اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "ولا بدّ للقيد أن ينكسر" بقلم: عبد القادر سطل


لا شك أن يوم أمس كان يوما نادرا في تاريخ شرقنا العربي. وهو يوم مشهود في حياة شعبنا الفلسطيني عامة. هو يوم حافل تختلط فيه مشاعر الحزن والفرح في آن واحد.  وتذرف الدموع منها ما هو تعبير عن الفرح والسعادة بلقاء أناس من عمالقة هذا الشعب الصامد على أرضه وأخرى تبكى الفراق والحنين للقاء الأحباب القابضين على الجمر خلف القضبان, يعيشون حلم الحرية الآتي لا محالة. هو يوم من أيام الخريف الذي نعيش فيه ربيعاً عربياً. نعيش فيه مشهد تحرر الشعوب العربية وتحرر أسرانا من قضبان سجون الاحتلال. يوم تنتظر فيه حافلات على بوابات المعتقلات لتنقل رجالاً ونساء من أبناء هذا الشعب ليسوا كباقي الرجال ولسن كباقي النساء, كتبوا تاريخ شعبهم على جدران الزنازين في عتمة ليل تلوَن بالسواد الكاحل على مدى عقود من الزمن.ونقشوا على الصخر أروع ملحمة في تاريخ الشعوب. 

هو يوم نادر يفرح شعبنا الفلسطيني فيه بإطلاق سراح ألف أسير وأسيرة مقابل الجندي الإسرائيلي جيلعاد شليط . فرحة هنا وأخرى هناك.  واحدة في غزة وأخرى في اللد . ورام الله ترقص على أنغام الدبكة  في وادي عاره . وهنا في يافا يستعد الأهل لاستقبال الأخ المناضل حافظ قندس بعد مرور 24 سنة من السجن وندعو الله العلي القدير أن يفك أسره ومعه كل أسرى الحرية أبناء فلسطين الغالية والعالم العربي القابعين في السجون الإسرائيلية.

يطل علينا صباح كتبت على خيوط شمسه المطلة علينا من خلف جبال القدس ملحمة نعيشها كل يوم . رواية أبطالها شعب بأكمله وفي صورها يختلط دم الشهيد بعجوز فلسطينية تحمل فرشا من السبانخ عند حاجز قلنديا. وطفل يركض إلى جدّ سمع عنه ولم يره إلا في صور العرس. وزوجة مخلصة تخبز الطابون وتحرق الخبز عندما يشتد الحنين لمن فارقت منذ أمد بعيد. ونار تلتهم ما تبقى من شجرة الزيتون التي اقتلعها الجنود عند مشارف القرية. ومستوطن يعيث فسادا في سوق الخليل وآخر يحرق مسجدا ويدنس مقبرة عند تلة الكزاخانا. وصورة  البرغوثي رافعا يديه تحية للأحرار وسعدات يقاوم الجوع والعطش في زنازين الاحتلال. هي فرحة لم تكتمل وربيع يأبى أن تتفتح أزهاره ريثما يتحرّر جميع الأسرى .

وتبقى الأسئلة مفتوحة عن الأسر فمن كان يتوقع أن يعود شاليط إلى أحضان والديه معافى بعد خمسة أعوام من الأسر !!!. من كان يتوقع أن حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة والعنصرية التي كتب رئيسها كتابا عن رفضه لتبادل الأسرى ورفضه المبدئي لإطلاق سراح المعتقلين, أن يقود حكومته ويفرج عن ألف أسير مقابل جندي واحد. هل هو المأزق الذي تعيشه حكومة إسرائيل داخليا وخارجيا ؟  وهل يقلق الربيع العربي حكومة إسرائيل؟ وأسئلة كثيرة ومفتوحة لن يكون الرد عليها بنعم أو لا.

وأسئلة أخرى تخص شعبنا الفلسطيني الذي ما فتئ يطالب قيادته بالوحدة ونبذ الانقسام لمتابعة مشوار التحرر معا يداً بيد وقد دفع شعبنا الفلسطيني منذ النكبة بل وقبلها ثمنا باهظا للحرية وقد علمنا التاريخ أن الحرية لا تمنح بل تؤخذ غلابا.

تحية لأسرانا المحررين وألف تحية لمن بقي في السجون على أمل التحرر قريبا إن شاء الله فعلى هذه الأرض المباركة أرض فلسطين ما يستحق الحياة ..

عبد القادر سطل
يافا
18.11.2011

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الى التي تدعي الاسلام رقم 7 اتقي الله أتأمرينني بالمعروف وأنت على المنكر!!! لإن كانت هذه هي لهجة خطابك فالاسلام منك براء وثانيا انا اعلم انك ورقم 4 انسان واحد حاقد على الاسلام واهله ولكن ورب الكعبة الاسلام سيسحق كل من يظن انه سينجح بطمسه واذا مش عاجبكم اشربوا من سبيل ابو نبوت هههه
عبد الله المسلم - 26/10/2011
رد
2
الى 4 من صفات المسلم ان يكون حليما صبورا يحب الخير للجميع وخاصة امة المسلمين فاذا انحرق دمك فانك لست مسلما عاقلا وانما ... لأنك لا تقبل راي الاخر وتتصلب في طرحك للامور فلينحرق دمك وانصحك بالعودة الى كتاب الله عز وجل والحديث النبوي الشريف كي تتعلم اخلاق الاسلام يا جاهل
مسلمة - 20/10/2011
رد
3
تعليقات ثلاثة تعليقات ثلاثة الأخ عبد القادر أبو أيمن, لي على مقالك تعليقات ثلاثة, أرجو أن يتسع صدرك لها, أولا: المقال بمجمله يحتوي على مشاهد رومانسيه, وتراجيديه تصلح لعمل فني يُعرض في مسرح السرايا, ثانيا: الأسئلة المفتوحة عن الأسر في مقالك, والتي لم تستهد إلى الإجابة عنها, هذه الاسئله سطّرت إجابتها المقاومة الفلسطينية, وعلى رأسها كتائب القسام, لا ادري إن كنت لا تعرف الإجابة, أم انك تجاهلتها كما تجاهلها رئيس السلطة في خطابه البئيس في رام الله عند استقباله للأسرى, ثالثا: لقد ختمت مقالك بتوجيه تحيه للأسرى المحررين, ولمن بقي في الأسر على أمل التحرر قريبا, أنا أشاركك توجيه التحية, ولكن الأمل المعقود على محمود عباس في تحرير ما تبقى من الأسرى, لا يحرر أسيرا واحدا, وأخيرا عنوان مقالك, لا بد للقيد أن ينكسر, القيد لا ينكسر بالتمني, ولا بالشعارات, الذي يكسر القيد هي سواعد المقاومة, سعيد سطل أبو سليمان 20/ 10/ 2011
سعيد سطل ابو سليمان - 20/10/2011
رد
4
الى رقم 4 يبدو من سخافتك انك لست عبد الله بل عبد التفرقة وعبد السلبية والبغض والجحود عبد الضعف وعدم القدرة على الكتابة لأنك لو كنت تستطيع الكتابة وتملك القدرة على التعبيرعن نفسك وعما يدور بنفسك الفاسدة لكنت قد كتبت مقالا تعبر فيه عن تلهفك من حماس وغيرها لكن يبدو انك لا تملك حس الكتابة والتعبير عن النفس ولا حس الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني الذي نحن بامس الحاجة اليه فبرايي حماس بريئة من مواقف امثالك لانك كما يبدو عميل مدسوس !!
عبد الرحيم - 20/10/2011
رد
5
لماذا يا عبد القادر تغض الطرف عن الأبطال الحمساويين؟! لماذا يا عبد القادر لم تذكر حتى كلمة حركة المقاومة الاسلامية حماس؟؟ لماذا يا عبد القادر لم تحيي شهداؤ عملية الوهم المتبدد؟؟ لماذا يا عبد القادر لم تحيي أبطال المفاوضات كالمجاهد احمد الجعبري واخوانه الثلاثة؟؟ لماذا لم تذكر قادة حماس في السجون "حسن سلامة وعباس السيد وعبد الله البرغوثي..." كما تحدثت عن العلمانيين من مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية بفتح واحمد سعادات امين عام الجبهة الشعبية؟؟ أكل هذا بغضا لمن يقول ربي الله واتخذت الاسلام لي منهاجا!!! أتظن أنك بذلك ستحرف البوصلة وينسى الناس من هم الابطال الذين لقنوا الاحتلال درسا لن ينساه على مر الازمان حين ارتحل عن غزة بانساحب شارون وبهزيمة حرب الفرقان حيث كانت قياداتك "محمد بركة ودوف حنين" يتفقدون مدينة سدريوت الصهيونية حيث طردهم اهلها اليهود وبزقوا على وجوههم بينما أهلنا في غزة يشيعون قوافل الجنائز الناتجة عن المحرقة الصهيونية، او حتى هذه الصفقة الناجحة؟؟ والله أمرك عجيب وغريب كمان!! "الرجاء النشر لأني مسلم ودمي انحرق من هالمقالة"
عبد الله - 20/10/2011
رد
6
مشاعر حقيقية لانسان مثقف كلماتك في الصميم وتوجهك الى العاقل والجاهل وابن الناس العامة كنت اتمنى ان يعي الجميع واقع كلماتك وترتيبها في قاموسنا وتحاليلنا اللتي تاخذنا الى اماكن مظلمة النور والثقافة
وطني - 20/10/2011
رد
7
الى الجحيم ايها المحتل ان الأوان ان يسقط الاحتلال ويذهب المحتلون الى الجحيم او الى مزبلة التاريخ كي تعود البسمة الى جميع الأمهات الفلسطينيات ويعود الوطن السليب الى أصحاب الحق . كل الاحترام يا عبد القادر على هذا المقال المؤثر .
سامية - 20/10/2011
رد
8
لا بد لليل ان ينجلي نعم صدقت يا اخ عبد بمشاعرك انه يوم مؤثر فعلا لجميع ابناء شعبنا اينما كانوا . الحرية لأسرى الحرية العقبى لجميع اسرانا في سجون الاحتلال الاسرائيلي !!
نضال - 19/10/2011
رد

تعليقات Facebook