مَهْمَا بَدَتْ أَقْدارُ اللهِ مُؤلمةً ، ثقوا أنَّ في ثَناياها رحمةً عظيمةً ..
الحمدُ للهِ حَمْدًا نَتجاوزُ بهِ ضيقَ الأَرضِ إِلى سِعَةِ السّماءِ ، فَتُحلّقُ في سَماءِ الْحَمْدِ مَعَ الحامدينَ الأَوفياءِ ، فَنَطْلُبُ مِنَ الرحمنِ صَبْرًا عَلى كُلِّ بَلاءٍ ، ونشكرُهُ على ما أَغْدَقَ مِنَ الخَيْرِ والنّعماءِ وَتُرْفَعُ عِندهُ مَنازِلُ الصّدّيقينَ والشُّهداءِ فَالْحمدُ للهِ ....
بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم
بقلوبٍ مُؤمنةٍ راضيةٍ بقضاءِ اللهِ وَقدرهِ ، وَدّعْنا (نحنُ عائلةُ الشاملةِ ) فقيدتنا وَابنتنا واخْتنا (هدى أبو سراري ) لِتُزَفَّ روحُها الطاهرةُ إِلى بارئِها في رداءٍ مُخْمَليٍّ إلى جنّاتِ الخُلدِ .
اختاه ! عرفناكِ عزيزتنا في دماثةِ الأخلاقِ ، وعهدناكِ في مِحَن الزّمانِ وَمَصائِبِه صَبورة ســـَكوتة علــى مَظَالِمِةِ وكيدِ الأَيّامِ ، لقد كُنْتِ باسمةً في حياتِكِ ، وقويةً بالرَّغمِ مِمَّا كُنْتِ تعانين .....
كنتِ ( ويؤلمُ قلوبنا أن نذكرَكِ بفعلٍ ماضٍ ) إِنسانةً تُديرينَ أمورَ عملِكِ بِجَدارةٍ وعقلٍ وَوفاءٍ يا عزيزتنا " ام محمد "
كنت سليمةَ القلبِ والنّفسِ يا اختاه ، نقيَّةً بِتعامُلِكِ مَعَ القريبِ والبعيدِ
صَارعْتِ المصاعبَ وَلَمْ يَقْوَ عليك اليأسُ .
أَحَبَّكِ وقَدَّرَكِ كُلُّ مَنْ تَعامَلْتِ مَعَهمْ ، فَذَرَفَتْ عيونُ الطلابِ دَمًا ، وتمزَّقَتْ قُلوبُ المُعَلِّمين والعاملينَ حُزْنًا لِفُقْداَنِكِ
رَحَلْتِ .....
نَحْملُ لكِ يا اختاه باقاتِ رِثاءٍ ، وهلْ ينفعُ البكاءُ اختاهُ بَعْدَ الفراقِ
فراقٌ حَضَنَّاهُ مُجْبَرينَ و الدَّمْعُ مِنَ المُقلةِ يَجْرِي
أَيّتُها الرُّوحُ الطيبةُ ليسَ لَنا بعدَ الحَرْفِ ، وَ بَعْدَ الدَّمْعِ قولٌ و لا وصيَّةٌ
وَ لَسْنا مِمَّن يُتْقنونَ تَقْديمَ العزاءِ فَمَنْ يُقَدِّمُ لَنا نَحْنُ لِفُقْدانِكِ العزاء
نُوَدِّعُكِ وداعَ اخْتٍ عزيزةٍ فَقَدْناها ، لا نَعْلَمُ كيفَ نُرْثيها ، فَمَهما خُطَّتِ الأَقلامُ ، لنْ نستطيعَ التعبيرَ عَنْ عَظيمِ حُبِّنا وَتقديرِنا لكِ ، ولنْ نوفيَكِ وَلوْ القليل مِنْ حَقِّكِ الذي سُلِبْتِ مِنْهُ بِحَياتِكِ . لَكِنَّنا أَمامَ حقيقةٍ ، لا مفرَّ منها ، وَلا يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ ، وهيَ طَريقُ الآباءِ والأجدادِ ، لكنّ الذِّكْرَى تَبْقَى أَبَدَ الدَّهْرِ ، وَسَتَبقَى ذِكْرَى الْحَمْد ، وابْتِسَامَةُ الرِّضَى بِفَمِكِ ، والحزنُ والأسى المُتَطايِرُ مِنْ عينيْكِ ..وَلَعَلَّ عَزاءَنا بِأَنَّكِ بِضِيافَةِ رَحْمنٍ رَحيمٍ ، علاّم الغُيوبِ ؛ يعلمُ مَا تُخْفِي الصّدورِ .
ربٌّ كريمٌ لا يُظْلَمُ عندَهُ أحَدٌ .
نقولُ لكِ غَالِيَتنا ....
آنَ وداعُكِ إِلى أَنْ نَلقاكِ " بإذْنِ اللهِ.......فسّلامٌ على روحِكِ يا (هدى).....سّلامُ على قَلْبٍ نَبَضَ بــِالوَجَعِ ولم يَنقَبِض..
سّلامُ على عَينٍ بكِتْ في السِّرِّ ، وَلَمْ يَرَها أَحَدٌ ( إِلاّ الله ) ..
سّلامُ على الكَلامِ العَالقِ في مَشانِقِ البَوح ..ولم يَسّمعْه أحدٌ..
سّلامٌ عَلى تَلكَ الرّوحِ المَكلومةِ ..المَصلوبةِ في جِذع الصمت ..
سّلامٌ عَلى مَنْ كانَتْ مَوجوعٍةً وَلَمْ يَشّعرْ بِها أحدٌ.............
السّلامُ ثُّم السّلامُ عَلى روحِكِ يا (هدى ) .. فقدْ ابْتَسَمْتِ والألم يَنخُرُ أَعْمَاقَكِ ، وَلَمْ تَشْكي ، إِنَّا لله وإِنّا إِليه ِراجعون .....
كلُّ مَنْ ذَهبَ وَتَيَقَّنَ أَنَّه بَينَ أَيْدِي رَبِّهِ ، يُصاحِبُهُ العَدْلُ ليسَ كَمَا نحنُ هُنا بِهذِهِ الأَرضِ بلْ يَحْكُمُنا شيء اخرَ لا يَعرفُ هَذا المعنى .
فَلْيَرْحَمكِ اللهُ أيَّتُها الغائِبةُ الحاضِرةُ ، ولأنكِ إنسانةٌ دمثةُ الأخلاقِ مسامحةٌ في أَشَدّ قُوَّتِكِ تَخَلَّدَتْ صِفاتُكِ في قلوبِ كُلِّ مَنْ تَعَرَّفَ عليكِ فَلنْ تَغيبي عَنِ الطَّيْفِ ، فَيا سماءُ احفظيها ، ويا أرضُ احميها ، ويا نجومُ احرسيها، ونسألُ ممَّن رَفعَ السماءَ بغيرِ عَمَدٍ ، للمرحومة ( ام محمد) الفردوسَ الأعْلى ، وأَنْ يُبْدِلَها دَارًا خيرا من دارِها واهلاً خيرًا من أهلِها ، وأَن يحتسبَها من شهداءِ الاخرةِ ، وأنْ يُحييَها في أَفْئِدَتِنا عَلَى مَدَى الدُّهورِ.......
إِنّا لله وإنّا إليهِ راجعون ، ولا حَوْلَ وَلا قُوّةَ الّا باللهِ
عائلتكِ المحبّة – عائِلةُ المَدرسةِ الثانويةِ الشّاملة .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]