اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

حين التقيت الاسير محمد القيق - للشيخ رائد فتحي

 
كانت غرفته معتمة، لكن... ليس للّنور حاجة، فنوُرَك...
نوُرَك، وحده يكفينا...!
في العتمِة ­مريًضا كنت فلم أشأ عدواه­ اقتربت منه ومددت يدي في العتمِة، ومعها مددت صوتي الذي غّيره المرض:
الّسلام عليكم أيها الكبير...
هو ­بصوت لا يكادُ يسمع­ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
وبسمة ­رغم شّدة الألم­ ترتسُم علىُمحّياه الّطاهر... يدي، وصلت يده الباردة ­بردوة أيدي الموتى­، أردت أن أسحبها، لكّنه أمسَك بها، لم يشأ أن يتركها..
أنا ­متجّرًئا­ أعرفتني أيها البطل!؟
هو ­بابتسامة يستلها من براثن الّتحدي، وصوٍت يغالبه لُيسَمع: "وهل يخفى القمر..!؟"
أنا ­والدموع في عينّي­:ُكسفت الأقمار وُخسفت الّشموس، بإزاء صبرك أيها المناضل الكبير..
قليلٌة هي القضايا التي تجتمع عليها مرّكبات العمل الفلسطيني وأنت أحدها...
يدخل تاريخ حركات الّتحرير أناٌس قليلون، وأنت منهم فقدُرَقم اسُمَك في سماء المجد والخلود..
هو: "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيًئا قليلاً.."
أنا: إن الله لن يضيع عليك عملك وجهاَدَك...
هو: "الذين قال لهم الناُس إّن الناس ... فانقلبوا بنعمٍة من الله وفضٍل لم يمسسهم سوء..." يشير بالسبابة والإبهام­ حتى السوء، ­يردده ببحة صوته الضعيف­، حتى السوء لم
يصيبهم...!
أنا: شعبك معك... فلسطينيو الداخل... غزة... العرب... المسلمون.... احرار العالم....
هو: أُقّبُل أياديكم....
أنا: بل نحن من يقّبل قدميَك... فأنت الّنجم...!
هو: لن أنسى فضلكم... وعلى العدو أن يعرَف أننا شعٌب واحٌد...
يدخل آخرون... أهرب بدمعتي... أسلم على من لا مفّر من السلام عليه، وأنسّل محّملاًِمسًكا،
ُنُسًكا، عّزًة و كبرياء...!
#أنقذوا_القيق

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook