اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

والد الطفل السوري يروى مأساة التهجير المركبة

 
على الأغلب لا توجد فاجعة أكبر من متابعة إنسان أطفاله الصغار وهم يهلكون أمام عينيه من دون حول ولا قوة له وهو ما يمكن أن يختصر مأساة السوري عبد الله شنو.
 
وشنو هو والد الطفل إيلان الذي فجع العالم بصورته ملقى على شواطئ الجزيرة التركية بعد غرقه خلال رحلة لجوء لعائلته بحثا عن الحياة لتجد الموت يتربص بها.
 
وانتشرت صورة الطفل إيلان بشكل كبير في مختلف وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية في مشهد شديد القسوة عكس قصة أقسى لأب سوري أجبرته الحرب على الرحيل بحثاً عن الأمان في إحدى الدول الأوروبية.
 
وظهر الطفل في الصورة الفاجعة يلبس كنزته الحمراء وسروالاً صغيراً يناسب حجمه وصندلاً أداره للعالم أجمع بعد أن عجز أهله حتى عن مجرد إيجاد سترة نجاة تناسب حجمه.
 
تفاصيل رحلة الموت
 
مبلغ 4 آلاف يورو و3 أرواح هي التكلفة الإجمالية لرحلة الموت التي انطلق بها "عبدالله شنو" مع زوجته وطفليه من "بودروم" التركية إلى جزيرة كوس اليونانية.
 
"يا ليتني استطعت نقل أنفاسي لهما كي أبث الروح في جسديهما مرة أخرى" بهذه الكلمات عبر شنو الذي يبلغ (36 عاما) لموقع "هافينغتون بوست عربي" عما واجهه بعد أن انقلب قارب الصيد الذي لم يتجاوز طوله 5 أمتار ومشاهدته طفليه يغرقان أمام عينيه.
 
وأضاف "أمضينا ساعة كاملة متمسكين بالقارب فقد كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة، ولكن توفي الأول جراء الموج العالي اضطررت إلى تركه لأنقذ ابني الثاني الذي غرق أيضاً والتفت بعدها لأجد أن والدتهما هي الأخرى قد غرقت أيضا".
 
كانت العائلة تفاوضت مع المهرب ليساعدهم للوصول إلى اليونان عبر البحر، وانتهى التفاوض بالاتفاق على تفاصيل الهروب "المضمون" من وجهة نظر المهرب.
 
إذ قضى في الرحلة الفاجعة الطفلان أحدهما "إيلان" عمره سنتان، والآخر "غالب" لم يتجاوز الرابعة من عمره وأمهم ريحانة ثلاثون عاماً.
 
هربا من الحرب
 
ويقول شنو إن الحرب والقتل وخسارة الكثير من أفراد عائلته في الحرب التي خاضها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة "كوباني" (عين العرب) هي الأسباب الأساسية وراء خوضه غمار مغامرة الهجرة التي انتهت بسرعة، حيث أنقذت عناصر من خفر السواحل التركي "شنو" بعد ثلاث ساعات من انقلاب القارب الذي كان يقل نحو 12 شخصاً.
 
و"الفقر" هي الكلمة التي اختصر بها عبد الله السؤال عن سبب عدم ارتدائه "سترة النجاة" واتخاذ اجراءات الأمان اللازمة، وأضاف "جمع مبلغ التهريب لم يكن سهلاً ولم أستطع تأمين ثمن سترات النجاة".
 
ونقلت صحيفة ناشونال بوست الكندية عن "تيما كردي" شقيقة عبد الله وتسكن مدينة فانكوفر في كندا "تلقيت اتصالا من عبد الله وكان كل ما قاله هو: ماتت زوجتي وطفلاي".
 
وأشارت تيما إلى أن "عبد الله وزوجته وطفليه قدموا طلبات لجوء في يونيو/حزيران على نفقة خاصة للسلطات الكندية التي رفضت بسبب مشاكل في الطلبات الواردة من تركيا".
 
وختمت بقولها "كنت أدفع إيجار مسكنهم في تركيا لكن طريقة معاملة السوريين مريعة الأمر الذي أجبرهم على ركوب هذا الزورق".
 
البداية والنهاية في "كوباني"
 
وبدت معالم الوالد الحزينة كفيلة برواية تفاصيل هذه المأساة التي بدأت من "كوباني" شمال سورية مسقط رأسه، ومنها إلى حي "ركن الدين" بدمشق هرباً من المعارك التي تشهدها المدينة بين مقاتلين أكراد وتنظيم "داعش".
 
وعمل "شنو" هناك في مهنة الحلاقة ولكن بعد تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بدمشق هرب إلى اسطنبول التركية، حيث عمل فيها بمجال الخياطة ومن ثم بمجال الأثاث، وبعد ثمانية أشهر انتقل من اسطنبول إلى بودروم التي يعيش أخوته فيها.
 
التشييع
 
وقرر الوالد أن يعود بجنازات ولديه وأمهما إلى كوباني ليدفنهم هناك، حيث أشار "عبدو" عم الطفلين إلى أنه "بعد الانتهاء من الإجراءات الروتينية في "مستشفى بودروم، سننطلق بهم إلى مسقط رأسهم وندفنهم هناك".
 
ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب إلى ساحل بحر إيجه في تركيا هذا الصيف لركوب القوارب في طريقهم إلى اليونان.
 
وقال الجيش التركي إن فرق البحث والإنقاذ التابعة له أنقذت حياة مئات المهاجرين وسط الأمواج المتلاطمة بين تركيا والجزر اليونانية خلال الشهور القليلة الماضية.
 
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قرابة 160 ألف لاجئ ومهاجر وصلوا إلى اليونان بحرا منذ مطلع العام الماضي. 
 
وفي يوليو/تموز وصل أكثر من 50 ألف شخص معظمهم سوريون إلى اليونان مقارنة بعددهم في عام 2014 كله وهو 43500 شخص.
 
والأكثر مأساة لدى هؤلاء أن ألاف منهم ربما يلقون مصير عائلة شنو وأكثر دون حتى أن يتم التقاط صورة لمجرد التضامن معهم فيما يبقون دون مغيث عربي أو أعجمي.
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
حسبي الله ونعم الوكيل عالى الخاليج واخصتان السعوديه
الرملاوي ابو اءنور - 05/09/2015
رد
2
حرام والله وين العالم
زهره البنفسج - 04/09/2015
رد
3
الله اكون بعون اهل
الله - 04/09/2015
رد
4
يا ناس حرام انتبهوا على اولادكم
شقائق النعمان - 04/09/2015
رد

تعليقات Facebook