اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "أبشع جريمة" بقلم: الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 


إن من أبشع الجرائم التي يرتكبها الإنسان بحق أخيه الإنسان, هي جريمة القتل, وجريمة القتل التي ارتكبت بحق رئيس الجمعية الخيرية الارثوذكسيه, السيد جابي قديس أبو أنيس, ما يزيدها بشاعة وألما هو توقيت ارتكابها, وهو في أجواء عيد ميلاد السيد المسيح, رسول المحبة والسلام, رسول العفو والتسامح.

مرتكب هذه الجريمة النكراء وفي هذه الأجواء الاحتفالية, لا يمكن أن يكون معافى النفس, سوي الفطرة, ففي أول حادثة قتل ارتُكبت في الأرض, وهي  قتل احدُ ابني ادم أخيه, قال الله عز وجل عن القاتل: فطوّعت لهُ نفسهُ قتل أخيه فقتله, النفس المريضة هي التي تسهل لصاحبها ارتكاب أبشع جريمة, وهي قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق, انه اعتداء على حق الحياة, الذي منحه الله خالق الإنسان للإنسان.

إن الإنسان الذي خلقه الله تعالى في أحسن تقويم, هو القيمة العليا في هذه الدنيا, والقيم التي جاءت بها الكتب السماوية, من رحمة, وتسامح, ومحبة, وعفو, وتواضع وغيرها من القيم,  جاءت من اجل الإنسان نفسه, من اجل حمايته من نفسه, ومن أخيه الإنسان, حمايته من نزعة الاعتداء والانتقام والغدر, إن الابتعاد عن تعاليم الدين, أي دين كان الإسلام, أو المسيحية, أو اليهودية, حتما سيؤدي إلى الإعراض عن هذه القيم, والإعراض عن هذه القيم, معناه انسلاخ الإنسان من إنسانيته, فإذا انسلخ الإنسان من إنسانيته, أباح لنفسه فعل المنكر, فلا يتورع عن الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض, هذه القيم هي صمام الأمان للإنسان من الانحراف, ومن فعل ما لا تحمد عُقباه.

إن الخصومات والخلافات بأنواعها, أيا كانت أنواعها وأسبابها ودوافعها, لا تسوّى بالقتل, ان اعتماد القتل كحل للخصومات والخلافات, بدل التحلي بالصبر والتسامح والعفو والإحسان, يفاقم الخلاف ويزيد من تأجج نار ألخصومه, والحقد والكراهية, والنتيجة خسارة فادحه لا تعوّض.

وصدق الله العظيم القائل: ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم.

سعيد سطل أبو سليمان          
7/1/ 2012

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook