اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

أيام نكبة - شاهد: المحارب أبو روك "يعود" إلى يافا بذكرياته

 
يروى لاجئ فلسطيني عايش فترة "النكبة" قبل 68 عامًا، وهجّره الاحتلال الإسرائيلي من مدينة يافا، المعارك التي خاضها لصد العدوان على المدينة عام 1948، فيما لايزال الأمل يحدوه بالعودة "القريبة" إلى دياره. 
 
ويستذكر الحاج حسن مصطفى أبو روك (81عامًا) حي العجمي الذي هُجّر منه قسراً، وتلك المعارك التي كتب له فيها النجاة والبقاء حيًا رغم تعرضه للإصابة مرات عديدة، إبان محاولة احتلال فلسطين. 
 
فقد سمع عام 1948 نداء "حي على الجهاد.. يافا في خطر"، فلبى وانخرط حينها في الجهاد مع المقاتلين، وترك عائلته وقاد معارك ضارية ضد الاحتلال وحققوا انتصارات في مستهلها "لضعف العصابات اليهودية" على حد تعبيره.
 
نزوح واستبسال
 
ويقول أبو روك الذي تملأ التجاعيد وجهه: "جاء قائد بريطاني وهدد سكان يافا وطلب منهم مغادرتها"، فما كان منهم سوى الخروج منها، خشية تعرضهم للإبادة والإعدام على يد العصابات اليهودية.
 
انسحب بعدها مع عائلته لمنطقة "باب الواد" بالقدس المحتلة، والتي شهدت معركة بين الجيشين الإسرائيلي والأردني، وحقق الأخير انتصارًا كبيرًا، بقتله لمئات الجنود الإسرائيليين وجرح الآلاف، بقيادة "نواف الحمود"؛ ودارت معركة أخرى بـ"باب الواد".
 
وقاد المعركة حينها –والحديث لأبو روك- الشهيد عبد القادر الحسيني بأبريل 1948، بمنطقة "القسطل" قضاء القدس، وشاركت معه حتى تغلبوا عليهم بعد8 أيام من القتال، لكنهم عادوا الكرة، واستطاعوا هزيمتنا، واستشهد الكثير منهم، بينهم الحسيني.
 
انتقل بعدها من القسطل إلى "بيت جبرين" قضاء مدينة "الخليل" جنوب الضفة الغربية ثم لغزة مشيًا على الأقدام، وبعدها لبلدة "خزاعة" شرقي خان يونس، ومكث فترة وجيزة، اندلعت بعدها معركة بمنطقة "نوران" تعرف حاليًا إسرائيليًا بكيبوتس "نيريم".
 
ويشير أبو روك إلى مشاركته في 40 معركة، وكان سلاحهم عبارة عن بارودة تعرف باسم "أم ريقبة" وهي بريطانية الصنع، ومدفع رشاش كان يعمل عليه في معظم المعارك.
 
وطيلة تلك الحقبة الزمنية شاهد عديد المجازر التي بقيت حيةً في ذهنه، ومنها "دير ياسين، ونجع شبانة، وبير الحمة قرب منطقة المغارة بمصر"، فيما أمسك بالجثث بيده، ولم يستطع فعل شيء لها.
 
وعن إصابته لمرات، يسرد أبو روك حينما كان يهم برفقة 7 آخرين داخل سيارة عسكرية لنجدة منطقة قرب "عيون قارة" قرب يافا، والتي كان يُحاصر الاحتلال فيها مجموعة مجاهدين، فأصيب بشظايا بقدميه جراء تفجر "لغم أرضي" في السيارة، واستشهد 7مقاتلين معه.
 
كما يستذكر مشاركته بمعركة "الكرامة" بين الجيشين الأردني والإسرائيلي، الذي حاول الأخير احتلال نهر الأردن لأهداف استراتيجية، كما شارك مع الرئيس الراحل ياسر عرفات بمعارك عدة داخل وخارج فلسطين. 
 
ولم يُخف مرارة رحلة اللجوء من "يافا" وبسالة وشجاعة أهل فلسطين في الدفاع عن أرضهم، وبيت أسرته وأرضها الواسعة التي لا زال الأمل يحدوه في عودة قريبة لها.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الله ، يساعده
ابن يافا - 20/05/2016
رد

تعليقات Facebook