تتسارع وتيرة المفاجآت والتغييرات على أهالي مدينة يافا، وسط حالةٍ من اللامبالاة، وأحياناً السذاجة التي تنتاب أولياء الأمور في كل نواحي الحياة، خاصة في تعاطيهم مع ملف التربية والتعليم الذي يعتبر أهم ملفات المدينة والذي يُحدد ويرسم مستقبلها وتاريخها، فاللامبالاة التي تضرب أطنابها في عقلية أولياء أمور الطلاب ساهمت بتراجع أبنائهم، وعززت من إهمال المعلمين في تأدية دورهم، وغذّت في أن تستوحش البلدية والمؤسسات الحكومية في أبناء هذا الجيل.
هذه السجاذة القاتلة وهذه اللامبالاة جعلت البلدية تستخف بمؤسساتنا التعليمية، وجعلت أيضاً هذا الملف العظيم بيد زيدٍ أو عمرو ليتلاعبوا بالمجتمع ومستقبله كما يحلو لهم، واهمين أنهم يحملون هم المهمومين ورافعين لواء العملية التعليمية، والله يعلم أنهم مجرد عكاكيز تستند عليهم البلدية ومؤسسات الدولة، لتنفيذ مآربها وسياساتها، كل هذا فيما ما زال الأهالي واقفين دون أن يحركوا ساكناً أو يؤثروا أو يصنعوا التغيير المنشود بأيديهم، فالتاريخ لن يرحم أحداً وسط هذه المعركة التي تحتدم بفرض أجندة ليست بمصلحة أهالي المدينة وطلابها، فكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بحالٍ.
وما زالت مدينة يافا تستقيظ على اغلاق مؤسسات تعليمية وكشفٍ للمستور بين تدني تحصيل دراسي وتقارير تفيد بالغش في الامتحانات، وتراجعٍ في مستوى الطلاب في الابتدائيات، بجانب التقارير التي تشير الى عزوف الأهالي عن تسجيل أبنائهم في المؤسسات الحكومية، وحالة الهجرة العكسية من المؤسسات التعليمية بيافا الى المؤسسات اليهودية في تل ابيب، بالاضافة لعزوف الأكفاء من ذوي الخبرة في مجال التربية والتعليم عن أخذ دورهم في هذا الملف، كل ذلك يشير إلى أن ملف التعليم بيافا بات تحت الخطر وفي الخطر، بل وتحت الهجوم.
فمتى يصنع أهالي مدينة يافا التغيير بفرض ارادتهم لتكون فوق ارادة البلدية وعكاكيزها؟، فاذا كان عكاكيز البلدية والمؤسسات الحكومية يحملون هم ملف التربية والتعليم على مدار عشرات السنوات، فلماذا بات التحصيل العلمي لأبناء مدينة يافا دون المستوى المطلوب؟، تراجع في استحقاق البجروت، بالاضافة لاغلاق المؤسسات التعليمية؟، والتلويح المبطّن في إغلاق مؤسسات أخرى. فإن الأهالي وحدهم القادرون على صنع التغيير الحقيقي كيفما تراه يافا ومستقبلها، تماماً كما فرض أهالي مدينة يافا قياداتهم السياسية وعملهم السياسي.
وفي ظل فرض ارادة مؤسسات الدولة لسلخ الهوية الفلسطينية اليافية وتدني التحصيل الدراسي، يبقى طلابنا واقفين ينتظرون تحرك آبائهم وأمهاتهم. تحركوا لانقاذ العمليّة التعليميّة في يافا قبل لطم الخدود، فلن يرحم التاريخ من لطم خدّه وأخذ يتفرج على أبنائه وهم في طريقهم إلى الهاوية ....
مخطئ من ظنّ يوماً أن للثعلب ديناً.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]