اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "دار دور والشعب مغدور" بقلم: عبد القادر سطل

http://www.yaffa48.com/site/online/2012/03/27/rabeta1%20(2).JPG


ما أن دخلنا الصف الأول حتى راحت المعلمة القادمة من العراق تعلمنا الأحرف الأبجدية. دار دور ودارنا وداركم . وفي دروس الرسم رسمنا الدار ولوّناها وبنينا حولها الجدار وزرعنا أمامها شجرة تحمل الثمار.

ومع مرور الزمن تعلمنا أن الدار ترفع وليس فقط بالواو بل وأيضا بالجرافة وتنصب بالفتح وعلى أيدي من نهبوا الدار. وأحيانا تجر إلى مكان آخر. وليت الواقع يكون كما هو حالنا في الصف الأول. قبل أيام جاب أهلنا في يافا شوارع يافا يهتفون ويرفعون راية النضال من أجل نيل حقوقنا المشروعة بإيجاد حل لضائقة السكن الخانقة وبصوت عال يرددون إنا هنا باقون.

ولم يتأخر الرد بل وسبقنا إلى شارع الملك فيصل حيث قامت السلطة الإسرائيلية ببيع وحدات سكنية وقطع أرض ملاصقة لها لمستثمر يهودي بمبلغ 35 مليون شيكل ليكون الناتج النهائي بناء ما يقارب 65 وحدة سكنية ليصل ثمن الوحدة أكثر من 2 مليون شيكل. بلدية تل أبيب تصادق على الخارطة الهيكلية لبناء 35000 وحدة سكنية جديدة في تل أبيب يافا مع التشديد على يافا كموقع لبناء المزيد من الوحدات. دائرة أراضي إسرائيل تتجاهل مطالبنا وتستمر في مخططها لبيع الأراضي التي بقيت في حي العجمي والجبلية للمستثمرين الأجانب وبأعلى الأسعار. ليس بعيدا من بيتي في العجمي عرضت دائرة أراضي إسرائيل ثلاث قطع للبيع بما معناه ما هي إلا سنوات قليلة وسنصبح أقلية حتى في جيتو العجمي. ما هي إلا فترة قصيرة لنسمع أصوات الكلاب تنبح في شوارع يافا وتحجب صوت الآذان. وزير السكن أتياس يرفض البت بتخصيص قطعة أرض لبناء 150 وحدة سكنية لعرب يافا مع أننا نحمل التزاما خطيا  من وزارته لبناء 400 وحدة سكنية لعرب يافا منذ العام 1996 . المشهد في شمال العجمي مرعب عشرات الوحدات السكنية الجديدة تدفن تحتها بيوتنا العربية وتخنق بيوت أخرى. هجمة مسعورة من الجنوب والشمال على أحيائنا العربية في يافا ولا بشائر خير في الأفق.

في ظل الوضع القائم لا بد لنا من خطوات عملية فاعلة لتغيير موازين القوى ومحاولة قلب المعادلة القائمة لأنها لا تخدم مصالحنا بل تهدد وجودنا كمجتمع عربي يريد العيش بكرامة على أرضه وفي بلده الحبيب يافا.وقد قلنا سابقا أن ما يحدث في يافا يتعدى كون القضية كضائقة سكنية وحسب بل هي قضية وجود ومن هذا المنطلق علينا أن نعي أن المجتمع بأسره مهدد وليس فئة معينة. فإن كان بعضنا قد ضمن شراء منزل لعائلته فهل سيضمن إمكانية شراء بيت لأبنائه أو أحفاده أو سيرسلهم إلى مناطق أخرى خارج يافا وإلى أين ؟    

إذا ما الحل؟ وكيف يمكننا الخروج من حالة اللامبالاة والجمود التي تعيشها في يافا؟

بتواضع نقول أن الحل يكمن أولا بالتوافق والعمل المشترك ولا أقول وحدة لأن هذه الكلمة أمست شعارا نتمسك به كلما وقعت علينا مصيبة جديدة ونحن كما في حلبة الملاكمة نتلقى الضربة تلو الأخرى مرة من المستوطنين الجدد وأخرى من دائرة أراضي إسرائيل وبين هذه وتلك تلقي بلدية تل أبيب بالملح على جراحنا النازفة. الحل يكمن بتصعيد النضال المشترك من كافة الأطر وعلى كافة الأصعدة. علينا أن نبقى في الشارع إلى أ، تصل رسالتنا للسلطة لا نريد إخماد حرائق ولا ردة فعل آنية بل خطة عمل مدروسة ومهنية نعمل على تنفيذها بخطوات ثابتة وتحت مجهر أصحاب الخبرة في المجال. لا حاجة لتفصيل الخطوات كي لا نستمر بالعمل العشوائي والارتجالي. الاقتراح هو أن نجتمع ليوم أو يومين في مكان ما ونطرح أجندة عمل نضالية بإشراف المؤسسات اليافية تتضمن كافة الوسائل المتاحة لضمان وقف عملية بيع يافا بالمزاد العلني والتفكير بخلق فرص لبناء وحدات سكنية لعرب يافا . وأن نساند كل العائلات المهددة بالأخلاء أو الهدم. آمل أن يجد ذا الاقتراح آذان صاغية لدى المؤسسات والأهل في يافا وأن نبادر معا لإيجاد صيغة عمل مشتركة للنضال قبل فوات الأوان والمهم أنه ليس لدينا متسع من الوقت للمماطلة لأنه في كل يوم يوضع حجر أساس أ, يقدم مخطط لبناء وحدات جديدة لغيرنا .  على أمل أ، نحي ذكرى يوم الأرض القادم وقد حققنا ولو القليل من مطالبنا كي لا نقف أمام شعار نرفع كتب عليه دار دور والشعب مغدور.

عبد القادر سطل

اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الشعب المغدور... نعم يا عبد الشعب مغدور *هي الحقيقة وبدون دستور *كسرت الأعناق والظهور *وجفت الأقلام والسطور *ونحن في غنى عن كلمة الحق والشعور *لأنه لم يبقى لا وطن ولا حتى قبور ***
time...out - 09/04/2012
رد

تعليقات Facebook