادت به , والبعض الذي كان يبقي على البنت امسكها مهينة إلى أن تقدر على الرعي فيلبسها جبة من صوف أو من شعر ويرسلها إلى البادية ترعى له الإبل ,

هكذا كانت تعامل المرأة في الجاهلية قبل الإسلام , فجاء الإسلام ليقضيَ على هذه العادات المنكرة بحق إنسانة خلقها الله من نفس واحده وعلى أكمل هيئه وأحسن صوره , جاء ليعيد للمرأة كرامتها ويحفظ لها إنسانيتها , فانزل الله تعالى سورة كاملة وهي من أطول سور القرآن سماها باسمها وهي سورة النساء , افتتحها الله عز وجل بقوله : يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ,

في المقال القادم نتحدث بمشيئة الله عن المرأة في صدر الإسلام ,

سعيد سطل أبو سليمان             19 /4 /2012

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
المراه يا اخت رتيبه لو قارنا المراه مع اي مجتمع في العالم المسلمه مظلومه دنيا واخره
ام النور - 29/04/2012
رد
2
المراه المسلمه نقول ما ليس فينا يعني دائما نحاول تجميل ديننا وتلوينه حسب الوضع الراهن يعني ان نقول ان الاسلام كرم المراة فهذا غير حقيقي الا اذا قارناه مع الجاهليه
رتيبه - 28/04/2012
رد

تعليقات Facebook