اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

عدم اليأس والإصرار ويولد الانتصار - بقلم: ابراهيم أبو صعلوك

 
عدم اليأس عندما يكون مصحوباً بالإصرار والعمل الدؤوب يحقق ما لا يتوقع، وخير مثال على ذلك هو ما تم تحقيقه من تثبيت وبقاء وجود عائلة العجو من مدينة الرملة في بيتها ومسكنها. ويتجلى عظم هذا الانجاز وأهميته أنه جاء في فترة تكالبت فيها جرافات الهدم وكشفت عن انيابها، لتطال العديد من البيوت العربية في البلاد، تارة بحجة الاعمار، وتارة أخرى بحجة الاسكان، كما يجري في النقب ودهمش، وكذلك في تكالتف وتعاون من قاموا على تحقيق هذا الانجاز، والاستمرار في حمل الراية بالتناوب، جيلا بعد جيل و فوجا بعد فوجد. فهذا الانجاز قد اثبتت فعلا ان النجاح ممكن مهما كانت غطرسة السلطات من ناحية وبشرى فرحة وبادره امل ليس لعائلة العجو فحسب بل لمجتمعنا العربي كافة. 
 
تسوقنا قلة حيلتننا في بعض الاحيان الى التشكيك في قدراتنا وحتى الى التقليل من قيمة انفسنا متناسين اننا نواجه قوة ديدنها الظلم وعدم الرحمة توجهها في ذلك العنصرية العمياء فقط لا غير. 
 
لقد اثبت تثبيت حق عائلة العجو من الرملة في المسكن عكس ذلك تماما، فنحن على قلة حيلتنا وقلة امكانياتنا، قادرين ما دمنا متكاتفين متحدين على تحقيق ما لا يتوقع. لقد بدأ مشور تثبيت هذا الحق بخطوة قامت بها ثلة من الشباب في عام 2011 وعلى رأسهم عرفات اسماعيل بالتعاون مع الاخت بثينة ضبيط واللجنة الشعبية في اللد والرملة، تضمنت تقديم استئناف على قرار محكمة الصلح في الرملة قبل نفاد مده تقديم الاستئناف بيوم واحد، حيث كان الاستاذ قيس ناصر حينها في خارج البلاد، وعندما عاد الى البلاد تابع هذه القضية بكل اخلاص وتفان وبدون مقابل، حتى استطاع الحصول من امحكمة المركزية في اللد على قرار بتجميد أمر الهدم لمدة  عامين الامر الذي اتاح فرصة التواصل مع الدوائر المختصة لحل المشكلة.
 
فلو لم يتم تقديم هذا الاستئناف لكانت هذه القضية في طي النسيان حيث كان سيعتبر حكم محكمة الصلح في الرملة حكما قطعيا قابل للتنفيذ في كل لحظة، ولتم هدم بيت عائلة العجو في حال تنفيذ قرار المحكمة.  وفي صراع مع الزمن قام عرفات ومن معه بكتابة الاستئناف في الليل وتم توقيع التصاريح اللازمة ليلا بمساعدة المحامي عبد ابو عامر في بيت العجو بالمجان، وتبرعت جمعية الهدى بدفع رسوم الاستئناف، حيث سافر عرفات في صبيحة الليلة التي تمت فيها صياغة الاستئناف الى بيتاح تكفا وقدم الاستئناف على حساب وقته الخاص.
 
هذه هي الصورة الحقيقية التي يجب ان يتصف بها مجتمعنا طوال الوقت فالعمل الموحد الذي يتسم بالأخوة والمؤازرة التي من خلالها ادلى كل منا بدلوه، فأبعدت اليأس وجعلته مهزوما أمام الاصرار فتمخض عنهما الانتصار
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook