اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "يافا وعشرة لا بد منها" بقلم: عبد القادر سطل


أولا: يافا تعيش في ظروف لا نحسد عليها وقد تجاوز عدد القتلى المائة؟ ولا نرى في الأفق القريب ما يغير حالنا ومع ذلك نقول أن العنف بحاجة لعلاج كما تعالج الأمراض الاجتماعية الأخرى وفترة العلاج عادة ما تكون طويلة الأمد وفيها الكثير من الإحباط والألم ولكن كل تأجيل في بدأ العلاج ستكون عواقبه وخيمة علينا جميعا فلماذا الانتظار ؟ وملاحظة لا بد منها مع احترامنا وتقديرنا الكبير لعائلات الضحايا جميعا نقول أن مقتل جابي قديس لا يشابه مقتل أي أحد من الضحايا الآخرين ولا حاجة لمزيد من التفاصيل التي يعرفها الجميع بما فيها الشرطة.

ثانيا: وبعد مرور سبعة أشهر من إقامة خيمة الاعتصام في حديقة الغزازوة نقول أن الفرح والاحتفال سابق لأوانه لأن القضية ما زالت قائمة ومستعصية ولا نرى أي مبادرة من السلطة لحل المشكلة وما زالت مئات العائلات العربية في يافا وبالتحديد من يسكن في بيوت حلميش وعميدار مهددة بالإخلاء. في جمعية دارنا يوجد أكثر من 270 ملف وهذا الأسبوع بالتحديد تم منع إخلاء عائلة من حي الجبلية بدعم ومساعدة جمعية دارنا . نقترح على من تسوّل له نفسه بالتطاول على من يعمل ليل نهار من أجل المصلحة العامة أن يوفر على نفسه الجهد والتعب .

ثالثا: إن المتابع لوسائل الإعلام المحلية يكتشف وجوه جديدة قديمة وهذا ليس المهم . المهم في الأمر أن القائمين  على  تلك المنابر قرروا أن يتابعوا نهج التهجم والذم لمؤسسات تعمل من أجل المصلحة العامة. دماء أبو الأنيس لم تجف بعد ولكن هناك من يحرص على إعطاء المنصة للبعض بالتهجم على جهات معينة . في السابق كانت النتيجة سفك الدماء ومقتل جابي قديس رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية من ستكون يا ترى الضحية القادمة ؟ أترك الجواب للجمهور الكريم .

رابعا: تشهد يافا في السنوات الأخيرة حملة غير مسبوقة في المناقصات الحرة والأبنية الجديدة لغير العرب . وشارع الملك فيصل يندب حظه حيث سيكون مصيره كباقي الشوارع والأحياء في يافا. فهل أختار أهلنا في يافا ا البحر كملاذ أخير أم أن أجراس العودة تحوّلت إلى  بوق يبشر بالرحيل . أنا شخصيا أٌقول" لن نرحل إنا هنا باقون" ومعي الكثير من أبناء يافا ولكن لكي يتحقق هذا علينا أن ننتقل من مرحلة التخدير الكلي إلى اليقظة والعمل من أجل تغيير الحال ويد واحدة لا تصفق.

خامسا: كل طفل في يافا يعرف أن قضية يافا والعرب في يافا هي قضية وجود. وأن الحل لا يقدم على طبق من ذهب وأن الوصول للحل يكمن بالعمل معا . بأن يكون لنا موقف واحد وسياسة واحدة ومشروع بقاء واحد وطاقات ومجهود تصب في المصلحة العامة لا المصلحة الضيقة فالقضية ليست هذه الطائفة أو تلك . هذه الفئة أو أخرى . هذا الحي أو ذاك كلنا نركب على سفينة واحدة فإما الغرق أو الصمود على بر الأمان. ولنترك قضية "الاجو" فلا مكان لها بيننا . نريد أن نخدم ولا نتسيّد.

سادسا: كنت من بين الحضور الذي شاهد عرض فرقة الفلكلور والفن الشعبي الحديث التابع لحركة الشبيبة وأقول بصراحة أ، هذه الفرقة ستصل بعيدا . إلى أبعد مما تتوقعون. مع ذلك علينا أن نساند وندعم الفرقة ماديا ومعنويا لأنها لن تمثل حركة الشبيبة بل يافا كل يافا ومن رحل عنها وسيعود إن شاء الله.

سابعا: الظروف عودتنا أن نرى الكأس الفارغة في يافا بشكل خاص ووسطنا العربي عامة ولكن يافا كانت وما زالت ولاّدة وفيها خير كثير وشباب وفتيات نفخر بهم ومنهم من هو منهمك بتقديم شهادات الماجستير والدكتوراه . لا نقول بالعشرات بل أكثر وهم بحاجة لدعمنا ومساندتنا لكي تمضي يافا قدما نحو الرفعة والعلم والمعرفة فهي ميزة من مزاياها منذ الأزل.

ثامنا: وقل لهما قولا كريما, علينا العمل بقول الله تعالى وبرعاية آباؤنا وأجدادنا وأن نتعلم منهم ما جهلنا. فما هي إلا سنوات قليلة سيرحل عنا من حمل ذكرى النكبة بفكره وعينه وقلبه وعلينا أن نأخذ منهم هذا التاريخ ونحفظه غيبا لأننا سنسأل عنه يوما.

تاسعا: البلدة القديمة هي أقدم أحياء مدينة يافا , تطل على الميناء وتحمل تاريخ عريق لعروس فلسطين. وفيه مسجد يافا الكبير وفيه العديد من الكنائس والمساجد ما تبقى لنا في الحي ولكن مع الأسف أ، هذه الأماكن المقدسة تحن إلى العباد والزوار وتحن إلى جباه تلامس بطنها. فأن لم يكن هذا سببا لزيارة البلدة القديمة قد ينجح مسرح السرايا العربي أن يحرك فيكم بعض الأطراف لتكن لنا عودة إلى مسقط الآباء والأجداد . لنشجع هذا العمل المسرحي المهم الذي أمسى صرحا فنيا نفتخر به فأين أنت يا عرب ؟

وعاشرا: كل ما ذكر أعلاه لا يجعلني متشائما بكل أكثر تفاؤلا وأنا من يعوّل على الشباب شباب يافا عامة وفي كرارة نفسي أعلم أنهم سيرفعون الراية عاليا ولتبقى يافا العروس مرفوعة الرأس بهم ومعهم . فلنربي أجيالنا على حب يافا لأن يافا هي  الحب كله.

عبد القادر سطل

كانون ثاني 2012

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
כל מילה שלום לכם מה זה אמור להיות ?!!! למה אתם מתכוונים אתרים אז שיהיה לכם אומץ לדבר על יאפא ..... אילה היה להם קשר לא נורמאלי בהשמצות ולכלוך על המנוח שנית החברים שלך בתנועה האיסלאמית צפונית איפה הם היום ?!! למה לא שומעים אותם ולא רואים ?!! פתאום אבו עגווה לא שומעים ןלא רואים ?
סמי - 29/01/2012
رد
2
من يافا الحقيقة المرة ان في هذه البلد من الناس منافقين شفتو كيف كانوا يحردو على أبو انيس وبعدين ساروا يكتبوا كلام معسول ؟؟؟ والله نفاق وهادا مكسول وغيره ساروا يلعبوها متل البسس بس مكشوفين والله وشكرا للاخ الكاتب
مسيحي - 29/01/2012
رد
3
قلم رصاص ...يغني عن اطلاقه احييك يا ابن فتح الله على هذا النهج الاصيل ...نحن في عصر يجب علينا كسر القيود الهمجية ...والقلم اصبح نوع السلاح الذي ان دوى في القلوب العمياء جعلها تصعق وبدون قطرة دم واحدة تذرف ...ودمعة من عيون ام تسهر الليل الطويل قلقة على اولادها فلذة كبدها...
من العائلة... - 29/01/2012
رد
4
جمال المقال هو ما خلف الكلمات مقالة رائعة رغم صعوبتها الى أنك دائما تبعث فينا التفاؤل والعمل يحتاج الى صبر وتصويب جيد الى أمل واعد بأذن الله.
عمر سكسك - 29/01/2012
رد
5
من اللد مقالة رائعة وحبذا لو نهجت مسلكصا جديدا خارجأ عن المألوف ،يعني لو انك تتطرق إلى أسلوب الغظهار والتحقيق بمعنى إظهار المستور والتحقيق بمعنى الإتيان بمعلومات جديدة دقيقة
سلوى - 29/01/2012
رد
6
عبد القادر سطل احييك واهنيك واعرف انك لا تكتب فقط فانت تعمل اكثر بكثير مما تقول تواضعك هو زينتك لذا تحبك الناس , ا
ام الغريب - 29/01/2012
رد
7
يسلملي البطن اللي خلقك جواهر ! رائع!! واكثررر الله يقويك ويخليك لبلدك ووطنك...
ان باقون على العهد - 29/01/2012
رد

تعليقات Facebook