انصرفتُ بعد انتهاء التظاهرة التي دعت إليها الجمعية الارثوذكسيه, مفعماً بالتفاؤل والأمل, وكأن المشكلة بين سكان حي اندرو ميدا والجمعية الارثوذكسيه وجدت طريقها إلى الحل بالتظاهرة, وأنا اجزم أن هؤلاء الذين تزعجهم أجراس الكنيسة وطبول الكشاف, لن يكفوا عن الشكوى ولعل الحل الذي يرضي الطرفين لهذه القضية بعيد المنال, بل غير قابل للتحقيق. فقرع الأجراس حتماً لن يتوقف, مع فرضية وقف الطبول, فهؤلاء لن يرضوا بأقل من وقف الأجراس. والطائفة الارثوذكسيه ألممثله بالجمعية لن تساوم على ثابت من ثوابتها ومعتقدها. على ضوء ذلك يجب أن لا نستبعد أن تأخذ هذه القضية أبعادا مختلفة, في ظل الأجواء العنصرية المتصاعدة ضد العرب.الظرف باعتقادي يتطلب من أبناء الطائفة الأرثوذكسية خاصة, ومن أهالي يافا عامه, المزيد من اليقظة, واخذ الحيطة, والاستعداد لأي طارئ, وهذا أمر يدعو إلى وحدة الصف والمصالحة وإزالة الخلاف بين المتخاصمين من أبناء الطائفة. والى وحدة الصف بين جميع المؤسسات في يافا, ولا يتحقق ذلك إلا بالتعالي على الأنانية وحب الذات والمصالح الشخصية.
أما التفاؤل الذي انتابني, والأمل الذي راودني عقب ألتظاهره, حصل لِما شاهدته من اللحمة والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد, والبلد الواحد, وأبناء القومية الواحدة, مسلمين ومسيحيين, هذه ألتظاهره بهذه ألتشكيله وهذا النسيج من أهم انجازاتها التي حققتها قبل أن تنفضّ, أنها حملت رسالة واضحة ومستعجلة إلى الجهات المعنية, مفادها أن أهالي يافا مسلمون ومسيحيون,هم جسد واحد, همهم واحد, آلامهم واحده, وآمالهم واحده, ومصيرهم واحد. ولطالما جهدت المؤسسة الاسرائيليه على تطبيق قاعدة فرّق تسد بين العرب أول خطوه قامت بها, قسّمت العرب إلى درزي وبدوي ومسيحي وعربي وتقصد بالعربي المسلمين.المتحدثون الأفاضل أكدوا في كلماتهم للمشاركين في ألتظاهره بما فيهم وسائل الإعلام, التي ستنقل بدورها الخبر, للداني والقاصي, بان المسلم والمسيحي كلاهما عربي الهوية, والعروبة وجدت قبل المسيحية والإسلام. وفي الختام تحية إجلال وإكبار لجميع الذين شاركوا في التظاهرة وساهموا بإنجاحها.
وفقكم الله وسدد خطاكم
الشيخ سعيد سطل أبو سليمان
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]