اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

والد المغدور الحسيني من الناصرة يتنازل عن حقه في ابنه حقناً للدماء

 
 
قدّم الحاج محمود الحاج محمود الحُسيني من مدينة الناصرة نموذجاً بالأخلاق والتسامح الإنساني، حيث أعلن خلال ختمة عزاء نجله الراحل عبد القادر، والذي قتل قبل أيام بعيار ناري أطلقه عليه أحد شبان المدينة قرب منزله في حي الكروم.
 
ورغم الأسى والحزن الذي ألمّ بالوالد وعائلته لفقدان الدكتور عبد القادر، إلا أنه أعلن وأمام الحضور الغفير في خيمة العزاء مساء أمس الثلاثاء، عن تنازله عن دم ابنه المغدور لوجه الله تعالى ودون شروط، وطالب جميع أفراد أسرته وأقاربه عدم التفكير بالانتقام والأخذ بالثأر واحتسابه عند الله شهيدا.
 
وشهدت خيمة العزاء في يومها الأخير حضور المئات من أهالي الناصرة ومن مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، وفي مقدمتهم أئمة مساجد ورئيس بلدية الناصرة وشخصيات اجتماعية أخرى من مختلف الطوائف، حيث أكد المتحدثون على نشر قيم التسامح والعفو بين أبناء المجتمع الواحد، مثمنين موقف الوالد الثاكل داعين الجميع للاعتبار من المصائب التي يخلفها العنف والاحتذاء بموقف الوالد الثاكل وصبره على مصابه.
 
وفي كلمته أمام الحضور قال الحاج محمود الحسيني: "أطلب من كل من تعاطف معنا ومن كل أقاربنا عدم القتل أو الأخذ بالثأر، والله أغلى من الجميع، وأنا فقط أستعين بالله وحده وأتوكل إليه فالله أعطى وأخذ، ولا نريد أي أمر أخر وانا أشكر الجميع وكل من وقف معنا".
 
واضاف الوالد الثاكل: "نحن لا نخشى القتلة ولكن نخاف من الله عز وجل ولا نحسب حساب الا لله الذي خلقنا، وابني المرحوم عبد القادر مات وهو يعمل بجد وشرف من أجل إكمال دراسته ولم يتذمر من أي شيء ومن قتله هو إنسان مجرم بدون دين أو ضمير وبدون أي مبادئ، وابني قتل بدون أي ذنب او أي حق وحسبي الله ونعم الوكيل".
 
وحمل الحاج محمود الحسيني الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الجرائم والعنف المستشري بالمجتمع العربي بدون أي اهتمام لوضع حد وقال: "هم معنيين بكل هذا، ولا تسأل عن الجرائم، ولا يوجد اي عدالة".
 
وقال شقيق المرحوم عوض الحسيني: "نحن نحتسب عبد القادر أخانا شهيداً ونبيع دمه في سبيل الله، والله وحده من سيأخذ بالثأر وهو من سينتقم منهم ولا نخشى أي أحد وأخي مات على كلمة الله أكبر ومن يقتل شخصا يكبر فهو كافر وانا اطلب من جميع أهلنا وليس خوفا من أي شخص وفقط من الله الواحد القهار والعزيز والجبار ونوكل أمرنا اليه، وأخي المصاب الحمد لله يتماثل للشفاء ونحن نتمنى من الله أن يكون أخي عبد القادر أخر شخص يهدر دمه في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني".
 
أّمّا الشيخ محمد حمدان إمام مسجد خالد بن الوليد القريب من منزل المرحوم في حي الكروم فقال: "الحاج محمود رجل قلّ في هذا الزمان، حيث عودنا على كرم الاخلاق والكرم والطيبة والجود والصدقة، ونحن نطالبه اليوم بأن يتصدق بشيء أغلى من كل الاموال وأغلى من كل العقارات ونطالبه أن يتصدق بدم ابنه عبد القادر، وأنت يا أبا العبد وآخرون بكيتم على عبد القادر ولكن لا نريد أن نبكي على شخص أخر غير عبد القادر فيكفي بكاء وتشييعا لشبان ضحية لأعمال إجرامية شيطانية، واحتسابه عند الله شهيدا".
 
من جهته طالب رئيس بلدية الناصرة علي سلام في كلمة له في ختمة العزاء الجميع عدم الانجرار وراء العنف والقتل، "يكفي ما يحدث في المجتمع العربي، يجب علينا أن نتوحد ونكون بيتا واحداً، فنحن الآن ندفع الثمن غاليا ونخسر شبابا لا ذنب لهم، ويجب أن نحب بعضنا البعض وأن تكون الناصرة بيتا واحداً للجميع وعائلة واحدة".
 
ومن الجدير ذكره، أن الشاب المرحوم عبد القادر الحسيني (32 عاماً) طالب طب يدرس في المانيا وكان قد عاد إلى البلاد لقضاء عطلة مع عائلته والعودة لاستكمال تعليمه الجامعي، الا انه قتل واصيب شقيقه الذي مازال يرقد في المستشفى في حالة خطرة، إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل أحد شبان مدينة الناصرة.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
كل الاحترام والتقدير الله يصبركم
يفاوي - 28/12/2016
رد

تعليقات Facebook