شيّعت جماهير غفيرة من أهالي مدينة يافا وخارجها ظهر اليوم الأربعاء جثمان الحاجة فاطمة مغربي "أم حافظ قندس" (87 عاماً)، والتي وافتها المنية بعد منتصف ليلة أمس، حيث انطلقت الجنازة من مسجد العجمي بعد الصلاة عليها الى مقبرة المدينة "طاسو".
وتم فتح بيت العزاء للرجال في شارع عفودات يسرائيل "أمام بيت خالد عاشور"، وللنساء في شارع عفودات يسرائيل 8 "بيت أم جميل جمجوم".
وقد عُرفت الحاجة فاطمة المغربي "أم حافظ قندس" صابرة ومحتسبة، وعاشت حياة صعبة منذ نعومة أظفارها، كانت مناضلة، مثابرة ومكافحة، وعلماً من أعلام الصبر والنضال ومدرسة في الصبر والاحتساب والكفاح.
كانت الحاجة أم حافظ ترعى أبنائها من الأسرى لا سيما ابنها حافظ، الذي عملت على زيارته ومرافقته طيلة سنوات سجنه الـ28، كما أنها كانت تتواصل وتزور كافة زملائه من السجناء الأمنيين، وتساندهم في قضاياهم وتتواصل مع ذويهم وأهلهم، وتوفر لهم متطلباتهم في كافة السجون من أقصى الشمال لأقصى الجنوب، حتى عُرفت كأم حنون للأسرى التي ترعى أبنائها منذ اعتقالهم ومحاكمتهم وحتى اطلاق سراحهم، حيث اصبح بيتهاً مزاراً لكل السجناء الذين أنهوا محكوميتهم وخرجوا الى الحرية.
كما وعرفت الحاجة أم حافظ بدماثة أخلاقها وعاطفتها الجياشة في التواصل مع الناس والمجتمع، ورعاية الأيتام، وكانت تُشارك الناس في افراحهم واحزانهم، ودوماً ما تسعى لعمل الخير، وشاركت في العديد من النشاطات والفعاليات الاجتماعية والسياسية، وفي العقود الثلاث الأخيرة من حياتها كانت أمنيتها ان ترى ابنها حراً طليقاً وكان لها ما أرادت.
تغمد الله الحاجة أم حافظ برحمته، ونسأله سبحانه وتعالى أن يكافئها على صبرها واحتسابها وأن يجزيها خير الجزاء، وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأن يسكنها داراً خيراً من دارها وأهلها خيراً من أهلها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]