اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"أفشوا السلام" للشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

في صحيح مسلم حديث نبوي شريف يرسم فيه النبي  صلى الله عليه وسلم الخط البياني لمعالم الاسلام , هذا الخط  يرتكز على اسس ثلاثة , الايمان والحب والسلام , يقول عليه الصلاة والسلام : لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , ألا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم , افشوا السلام بينكم . المعلِم الاول والركن الأساس للإسلام هو الايمان , والايمان شرط  لدخول الجنة ولا يدخل الجنة إلا المؤمنون . يؤكد ذلك قول الله تعالى في سورة غافر آية 40 : ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة , فالإيمان هو تأشيرة الدخول الى الجنة ,  وقوله صلى الله عليه وسلم , ولا تؤمنوا حتى تحابوا , اي لا يكمل الايمان  إلا بالتحابب, ان يحب بعضكم بعضا . وفي صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه , هذا يؤكد ان كمال الايمان لا يتحقق إلا  بالمحبة , محبة الله ومحبة رسوله وأنبيائه اجمعين ومحبة اهل الصلاح من المؤمنين  , يقول الامام الشافعي رحمه الله : احب الصالحين ولست منهم ....وأرجو ان انال بهم شفاعة.  
 
ولسائل ان يسأل هل للإنسان مقدرة على التحكم بعاطفة الحب ؟ يحب فلان ولا يحب فلان , ام انه لا خيار له ولا سلطان على هذه العاطفة , الحقيقة ان مسألة المحبة والألفة  مسألة قلبية وجدانية خاضعة لمشيئة الله تعالى لا سلطان للإنسان عليها , يؤكد ذلك قوله تعالى : لو انفقت ما في الارض جميعا ما الّفت بين قلوبهم ولكنّ الله الف بينهم , لكن هناك سُبُل ووسائل ارشدنا اليها الاسلام من شأنها ان توّثق عُرى المحبة  بين المسلمين خاصة  والناس عامة , منها الاحسان الى الناس بالقول والعمل , فالإنسان مجبول على حب من احسن اليه , ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ألا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم ؟ افشوا السلام بينكم , هل القصد افشاء السلام باللسان فقط كما هو عليه المسلمون اليوم , لو تتبعنا مسألة افشاء السلام بين الافراد صغارا وكبارا ذكورا وإناثا لوجدنا المسلمين اكثر شعوب الارض تردادا لكلمة السلام ,  المسلمون اليوم من حيث المعاملات والسلوك سواء على الصعيد الفردي او الجماعي ابعد الناس عن معنى افشوا السلام بينكم , افشاء السلام بين المسلمين لم يتجاوز حناجرهم , دليل ذلك تعاملهم مع بعضهم البعض لا يخلو من البغض ومن العداء ومن الكيد والمكر ومن الغدر ومن الخيانة. 
 
هذا هو الحال الشائع والغالب على معاملات المسلمين وسلوكهم في حياتهم اليومية مع بعضهم البعض  , افشوا السلام بينكم , هذه الكلمة كفيلة بترطيب الاجواء بين المتشاحنين وبين المتقاطعين وبين المتخاصمين وبين المعرضين عن بعض , انها كفيلة  بتنقية القلوب من البغضاء وتوابعها , أفشوا السلام بينكم قولا وعملا , فالسلام المصحوب بالعمل سبب من اسباب التآلف واستجلاب المودة بين الناس بل بين الامم والشعوب على اختلاف مللهم ونحلهم ومعتقداتهم  , هناك قاعدة فقهية تقول العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , فقول النبي صلى الله عليه وسلم : افشوا السلام بينكم فيه حثٌ على افشاء السلام وبذله للمسلمين وغير المسلمين اي للناس كافة , وما ارسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا . وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين
 
سعيد سطل ابو سليمان           
30 . 10 .2015 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook