اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ" بقلم: سماح خالد الريفي

http://www.yaffa48.com/site/online/2012/02/14/syrian.jpg


إن القلب ليبكي دماً ، ويعتصر ألماً ، على ما نراه من أحوال إخواننا في سوريا الأبية ، رائحة الموت قد عمّت البلاد ، ولم يسلم منها أحد ، وليت القاتل من الأغراب لكان ذلك على النفس أهون ، بل هو من صُلب العرب .

أطفالٌ لطالما حلموا بالحقول الخضراء ، والسماء الزرقاء ، وجدوا أرضا محترقة ، وسماء مظلمة ، أُمروا بالسجود لغير الله فسجدوا خوفا ورهبة من التعذيب والقتل والتبديد .
رجال يُداس على وجوههم بالنعال ، يُضربوا كأنهم بِغال ، أطفالهم يقتّلون ، ونسائهم تغتصب أمام أعينهم ، يسمعون آهاتهم ، ويشهدون معاناتهم ، أرواحهم تفارق أجسادهم وهو عاجزٌ عن نجدتهم .

سجون الظلم تحتوي على آلاف المساجين ، مجهولين ، لا تعرف هويتهم إلا أنهم "أحرار " تدنس كرامتهم وعزتهم ، وصوت ضحكات سجّانيهم العوية تعلوا ولا حول لهم ولا قوة إلا بالله العلي العليم ، قال تعالى :( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) .

وبعد هذا – ولم أقل شيئا بعد – نرى أناس يدافعون عن الظلم والظالمين ، يدعمونهم بالرأي ، ويساندون أكاذيبهم وألاعيبهم بأسباب واهية كبيت العنكبوت قال تعالى :( وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) . فيا من يدافع عن بشار وأنصاره (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) محصّوا أعمالكم ، وتدبروا أقوالكم ، وانتقوا اتجاهاتكم ، فلا والله لن يرضى الله عز وجل بقتل إنسان واحد بغير حق فما بالكم اغمضتم أعينكم ، ووضعتم أصابعكم في آذانكم عما يحصل في الشعب السوري ، هذا هو علاج المؤامرة التي تدعونها ؟! قتل ، وتشريد ، وأسر ، وحرق ، واغتصاب ، أمر الناس بالسجود لبشار ، هتك لحرمات المساجد ... لا والله ؛ قال الله تعالى :( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) أحذروا من أعمالكم وأقوالكم وآثارها ، فإنها ستتبعكم إلى يوم القيامة ، لا تجعلوا الظالم هو المظلوم والمظلوم هو الظالم .

حُكي أن الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل الأمويين حبس رجلاً ظُلماً ؛ فكتب إليه الرجل ورقة فيها: " قد مضى من بؤسنا أيام ، ومن نعيمك أيام ، والموعد القيامة ، والسجن جهنم ، والحاكم لا يحتاج إلى بينة ؛ وكتب في آخرها هذه الأبيات:

ستعلم يا لؤومُ إذا التقينا **** غداً عند الإله منِ الظلومُ
أما والله إن الظلمَ لؤمٌ **** وما زال الظلوم هو الملومُ
سينقطع التلذذ عن أناس **** أداموه وينقطعُ النعيمُ
إلى ديّانِ يوم الدين نمضي **** وعند الله تجتمع الخصومُ

سماح خالد الريفي

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
كلامك نور على نور انه لزمن العجائب واكبر الفتن شيوخ يضلون الناس ويدعون انهم شيوخ والمحزن انهم يتطاولون على اسيادهم علماء المسليمين (كالقرضاوي) بانهم لا يفهمون.ويقلون انها مؤامره,نعم انها مؤامره ولكن هل هذا يعطي الحق بقتل الناس والاطفال؟ ونسو كلمات الله تعالى (ومكروا ومكر الله, والله خير الماكرين).ومقالك يا اخت سماح زادني يقين بان لسه الدنيا بخير وكلمات الحق تقال.وبارك الله فيك وزيدينا نور واءمل
بكفي - 08/04/2012
رد
2
تحيه لجيش الثوره يا للعار لكل من ينصر بشار الدكتاتور ومن يعاونه
فلسطين - 07/04/2012
رد
3
يافا بارك الله فيك على هذا الكلام الطيب يا اخت سماح شعرنا انه نابع من القلب
مسلم - 07/04/2012
رد
4
الاسد انا مستغربة جدا من موقف الرابطة على هذا الدعم لبشار الظالم من المفروض انكم تدعمون الشعوب وترفضون الظلم هل اصبح بشار زعيم عربي منصف وعادل وبعد ان قتل كل هذه الالاف من شعبه وهل يظن بشار ان اهل يافا مؤيدين لمواقفه لا والله خسئ هذا الواطي لكن هذا ليس ذنبه انما ذنبكم انتم يا من تدعون رفضكم للاحتلال ومناصرة الشعوب لقد خيبتم امالنا انتم وبعض شيوخنا اتقوا الله واتمنى كل من يقرا هذه الكلمات ان ينقلها بالحرف الواحد للرابطة اللتي يمكن ان نطلق عليها اسم المهزلة ومخيبة الامال
انا - 07/04/2012
رد
5
يا الله كفانا فخرا أن تكون لنا رباروأن نكون لك عبيدا بارك الله بالأخت الطيبة، لقد مضى عهد على مقالاتك التي كنا نستفيد منها ولا أدري لماذا قطعتيها عنا. لكن رغم ذلك سعدنا بعودتك لساحة المقالات. كلامك مختصر ورائع خصوصا بعد أن ظهر من بين جلدتنا من هو مؤيد لبشار الكلب وليس الأسد. والكلاب تنصرهم الكلاب وتحمل عليهم الأسود.
مظلوم - 07/04/2012
رد
6
الظلم من يئيد بشار فهوه يئيد القتل وظلم والافساد
سعيد ابو قاعود - 07/04/2012
رد
7
كل الاحترام استفدت كثير من مقالك. بارك الله فيك أختي الكريمة
ابن البلد - 07/04/2012
رد
8
أصبحنا ننصر الظلم نعم صدقت،بتنا في زمن لم نعد نأيد فيه الحق بل أصبحنا ننصر الظلم إلا من رحم ربي،والأدهى والأمر أن يحاول دعاتنا ومشايخنا التأثير فينا لما هو مناف لما هو حق ومنصف وعادل.بارك الله فيك أختي بانتظار مزيد من الذكرى والمنفعة...نحبك في الله
اسم - 07/04/2012
رد

تعليقات Facebook