هوت هذه الأنظمة كالدومينو الواحدة تلو الأخرى هرولة تلعق محاسن هذه المدللة اسرائيل. وبدهاء الثعالب المراوغة نجح نتنياهو بتحويل لعبة البغاء السرية إلى علانية. وبمجرد أن قبلت الإمارات المباهاة في ممارسة الدعارة السياسية على الملأ، زحفت معها جارتها الثرية" البحرين" التي ألف حكامها الحبو نحو العهر.
رعاية العهر أُسندت إلى السعودية التي ألفت المهنة هي الأخرى اباً عن جد، فمن الذي تكالب مع بريطانيا لضرب الخلافة العثمانية؟...
ستهوي في الجو الضبابي هذا أنظمة أخرى قد تكون عُمان أو السودان. اما السعودية فلن تفاخر جهارا وستبقي على فعلها الخسيس تحت الأضواء لحين نضج الظروف المطلوبة لتشكيل تحالف عسكري واسع بغطاء اوروبي ودعم أمريكي، لإنزال ضربة عسكرية على تركيا اردوغان ولربما تكون العام المقبل.
هذا التقارب بين مستهلكي العهر في الخليج واسرائيل هو في الحقيقة تطبيع يمارس منذ عشرين عاماً على أقل تقدير. فما الذي استجد ولماذا يُفاخر نتنياهو أقرانه وشعبه بهذا الإنجاز وهو في الحقيقة لا شيء جديد في المشهد.. فما الذي يجري؟.
يريد نتنياهو والأجهزة الأمنية المختلفة في المنطقة زراعة فوضى خلاقة حتى تخلو الساحة من منافسين جدد، والابقاء على اسرائيلي (الدولة المحركة للأزمات) والابقاء على تلك الأنظمة المترهلة في الدول العربية لحماية مصالح اسرائيل. وفرض المزيد من التضييق على الجماعات الاسلامية. لتبقى اسرائيل المتفوقة عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً وسياسياً وصاحبة السيادة المطلقة.
ثانيا: القضاء على القضية الفلسطينية، والقضاء على أوهام السلام الذي لا يؤمن نتنياهو والزمرة الحاكمة فيه أصلا، وطي ورقة اوسلو الى غير رجعة وتخليص اسرائيل من هاجس اسمه حق العودة والقدس والمستوطنات وغزة،و بناء الهيكل المزعوم، أو تقسيم الأقصى تقسيماً زمانياً أو مكانياً.
ثالثاً: تهدف اسرائيل إلى انشاء تحالف اقليمي تمهيدا لضرب تركيا اردوغان.
اسرائيل لا تخفي قلقها الزائد من هذا الرجل "اردوغان" وخوفها الأكبر من برنامجه السياسي والاقتصادي والعسكري، الذي ظهر منه الشيء اليسير، وقد أوجس كبار العسكريين خيفة في تل ابيب وواشنطن وعواصم الدول العربية، لا سيما مصر والسعودية والإمارات.
قلق اسرائيل الأكبر هو من تعاظم تركيا كلاعب رئيسي يهدد سلامة مشروعها التوسعي وتفوق تركيا في المجال العسكري تحديداً. تريد تل ابيب من خلال هذا التحالف (التطبيع) الاستعداد لمواجهة انقرة قريباً.
فموضة التطبيع مع اسرائيل ما هي سوى تهيئة للظروف لعرض صفقات سلاح بالمليارات مع الامارات والسعودية والبحرين، فنحن أمام حرب باردة فالكل يتحالف والجميع يناور ودول الخليج منهكة في التسلح لمواجهة المشروع الإسلامي متمثلا بالتمدد التركي في المنطقة وعرقلة النمو المتسارع التي تشهدها أنقرة كقوة اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية واعدة. وبهذا يستكمل بن زايد ومحمد بن سلمان مخطط اسرائيلي وهو القضاء على النظام التركي وعرقة مشروع اردوغان قبيل حلول عام 2023.
فاسرائيل لا تقوى على الحرب بل ستسفيد من تفوقها العسكري والتكنولوجي لعقد صفقات سلاح بمليارات الدولارات مع الدول المطبّعة. وكعادته سينجح نتنياهو مرة أخرى في اقناع العربان أن الخطر هذه المرة ليست إيران إنما تركيا.
اللهم اشغل الظالمين بالظالمين.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]