اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

قصة تُسلط الضوء على العنف الاسري .. مركز أور - نور هنا لمساعدتكم

 
 
أنا طالب (اسم مستعار). بدأت قصتي منذ زمن طويل، وسنعود لهذه المسألة لاحقا. متزوج وأب لطفلين. زوجتي شيرين (اسم مستعار). أنا وشيرين تعارفنا قبل 10 سنوات وكنت متأكداً بأنّها عشق حياتي. أردت أن أحميها من كلّ ما يمكن أن يحدث، وأن تكون لي فقط. كنت دائما أخاف عليها، منذ بداية علاقتنا، وحرصت على الاهتمام بها دوما. هي امرأة حسناء، وكنت ألاحظ كيف ينظر إليها الرجال الآخرون. لكنّني لم أكن أقبل أن أقف مكتوف الأيدي، وأنا أراهم يغازلونها. اعتقدت حينها أنّ النساء يتأثرن بسرعة، ويمكنها أن تتركني لمجرد أن يبدأ أحدهم بمغازلتها. لم أتوقف عن التفكير في ذلك، وكنت أراقب هاتفها وأراقبها هي شخصيا، حتى أكون مطمئنا وبرّرت الأمر لنفسي، بأنّ تصرفي هذا لا يأتي من عدم ثقتي بها، بل لعدم ثقتي في الرجال. أنجبنا طفلين بعد عدة سنوات من الزواج، وكانت علاقتنا مستقرّة نسبيا.
 
أزعجني جدا استبدال مديرتها في العمل بمدير شاب. عملت شيرين كسكرتيرة، وكانت بجانبه طوال اليوم. كانت تتحدث عنه أحيانا، الأمر الذي كان يجعلني أثور وأغضب جدا. تجادلنا مرة وأردت أن أرى المكاتبات كلّها بينها وبين المدير، لكنّها رفضت. شتمتها. وكنت واثق أنّ معارضتها تعني أنّها تخفي أمرا ما. خطفت الهاتف من يدها، وحاولت هي استعادته فقمت بدفعها بقوّة نحو الباب. لم أنتبه أنّني بذلك قد سببت لها ألما قويّا، لأنّني كنت أتخيلها فقط بوضع جنسي يجمعها مع المدير. انتبهت فجأة أنّها تبكي، وأدركت أنّني سببت لها ألما شديداً. انتابني شعور سيء، لكنّني أقنعت نفسي حالا بأنّها لم تسمع كلامي، وأنا الرجل وعليها أن تحترم كلمتي مهما كان.
 
لم تذهب شيرين إلى العمل في اليوم التالي، بسبب الأوجاع في ظهرها. اتصلت بها صديقتها في العمل، وطلبت منها ألّا تجيب على اتصالها. غضبت منها كوني لا أستطيع أن أثق فيها عندما تكون بصحبة الآخرين. بالمقابل غضبت من نفسي لأنّني سبّبت لها هذا الألم. قلت لنفسي سأكون مختلفا عن سلوك أبي مع أمي. أحضرت لها في اليوم ذاته باقة زهور وشوكلاطة، وفكرّت أنّ ذلك يمكن أن يهدّئ من روعها وغضبها. ابتعدت شيرين أكثر، الأمر الذي عزّز من شكوكي بوجود علاقة بينها وبين المدير في العمل. أنا أدرك اليوم أنّها ابتعدت لأنّها كانت مصدومة وخائفة. عليك أن تفهم، أنني ترعرعت في بيئة لا تقبل بذهاب المرأة للعمل. أردت أن أكون رجلا عصريّا، لكنّي لم أنجح في تقبل حقيقة كونها امرأة تعمل وتلتقي مع الرجال في عملها. وجدت نفسي في وضع لا أتوقف عن التفكير عمّا تفعله من وراء ظهري، ولم أستطع الكفّ عن التفكير بذلك. كنت أعطيها موافقتي على ملابسها التي ترتديها للعمل كلّ صباح، وأجري معها تحقيقا كلّ مساء بعد عودتها من العمل. لكنّ ذلك لم يجعلني أشعر بارتياح. أصبحت إنسانا عصبيّا وصعبا تجاهها واتجاه الأولاد. زادت وتيرة الخلافات بيننا، وانتقلنا من الشتائم إلى المدافشة وحتى إنني لكمتها عدة مرات. كنت أخرج من البيت بعد كلّ حادثة كهذه لأهدأ قليلا، لأنني كنت أشعر بفقداني السيطرة. كانت شيرين تبتعد بعد كلّ خلاف، وشعرت أنني أفقد السيطرة تماما. أردت أن أكون مسيطرا على كلّ ما تقوم به، لشكّي فيها. لم أثق لحقيقة كونها غير مبذّرة للمال، وانتقاما منها أخذت منها بطاقة الائتمان، ومنعت عنها السيارة لتذهب إلى العمل، عندما كنت أغضب منها.
 
في إحدى خلافتنا شتمتها فردت عليّ بشتيمة، صرخت قائلة بأنّها لم تعد تحتمل ذلك وتريد الانفصال. أثارني قولها هذا أكثر من العادة، وهدّدت بقتلها وقتل نفسي إذا فكرت التخلي عنّي. غضبت منها لأنّها أوصلتني إلى هذه الدرجة. تواصل خلافنا بالصراخ ودفع الواحد منّا للأخر، ولم انتبه أنّ شيرين اتصلت بالشرطة التي سمعت كلّ ما دار بيننا. وصل رجال الشرطة واعتقلوني. قدّمت شيرين شكوى ضدي بدعم من صديقتها في العمل. كنت في حبس منزلي عند أخي عدة شهور، وانتظرت موعد محاكمتي. شعرت بإهانة شديدة، وكنت غاضبا من شيرين لما تفعله معي. اشتقت لأولادي. فكّرت أنّ شيرين أصبحت قويّة الآن، وبمقدورها أن تدمّر حياتي. لم أجد مَن أشاركه الأمر. شعرت أنّ الشرطة والمحكمة ضدي.
 
نصحني المحامي أن أتلقى علاجا في مركز علاج العنف داخل الأسرة، لأّن القاضي سينظر للموضوع كخطوة إيجابية من جانبي. لم أفهم ماذا يمكن أن يساعدني هذا العلاج. شعرت بأنني منغلق على نفسي، وليس بمقدور أحد مساعدتي، خاصة معالجتي، فهي امرأة وغير قادرة على فهم ما يحسّ به رجل لا تحترمه زوجته. اعتقدت أنّ المركز ما هو إلا مكان آخر يحاكموني فيه، ويقفون بالمقابل إلى جانب شيرين. شعرت مع مرور الوقت، أنّ الحديث عمّا يحصل معي البيت يمكنه أن يخفّف من الضغط. لم تتهمني معالجتي، بل ساعدتني على فهم مصدر تفكيري وتصرفاتي هذه تجاه شيرين. أدركتْ حقيقة أنني لم أرغب أن أتصرف على هذا النحو، وأدركتُ أنا كم أسأت لشيرين، للأولاد ولنفسي.
 
حصلت خلال العلاج على أدوات ساعدتني أن أنتبه لما يحدث معي قبل أن يتملّكني الغضب تماما، وكيف يمكنني أن أساعد نفسي على الهدوء وأنا أفهم نفسي أكثر. تحدّث مع المعالجة عن البيئة التي ترعرعت فيها. نشأت داخل قوانين ثقافية مغايرة، وكان من الصعب عليّ أن اعتاد حقيقة كون النساء عاملات ولديهن القوة، وأنّني لست صاحب القرار الوحيد في البيت. فكرّت أن عمل زوجتي وحصولها على المال مثلي تماما، وأنّ من واجبي مشاركتها مسؤوليات البيت وتربية الأولاد، سيقّلل من رجولتي.
 
أصبحت مع مرور الوقت أكثر هدوءا، وكانت شيرين مستعدة لاستعادة العلاقة معي. قررّنا كلانا ألّا يعيد تاريخنا نفسه مرة أخرى. أردنا أن يكون الأمر مختلفا. قمنا معا بتحليل الحالات التي كانت تنتابني فيها الشكوك، وأنني أفقد السيطرة، وقد ساعدني ذلك على فهم أفضل لما أشعر به، وما تشعر به شيرين، وكيف أثّرت خلافاتنا على الأولاد. نعيش اليوم معا كزوجين عاديين. نختلف بين الحين والآخر، لكن بدون شتائم، إهانات وضرب توطّدت علاقتنا، أثق فيها أكثر، وتقرّبنا من بعضنا أكثر.
 
أرغب في التحدث مع الرجال الآخرين حتى يمكنهم الاستفادة من تجربتي. مررت بصعوبات كثيرة في علاقتي الزوجية مع شيرين، ولم أتعامل معها كما يجب، الأمر الذي فاقم من صعوبة الحالة بيننا. ما وضع حدّا لذلك هو فقط اتصال شيرين بالشرطة خلال ذلك الخلاف، واليوم أنا ممتن جدا لتدخل الشرطة، لأّنّ الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير. أكتب ما اكتبه لرغبتي أن يدرك الرجال الذين يرغبون بفرض سيطرتهم على المرأة وبكافة الوسائل، أنّ الأمر لن يعود إلا بالسوء والضرر وليس على الزوجة فحسب، بل على عليهم هم أنفسهم وعلى أبنائهم. يُفضّل في هذه الحالة مشاركة شخص ما بالأمر والتوجه لطلب المساعدة. صدّقوني أنّ الخجل والتغطية لن تفيد ولن تغيّر شيئا، بل ستفاقم الوضع وتزيده سوءا.
 
إذا كنت تمرّ بصعوبات في علاقتك الزوجيّة، تنعكس في رغبتك بالسيطرة على زوجتك، فأنت مدعو للاتصال بنا، على هاتف  037246565.
 
مركز أور – نور هو مركز للعلاج والدعم في حالات الخلاف بين الأزواج والعنف داخل الأسرة، تمّ تفعيله في المدينة من قبل وزارة الرفاه وبلدية تل أبيب. يقدّم المركز تشخيصا، وتقييما لاحتمالات الخطورة وعلاجات للنساء، الرجال فوق سن 18 عاما، والأطفال المتعرّضين للعنف من سكان تل أبيب –يافا، الذين يواجهون آثار العنف المختلفة داخل الأسرة. يقدّم المركز علاجات فرديّة و / أو جماعيّة والتي تستمر لمدة تتراوح بين سنة حتى سنتين وفقا للضرورة.
 
يسبب العنف داخل الأسرة أحيانا، وبأي سياق كان (بين الزوجين، بين الأهل والأولاد، بين الأخوة وتجاه المسنين) ندبات نفسية متواصلة، ويخلق حالات تعرّض حقيقيّة للمخاطرة. يمتلك طاقم المركز من المعالجين والمعالجات تأهيلا وتجربة في العلاج العينيّ وآثار العنف المختلفة داخل الأسرة.  
 
رابط لأكثر معلومات عن ظاهرة العنف الأسري ومركز اور- نور وطرق التوجه اليه:

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
موفقين باذن الله...
فدوى - 26/10/2021
رد

تعليقات Facebook