اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

القيادة اليافية والضمير المستتر - قراءة في الواقع اليافي :بقلم عبد القادر سطل

 

 

كثيرة هي المشاكل والأزمات التي يعاني منها مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل عامة ويافا خاصة. ومتعددة هي القيادات اليافية أو ما تسمى بالقيادات اليافية على اختلاف إشكالها وانتماءاتها من جمعيات وحركات وأحزاب ومستقلين وموظفين وكلا يغني ليلاه.

 

ويتخبط مجتمعنا ،كقيادته في إطفاء الحرائق من جهة ودفع البلاء من جهة أخرى. هنا مناقصة وهناك إخلاء. رأس خنزير في حسن بك ومصادرة مكبرات الصوت في مسجد محمد الفاتح. أزمة لدى الصيادين وأخرى بوجود المستوطنين. الشعب يبحث عن القيادة والقيادة تلهث وراء الشعب في ربيع عربي ملطخ بالدماء وتشوبه غيوم تحجب المستقبل الغامض عنا.

 

تعيش يافا مرحلة تعددت فيها القيادات بل وأكثر من ذلك ! رئيس البلدية له قيادة تمثله في يافا وللشرطة قيادة وللمخابرات ، ولا يغيب عنا سياسة  "فرّق تسد" منذ العهد العثماني درب من دروب ضرب الصف. ولنضع النقاط على الحروف بما يتعلق بالقيادة الداخلية وقد يختلف معي البعض في طرح الأمور مع حرصي على طرح الواقع بشكل موضوعي جدا ولا يميل إلى طرف دون آخر لعل ذلك يوضح للجميع مزايا القيادة اليافية في العشر سنوات الأخيرة.

 

يمكن أن نقسم القيادة إلى طرفين:

 

 الأول : يتمثل بقائمة يافا والرابطة والجمعية الأرثوذكسية وحركة الشبيبة اليافية وجمعية دارنا والحركة الإسلامية الشمالية.

الثاني : الآخر فهو ما يسمى بمحاولة إقامة القيادة البديلة والمكونة من الهيئة الإسلامية والحركة الجنوبية ومدير المركز الجماهيري السيد إبراهيم أبو شندي وناديا حلو وكمال اغبارية مستشار رئيس البلدية وبعض مدراء ومديرات المدارس والموظفين والفعالين.

 

وهناك من يتأرجح بين المجموعة الأولى والثانية. نضيف إلى المجموعتين مجموعة ثالثة: هي مجموعة الضغط والمكونة ممن يسمّون رجال الأعمال التي تعمل على كم الأفواه والتزام الصمت كي لا تعكر الأجواء والمصالح فلا أحد يريد عودة لأحداث  اكتوبر 2000. وليبقى الطابق مستورا. سيقول البعض أن كل المجموعة الأولى تقع تحت إطار قائمة يافا. فليكن فقائمة يافا تمثل بالأحرى أكبر عدد من سكان يافا قياسا بعدد الناخبين لهذه القائمة حيث وصل عدد الناخبين من عرب يافا إلى أكثر من 3400 ناخب. تجربة الماضي علمتنا أن تعدد القيادات والتيارات لا تخدم القضية بل تضر بها وإقامة المزيد من اللجان والجمعيات يعتبر أسلوبًا  مرفوضا في وقت تعمل المؤسسات محليا وقطريا وعالميا على توحيد الصفوف ومنع التكافل والازدواجية.

فإذا كانت خارطة القيادة اليافية في يافا قد رسمت وعرفت حدودها ونواياها،لماذا تغيب القيادة اليافية عن الساحة كالضمير المستتر بدلا من وضع خطة عمل على المدى القصير والطويل وان تكف عن العمل بعشوائية على إطفاء الحرائق .

السكن وأزمة السكن بحاجة إلى مخطط لمعالجته وتطويره. المقدسات, العنف, المشاكل الاجتماعية وعلى رأسها ظاهرة الطلاق وتفكيك الأسر. المستوطنون, الميناء ،والصيادون. الهوية. ألا تكفي كل هذه القضايا لأن يستيقظ هذا الضمير ؟

ألم يئن لأهلنا في يافا أن تمنح الثقة للجهة التي تخولها بقيادة مجتمعنا؟ هل يمكن لمجموعة معينة تدعي القيادة ولا جمهور يدعمها من أي طرف كان؟ أعتبر نفسي منذ أول لحظة خضت فيه العمل التطوعي في يافا خادما ليافا. لا أبحث عن كرسي ولا منصب ولكن عن شريك حقيقي يريد العمل معا من أجل إخراج يافا ككل من طين العنصرية والطائفية وفقدان الهوية وضياع بوصلة الأمل نحو مستقبل أفضل. لننظر لنترك الجزء الفارغ من الكأس لان هناك ما قد يبعث الأمل هناك جيل من الشباب سيقود يافا إلى مستقبل واعد لنا جميعا فمن منا يريد أن يسند بكتفه هذا الجيل ما عليه إلا أن يقول لبيك !!!

عبد القادر سطل

يافا كانون ثاني 2012

 

 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook