اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

هل نستطيع أن نتحول مِن مجتمع مضغوط إقتصاديا إلى مجتمع ضاغط وقوي؟!

 
بقلم: محمد محاميد - يافا
 
لو إطلعنا في بطون مجلدات التاريخ لوجدنا نوعين من المستضعفين في الأرض، فهنالك أمم مستضعفة بقيت رهينة بين مطرقة حقوقها المسلوبة وسندان ظالميها تبكي بحرقة وتنتحب بمرارة على مآسيها لا تفكر بمخرج ولا تدفع عن نفسها الاذى فاندثرت وانتهت ولا نجد لها في عصرنا هذا أدنى أثر، وأمم أخرى فكرت فأبدعت فطبقت فنهضت من بين الركام قوية شديدة..، فلم تسد أمة الأرض إلا بعد إستضعاف!.
 
فمما لا شك فيه أن المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر يعيش منذ النكبة في ظل تحديات جسيمة تستهدفه في كافة مفاصل الحياة اليومية الإقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والإجتماعية..، ومن أمر واسوء هذه التحديات هو الضغط الإقتصادي الذي يتعرض له المواطن العربي في هذه البلاد، وما يتبع ذلك من إنعكاسات وتبعات سلبية تعمل على إضعاف البنية الإجتماعية كالفقر المؤدي لحالات طلاق كثيرة والمساهم برفع نسبة الجريمة والعنف والذي يحول كذلك دون تطور المجتمع إقتصاديا وثقافيا وسياسيا...
 
فالأزمة الإقتصادية واضحة أمامنا كفلق الشمس بوضح النهار، فإن نسبة العائلات التي تعيش تحت مستوى الفقر في مختلف بلداتنا العربية في المدن المختلطة والنقب والمثلث والجليل آخذة بالإرتفاع بوتيرة سريعة مما ينذر بمزيد من السوء والشر..، في ظل إهمالنا إقتصاديا وتهميشنا من سوق العمل وهنا ينبغي على كل مسؤول حر وفرد صالح في مجتمعنا طرح هذا السؤال الشرعي والمنطقي:  "هل نستطيع أن نتحول من مجتمع مضغوط إقتصاديا إلى مجتمع ضاغط وقوي؟!".
 
فالحقيقية أننا نملك الإجابة وكذلك نملك أدوات التغيير، فنعم نحن نستطيع أن نتحول من مجتمع مضغوط ومهمش إقتصاديا إلى مجتمع ضاغط ترضخ له ولمتطلباته قوى الإقتصاد المختلفة، فنحن في هذه البلاد تتجاوز نسبتنا المئوية الخمس وأهم من ذلك أننا مجتمع شاب مقارنة بسائر الشرائح التي تعيش في بلادنا، فساقوم خلال السطور القادمة بتوضيح بعض الامور وليست كلها من رؤيتي للتحول الإقتصادي التي لو اخذنا بها قد ننجو ونرتقي وننهض...
 
اولا، علينا أن نتصرف ككتلة مليونية واحدة بما يحوي هذا المصطلح من معاني واثار، فالكتلة المليونية تعني الكثير بالمنظومة الإقتصادية لا سيما وإن كانت الخمس من الشريحة السكانية للبلاد، فإذا تحولنا إلى قطيع واعني ما اقول!، فسنكون قوة شرائية ضخمة مؤثرة بمعنى الكلمة فترفع من تشاء وتخفض من تشاء بامر الله تعالى.
 
فلو قمنا بشكل جماعي على الامد القريب بمقايضة بعض الشبكات التجارية في البلاد على ان تستوعب نسب معينة بشرط ان تكون اعلى من 30% من العاملين والموظفين العرب بكافة مستوياتها الإدارية من العامل البسيط وحتى مجالس اداراتها مقابل دعم الوسط العربي كله لها عبر شرائه من فروعها ومقاطعته لمنافسيها، مستغلون في ذلك كوننا مجتمع مستهلك وغير منتج حاليا، وعلينا ان لا ننسى ان تمثيلنا بالقطاع العام والعسكري والامني وغيرها من القطاعات الحكومية والحساسة هامشي جدا مما يمنحنا قوة عمل إضافية!.
 
ثانيا، على المجتمع العربي في البلاد مقاطعة كل شبكة تجارية في البلاد ترفض تشغيل العرب او تقوم بإقصائهم بشكل عنصري من الوظائف الرئيسية!.
 
ثالثا، الضغط بشكل مباشر على كافة الشركات الكبرى التي نحتاج خدماتها وتستفيد منا كالمصارف وشركات الإتصال والتأمين على سبيل المثال وليس الحصر..، فينبغي علينا أن نصر على تلقي خدماتنا باللغة العربية كما يفعل الكثير من "الروس" حتى وإن اجدنا العبرية وتحدثناها بطلاقة مما يدفع هذه الشركات الضخمة لإستجداء الشبان العرب للعمل فيها تلبية لإحتياجاتها اولا!، ففي مثل هذه السلوكيات نجد فرص عمل إضافية!.
 
رابعا، ينبغي علينا إعداد كواد مهنية تقود هذا التحول الإقتصادي العام والعمل على تغيير نمط التعامل مع هذا الملف الحالي سواء بعموميته وخاصته، فلا بد من غرس ثقافة التطور والنمو وإقامة المصالح الإقتصادية الخاصة في كافة المجالات بعقلية الشبان العرب!، فالمبادرة مطلوبة ومحمودة.
 
خامسا، وذلك للأمد البعيد علينا إعداد إقتصادنا المستقل المعتمد على مصانع ومصالح ومشاريع يملكها ويديرها ويعمل بها ابناء شعبنا، ونقدم خلالها الطرح البديل لشعبنا المهمش والذي يتعرض لعنصرية مقيتة لا سيما بالمنتجعات الترفيهية كالملاهي والمسابح التي تضاهي "مميديون ويميت 2000 وشفاييم.."، والمنتاجعات التجارية المختلفة بمختلف مناطقنا وباسعار تناسب مجتمعنا وتنافس بقوة  فبهذه الحالة سنجذب كذلك قطاعات واسعة من باقي سكان هذه البلاد الذين يبحثون عن الجودة والسعر وممكن عبر مجموعات إستثمارية!.، فلنا بنموذج المشهداوي عبرة...
 
واخيرا كل ما تم طرحه بالأعلى ليس إلا جزء من مسودة غير كاملة، لا بد من إكمالها وتطبيقها، وكل ما ورد فيها واقعي ممكن تطبيقه، وأما معرفة مدى نجاح تبديل ورقتنا الخاسرة لورقة رابحة لن نعرفه الا بعد التطبيق التام باذن الله تعالى!، فهذه نظرية ورؤية قد نصيب خلالها وقد نخطئ!، ولكن علينا المبادرة التحرك بدل البكاء على ابواب المؤسسات الحكومية كالتأمين الوطني وهيئة العمل.. فنحن شعب يستحق الخياة على أرضه المباركة بكرامةوعزة وإباء!.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بدنا ناس نضيفة مع راس مفتوح تقودنا الله يحفظك شيخنا
حسن - 18/10/2022
رد
2
احنا المسلمين بس شاطرين نكتب ونعقب لا شايفين حلول ولا تغييرات انتي ابدعتي بكلامك وانت ابدعت في كلامك ويافا فخورة فيكم يا عمي شبعنا شعارات وشبعنا تظاهرات بدنا حل سريع يا عالم البلد شوي شوي بتروح منا والجيل اللي طالع مش هامة اشي مستوى التعليم تدهور واحنا مش واعيين كفانة كلام ونشر تعقيبات تعبنا الجيل الصاعد مش لاقي حالو .عم بدهور اذا راح نضل نكتب ونعقب ونشكر عالفاضي بلدنا وشعبنا حاله ما بسر الله يستر اصحوا يا ناس بدنا افعال ومش كلام
محتار - 18/10/2022
رد
3
ابدعت شيخ نضال حقيقةً تحليل لا يقل عُمقاً لو كتبه رجل اقتصاد متخصص ولعل مجتمعنا يرتقي بمثلك جيل صاعد يفكر ويبدع على أرض الواقع ...
نزار سكيس - 18/10/2022
رد
4
بارك الله فيكم شيخ
هلال - 17/10/2022
رد
5
الله يفتحها عليك ابو نضال اثرت فينا بفحوى الموضوع نحن شعب يستحق الحياه بكرامه وللاخت يافا عروس البحر كلامك يدل على نبلك ومحبه الخير
ابن البلد - 17/10/2022
رد
6
اسمه ابو نضال يا جماعه الخير - 17/10/2022
رد
7
بارك الله فيك شيخنا بس يا ليت قومي يعلمون
تيسير - 17/10/2022
رد
8
الله يفتح عليك ....إحنا معك إيد وحده
أم وأخت - 17/10/2022
رد
9
الله يفتح عليك شيخ ابو نضال
حسام - 17/10/2022
رد
10
اعطيني مسرحا اعطيك شعبا فش فيو عقل
سنفور - 17/10/2022
رد
11
هو في مين يحب التاني عشان يشدوا مع بعض الضحك عاللحى تعبنا
شر البليه ما يضحك - 17/10/2022
رد
12
هينا بنستنا نشوف شو بدهم يقدموا مع بعض بقلك اجتماعات وحلول وكله مدمر
مسلم - 17/10/2022
رد
13
ملهيين يا اخونا نضال ملهيين يقتلوا بعض شو بدنا نصلح لنصلح
يافاوي - 17/10/2022
رد
14
بارك الله فيك نضال انشاء الله يتفقوا على حلول تساعد الشباب والشابات الوضع صعب بدل ما يوقفوا بالشوارع مظاهرات يحلوا الامور
ابو الامير - 17/10/2022
رد
15
انت فهمان الشعب بدوش يصلح حاله
لداوي - 17/10/2022
رد
16
أحترم مقالك (متابعه لجميع مقالاتك فأنت مبدع وبارك الله لك وسدد خطاك) تعليقي لمن يتقن ما يقال حتى يومنا هذا لم يتم التطبيق كل يخرج بمقال والكلام للعامه بلا فعل أو تحركات إلا من رحم ربك سأتطرق لما ذكر بين السطور ألا وهو وأخيرآ لأن خلاصه ما يحدث ولب المواضيع دائمآ ظاهرها بعد كلمه وأخيرآ ذكرت أخي الفاضل كل ما تم طرحه ليس إلا جزء من مسوده ويجب إكمالها وهل يعقل بعد كل ما تمر به المدن لم تتم أوائل الأمور وكيف سيكملونها إن كانت الأمور لم تبدأ ولم تحرك ساكن كيف لها أن تكتمل فليحدثوا العاقل بما يعقل أسئلكم بالله كيف يكون للتقدم عنوان والمجتمع نائمون كأهل الكهف كيف يكون التطور إن لم تكن مبادرات إخواني أخواتي بات العلم كالغبار مهمل على رفوف قديمه فكيف للعقول أن تستوعب بات الإنترنت يشكل عاملآ خطيرآ من الدرجات الأولى على المجتمعات بأكملها كل الأمور متاحه على المواقع وتلك المهذله بأم عينها دققوا معي هكذا يتم التلاعب بعقول البشريه وسلبها طاقتها التي بمقدورها أن تغير الأمور للأفضل أظن أن المجتمعات سلمت الغير نقاط الضعف فتم اللعب على أوتارها (فلنتفكر)بات مجتمعنا بقلوب كأنها صنعت من الأحجار العالم يعيش تحت مهذله تدعى(إنقراض الإنسانيه) فكيف للتقدم أن يكون لكي يتم كل ما تقوله كان من الأساس أن يعملون لكي لا تتم التفرقه أسئل الله أن يصلح الحال أتسائل وهل؟هناك من ينوي بعزيمه لأن الأمر ليس بسهل نعم أنا معك يمكن التطبيق لكن يلزمكم أناس لديهم طاقه وليس ممن يفرون سريعآ وأين هم من موضوع السكن للشبيبه ليس بإستطاعتهم دفع الأيجارات باهظه الثمن أقليه من تحركوا منذ سنوات والبقيه ماذا عنهم بات القهر بداخل الشباب لا يستوعبه عقل أيجار عملهم لا يكفي بيت وأطفالهم وعوائلهم أين الندوات في البلاد التي تتحدث لصغار الأعمار عن صفات الرسول وكيف كانت أخلاقه كل يوم وكل ثانيه لو ذكروا بها من الأساس لما شاهدتم ضياعآ لا يعقل الناس تراكض بلا فائده واحدآ من الأسباب هو أن الأمهات بكت فلذه أكبادها ولم يحرك قلب ساكن أتعون ما أقول الأمهات المؤنسات اللواتي وصاكم رسول الله عليهن يا عباد الله أبكيتموهن بكاءآ لا يرضاه الله ولا رسوله فإنقلبت الدنيا على الجميع لأن الله عزيز ذو إنتقام ولن تصلح الدنيا لكم إلا إن أوقفتم بكاء الأمهات وموتهن وهن أحياء بحسره على من حملتهم بطونهن دمتم بخير.
يافا عروس البحر - 17/10/2022
رد
1
ينصر دينك يافا عروس البحر
يافاوي وبفتخر - 17/10/2022
2
انا مع كلام عروس البحر الناس نايمه
لداوي - 17/10/2022

تعليقات Facebook