صحيح أن استصدار قرار احترازي من قبل المحكمة العليا لوقف الأعمال في مقبرة الإسعاف الاسلامية بيافا أمس الثلاثاء قد يكون قراراً شكلياً ولا قيمة له، إذ أن المحاكم وعبر تاريخها لم تُنصف المسلمين وقضاياهم في يوم من الأيام.إلا أن أهالي يافا ضربوا ومن خلال ممثليهم الشرعيين والهيئة الاسلامية أروع المواقف النضالية التي لا مكان لها سوى ان تكون في خانة المنتصر.فعلى الرغم من سودوية الموقف، فإن الكلمة العليا كانت للإرادة اليافية وللهيئة الاسلامية وشباب يافا الذين وقفوا أمام قوات الشرطة وطواقم البلدية ولو في المرحلة الراهنة.
وقفت الهيئة الاسلامية وحدها في أرض المقبرة تستصرخ الضمائر الحيّة في أهالي المدينة، فلبى العشرات من الشباب النداء ووقفوا في وجه الجرافات والشرطة، وعلى الرغم من ضعف موقفها نجحت الهيئة الاسلامية بإلحاق صفعة جديدة في وجه البلدية ونسفت أسطورة عبثية الاحتجاجات أمام المؤسسة الاسرائيلية، في وجه من حاول التقليل من القوة الجبارة لممثلي يافا الشرعيين، وصفعة أخرى مدويّة في وجه كل من يحاول الركمجة وركوب موجة الاحتجاجات الجماهيرية، ليكسب عنواناً أو صورة أو تغريدة ، علّه يشعر بشيء من لذة "الأنا".
هو يوم تاريخي بامتياز، بدأ بالنداء للحضور والوقوف أمام الجرافات عبر موقع يافا 48 ومواقع التواصل الاجتماعي، ليحتشد شباب يافا أمام جحافل الشرطة التي كثّفت من تواجدها في المكان وأغلقت المقبرة من كافة الجهات، لتنطلق حناجر الشبان بالتكبيرات والمطالبات بعدم انتهاك حرمة الموتى وإلا فإنهم سيلقون بأنفسهم تحت جنازير الجرافات لمنعها من الوصول للموتى في المقبرة، وذلك تزامناً مع جولة من التحركات في المحاكم لينتهي المشهد بانتصار ثمين ولتكون يد الهيئة الاسلامية ويد شباب يافا فوق ارادة الجميع.
وانتهت هذه الجولة الثانية من المعركة، لعل البلدية تجد طريقة تُرضي أهالي المدينة بعدم تدنيس المقبرة ونبش عظام الموتى، فأمام تحكيم العقل والضمير سنختزل كافة الاجراءات القمعية التي قد تكون نتاجاً للممارسات الظالمة من انتهاك مشاعر المسلمين وتدنيس المقبرة، ولا نشاهد الاعتقالات والعنف الذي قد ينتج إذا ما أقدمت البلدية على تنفيذ حماقتها في هذا الحاضر ونحن في عام 2019.
وانتهى هذا اليوم التاريخي الثلاثاء 16.4.2019 بإقامة شباب مدينة يافا صلاة الظهر في أرض المقبرة معلنين انتصارهم في هذه الجولة استعداداً للمعركة النهائية التي قد تكون حاسمة بتاريخ 5.5.2019.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]