اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

فيديو: أيام نكبة - "لما يافا كانت جنة" - لقاء مع الحاجة اليافية "بدرية"

 
هُجرت بدرية 86 عاما، وزوجها وطفليهما، من بيتهم في منطقة الجبلية في يافا، في أيار عام 1948، لتنتقل العائلة للعيش مدة قصيرة في قرية دير شرف في نابلس، ثم حي الشيخ جراح في القدس، قبل أن تكون محطة لجوئها الأخيرة مخيم عقبة جبر في أريحا. 
 
بلهجتها المقدسية، قالت بدرية: “عن شو بدكم أحكيلكم؟ عن يافا لما كانت جنة! ما في إشي بيافا بنكره، كانت كلها حياة وأسواق وناس وبياعين وصنعات، وين ما تمشي في يافا تلاقي حدا يشغلك. والناس فيها بتحب تتنزه وشمات الهوا، يافا البحر والمينا والسينما والأسواق والتجار والبيارات والحلويات. ساق الله ع أيام يافا. كانت راقية وفيها مال كثير”. “خرجنا من يافا لحظة انسحاب الانجليز منها، في شاحنة علي الدبة وهو من يازور، كنا نسكن في الجبلية، أخذنا بعض الملابس في بقج وبضع الكراكيب، وكنت أجلس في المقعد الأمامي أحتضن طفليّ علي وعلا، اتذكر حينها سألنا السائق في الطريق إن كنا نود تناول الطعام في بيت دجن، لكن زوجي طلب منه مواصلة المسير دون توقف، لخوفه وقلقه لما سمعناه عن مجازر ارتكبتها العصابات الصهيونية”. قالت بدرية. 
 
تتذكر بدرية جيرانها، محمد البطران، وعائلتي دعدع والصعصاع، كما تتذكر أبقار ومواشي البطران، الذي كان مشهورا بتوريد الحليب ومشتقاته للمناطق المجاورة ليافا والبعيدة، وعمارات الشيخ علي، والمعروف بغناه وبناياته، وعائلة البواب وشهرتها في يافا بصناعة الحلويات والأفران. 
 
"في منطقة الجبلية، كان هناك مستشفيان: الإنجليزي والكرنتينا. زوجي حسن كان يعمل ممرضا في مستشفى الدجاني في يافا، ويذهب لمعالجة المرضى والجرحى في كل مكان يطلب منه الذهاب إليه، وأذكر أن سائق الاسعاف الذي كان يخرج معه مصري”، أضافت بدرية. 
 
“هجر أهل يافا، وبعد ذلك سكان اللد والرملة، كانت الاذاعات وقتها تبث أخبارا حول ارتكاب اليهود مجازر وسحل جثث الأهالي وتقطيع أوصالها، أخذنا ما نستطيع حمله من ملابس وتركنا معظم ممتلكاتنا، توجهنا إلى نواطير وكروم خالي في الشيخ جراح، وبعدها انتقلنا إلى رام الله، ثم إلى عمان حيث كانت أسعار المنازل مرتفعة، فعدنا إلى عقبة جبر وما زلنا فيه حتى يومنا هذا”. 
 
تكمل بدرية حديثها، وتعود لوصف يافا “أينما ذهبت في يافا تجد عملا، كانت تنبض بالحياة وتزدهر بالتجارة والأسواق، أحب فيها كل شيء، خاصة بيارات يازور، التي يزيد عددها عن 50 بيارة، وأكبرها يملكها إبراهيم واحمد شحادة، وهما الآن يسكنان مخيم الامعري، ومن أشهر البيارات أيضا الدرخوم والخنازير”. 
 
تعيش بدرية منذ 55 عاما في مخيم عقبة جبر، في غرفتين صغيرتين متهالكتين، في احداهما خزانة عتيقة جدا، قالت بدرية إنها ما تبقى من يافا، تفتح جواريرها وتتذكرها عندما كانت ملأى بالملابس والمطرزات قبل 68 عاما. وللخزانة قصة أخرى مختلفة، فنقلها كان مكلفا، ما اضطر زوجها لإبقائها في دير شرف لأسابيع، قبل أن يتدبر أمره ويأتي بها إلى الشيخ جراح، وبعد ذلك إلى مخيم عقبة جبر، لتبقى الذكرى الوحيدة من زمن يافا الجنة. 
 
ما زالت بدرية في مخيم عقبة جبر، وما زالت هناك في يافا، تحفظ في ذاكرتها الأماكن والناس، وتتمنى أن تفتح عينيها على بوابة حلويات البواب وبيارات يازور.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
حسبي الله ونعم الوكيل
ام عمر. - 16/05/2016
رد
2
ان للظالمين عذاب اليم...حسبنا الله ونعم الوكيل..ان الله يمهل ولا يهمل..
مسلمة - 15/05/2016
رد
3
كل شي اتاخد بالئوه رح برجاع بس بالئوه انشاء الله كليتنا بيرجاع يلتم شملنا بئزن الله وكل زالم رح بيجي نهارو
عكاوي - 15/05/2016
رد
4
نعم. كانت. امي. تبكي. في. يوم. احتفل. اليهود. بعيد. الستقلل لانه. اخوتهاوولدهه. واخوت. ابي. وولد. ابي. كلهم. هجرو. واذكرو. كونه. اطفال. في. سنت. 61. وجاِت. البلاديه.واخذو. الارض كانت. مسحتها. 20. دولوم. اخرجون. من. سكنت. ابو. كبير وسكنه. في. العجمى. في. بيت. مسحتوه. 100متر. وبتت امي. وابي. رحمهم. االله. بنتظرون. عو دت. اهليهم. الله. يصب
ام. احمد. ط. و. - 15/05/2016
رد
5
حسبي الله ونعمال الوكيل فيهم زعماء العرب الخون ولكلااب باعوها وقدو يتفرجو زي اليوم بتفرجو على سوريا وهيك كان يتفرجو على فلسطين كيف اخذوها الله يوخذهم قريب مش حنسامحهم لا في الدنيا ولا في الاخره يا رب
اللد - 15/05/2016
رد

تعليقات Facebook