اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

الإسلام هو القيادة الحضارية القادمة - للشيخ رائد صلاح

 
 
بات واضحًا أن هناك محاولات محمومة لا تتوقف لإفشال تجديد دور الإسلام الحضاري، أو على الأقل تأخير تجديد هذا الدور قدر المستطاع. وبات واضحًا أن هذه المحاولات المحمومة تقف خلفها جهات معادية للإسلام أصلًا؛ كالصهيونية والصليبية والباطنية والوثنية، أو جهات تدعي انتماءها إلى الإسلام ولكن خطابها وسلوكها بات عقبة في طريق تجديد هذا الدور؛ كجماعة "داعش"، سواءً أدركت ذلك أو لم تدركه، وسواءً أدرك ذلك كل المنتمين إليها أو بعضهم، وسواءً أدوا هذا الدور عن وعي بما يفعلونه أو عن جهل، ومع ذلك فإن كل هذه المحاولات المحمومة والمتواصلة لإفشال تجديد دور الإسلام الحضاري أو تأخيره لن تنفع أصحابها، لأن تجديد هذا الدور بات على الأبواب، ولأنه حتمية ربانية لا ريب فيها، وهناك مساران لتجديد هذا الدور؛ أما المسار الأول فهو تجديد هذا الدور بالأسلوب الدعوي، وأما المسار الثاني فهو تجديد هذا الدور بالأسلوب السيادي، وأقصد بالأسلوب الدعوي امتداد ظهور الإسلام ونهوض انتشاره عالميًا كفكر ومبادئ وقيم باتت تستقطب الكثير من أهل الأرض، وباتت ظاهرة هذا الاستقطاب تزداد يومًا بعد يوم على صعيد كل الأرض، رغم كل المحاولات المدبرة والمتواصلة لشيطنة الإسلام، حتى بات الإسلام مشروعًا عالميًا عابرًا للقارات والقوميات واللغات والأجناس والألوان، وأقصد بالأسلوب السيادي قيام نظام إسلامي راشد على منهاج النبوة، يمتلك كل مقومات الحكم الراشد، ويمتلك شرعية واستقلالية قراره السياسي داخليًا وخارجيًا، ويسعى لنشر قيم القسط والعدل والحرية والكرامة والرفاه في كل الأرض، ويتحول إلى قوة منقذة لكل أهل الأرض من سطوة كل المشاريع التي باتت تملأ الأرض ظلمًا وجورا في هذه الأيام، ورغم أن الإسلام لا يزال أعزل في هذه الأيام لأنه لا يمتلك سيادة الحكم الراشد وتوابعه حتى هذه اللحظات، ورغم أنه لا يزال يتعرض إلى محاولات شيطنته المستمرة، إلا أن الواضح الذي لا ريب فيه أن هذا الصعود المتسارع للإسلام اليوم كمشروع عالمي عابر للحدود سيقود لا محالة إلى قيام الحكم الإسلامي الراشد عما قريب، الأمر الذي سيقود لا محالة إلى تجديد دور الإسلام الحضاري عما قريب كذلك، ولذلك أقولها على عجالة: إن الذي يظن أن مسيرة الإسلام وإمكانية تجديد دوره الحضاري محصورة بمشهد ما يجري اليوم في مصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن هو مخطئ ولا يدرك سنن التغيير، ولا يحيط بصعود الإسلام العالمي الدعوي في هذه الأيام وما وراءه، ولا يحيط بما باتت تتهيأ له إرادة الشعوب المسلمة والشعوب العربية وإرادة قياداتها ومرجعياتها الدينية الإسلامية الراشدة. وعلى عجالة وبإيجاز شديد سأضع القارئ في مشهد الصعود المتسارع للإسلام عالميًا في هذه الأيام كمشروع عالمي، وهو مشهد يشي بقوة الحق الذي يحمله الإسلام، وبمدى قدرته على التأثير على الآخر عالميًا وهو لا يزال أعزل في هذه الأيام، فكيف إذا امتلك كل مقومات السيادة الراشدة المستقلة القائمة على منهاج النبوة الذي جاء من عند الله تعالى رحمة للعالمين: 
 
1. آخر حدث استوقفني -من ضمن آلاف الأحداث التي مرت علينا خلال هذين العامين فقط والمتعلقة بالإسلام- هو ما صرحت به الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي (فيديريكا موغيريني)؛ التي أكدت أن " للإسلام مكانه الطبيعي في المجتمع الأوروبي، والدليل على ذلك تأثيره الواضح على أسلوب حياتنا"، معتبرة أن "الإسلام هو أوروبا وأوروبا هي الإسلام"، وأكدت "أن الإسلام أصبح يشكل أحد أبرز ملامح حاضر ومستقبل الأوروبيين، وهو في التالي حقيقة واضحة يجب ألا نخاف من قولها أمام الملأ، رغم أن كثيرين لا يريدون سماعها"، وأضافت أن "التعددية هي مستقبل الاتحاد الأوروبي، وأن الإسلام يعتبر أحد روافد الهوية الأوروبية"، ثم دعت إلى "التفكير في مستقبل شعوبنا بطريقة تشاركية، تضع في الحسبان الطبيعة التعددية لمجتمعاتنا الأوروبية". هذا ما صرحت به في مؤتمر نظم في بوركسل بتاريخ 2015/6/24 بعنوان "الإسلام وأوروبا"، الذي نقلت وقائعه وكالة الأناضول.
 
2. نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا هذا العام 2015 تحت عنوان: (لماذا يُقبِل الشباب الغربي على الإسلام). ومن ضمن ما قالت فيه ما يلي: (المجتمعات الحديثة تنحصر اهتماماتها في السعي وراء الحاجيّات المادية للفرد ورغباته الأنانية، وبحثه عن السعادة الشخصية...)، وكذلك (... تربي أبناءها على الدلال والكسل، وليس على النبل والبذل)، ولكن (...الإسلام هو دين حي ومتجدد يحفز الناس ويشجعهم، فهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى التوحيد والعبادة، بل يأمرهم بأن ينشروا الدعوة في كافة أنحاء العالم خدمة للإنسانية جمعاء... ولم يقتصر الدين الإسلامي على الجانب العسكري، فقد نظم النبي محمد المجتمع الإنساني طبقًا للتعاليم القرآنية التي تنزلت عليه، ونشر الأخوة والمساواة بين مختلف الشرائح والأعراق، وأصبحت الزكاة فريضة وركنًا من أركان الإسلام الخمسة)، ولذلك فإن (المسلمين من خلال هذه النظرة للعالم يعتبرون حضارتهم أرقى من حضارتنا الغربية، فالحضارة الغربية تبدو لهم خاوية لأنها تقوم على أهداف زائلة، وهي مبنية على حب المال وليس حب الله، على عكس الحضارة الإسلامية التي تتصف بالمبدئية، وتحوز على الاحترام لأن الإنسان يعيش فيها لطاعة الله وتعمير الأرض). 
 
3. يتداول النشطاء شريط فيديو في هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث فيه كاهن في إحدى الكنائس الأرثوذكسية الروسية عن الأسباب التي ستجعل الإسلام يسود العالم، حيث يؤكد هذا الكاهن أن القيم والأخلاق التي يتمتع بها المسلمون إضافة إلى تمسكهم بالأعمال التي ترضي الله هي التي ستجعلهم يسودون العالم، ولا يتردد هذا الكاهن أن يقول: (علينا أن ننظر إليهم وهم يصلون كيف يسجدون لله بخشوع وبحشود كبيرة، ويصومون في رمضان ويتحلون بأخلاق عالية، بينما المسيحي لا يعرف عن دينه شيئًا ولا يتحلى بهذه الأخلاق التي ترضي الله).
 
4. أشار الاستبيان الذي أجرته شبكة "فيث ماترز"، والذي اعتنى بأعداد المسلمين الجدد في بريطانيا، إلى أنه من خلال رصد حالات اعتناق الإسلام عبر المساجد رُصدت 1400 حالة، وأنه بعملية حسابية يُقدر عموم المسلمين الجدد سنويًا بنحو 5200 مسلم، وهي النسبة التي تماثل الأرقام في كل من فرنسا وألمانيا.
 
5. فيلم أمريكي وثائقي معادٍ للإسلام صدر في عام 2009 أشار –حسب الإحصائيات– أنه في عام 2027 سيكون من بين كل خمسة فرنسيين مسلم، أما في بلجيكا فإن 50% من المواليد مسلمون، وبحلول 2025 سيكون واحد من كل ثلاثة أطفال أوروبيين ينتمي إلى عائلة مسلمة، وخلال 15 عامًا سيصبح نصف عدد سكان هولندا مسلمين، وفي روسيا فإن 40% من السكان مسلمون، وبحلول عام 2050 ستكون ألمانيا دولة إسلامية.
 
6. "أليكس بيريرا" لاعب "كيك بوكسنغ" الأول على البرازيل وأمريكا اللاتينية والمصنف رقم (6) على المستوى العالمي أسلم مؤخرًا، بعد أن بحث عن الراحة النفسية والقوة الروحية كي تملأ عليه فراغه؛ فوجدها في الإسلام، وخلال زيارة له لاتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل نطق علانية: (أشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).
 
7. يقول طبيب روسي جراح اعتنق الإسلام أخيرًا بعد أن كان ملحدًا: (أحسست بشكل يسير أن هناك قوة عليا رحيمة تسيطر على هذا العالم، وأقدار الناس بيدها)، ولكني (لم أفهم كيف للنبي عيسى عليه السلام أن يكون بشرًا وابن الله في الوقت نفسه، وكيف يكون لله أولاد وبنات! إن أكثر سؤال متناقض كان يدور في بالي هو: لماذا يجب أن تكون هناك كنيسة أو مكان ليتواصل البشر مع الله، ولا يستطيعون فعل ذلك بطريقة مباشرة، وفي أي وقت ومكان؟! كنت أشعر أنني تائه في هذه الحياة لعيشي على مبدأ أن هذا الكون وجد نفسه، وعدم الإيمان بأية عقيدة أو مذهب)، ثم (بدأت قصة اعتناقي للإسلام في 1998 بالتواصل مع أحد زملائي الجراحين، الذي عمل في موريتانيا لمدة 12 سنة وأصبح مسلمًا هناك) بعد أن (قدم لي الأدب الإسلامي بالروسية وترجم لي معاني القرآن...، وبعد فترة أصبحت مسلمًا، ووجدت ما كنت أبحث عنه في اللاوعي، فقد وجدت الطمأنينة وراحة البال). 
 
8. "دومينيك إيسلي" لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير ابن الـ22 سنة؛ أعلن إسلامه وكتب في تغريدة على حسابه: (بعض الأشياء حدثت في حياتي، لقد ضاعت 22 سنة من حياتي، والآن وجدت طريقي إلى الجنة).
 
9. حاول البعض إثارة الكراهية والخوف تجاه الإسلام بعد حادثة "شارلي إيبدو" في فرنسا، إلا أن مسؤولي الجامع الكبير في باريس سجلوا 40 حالة اعتناق للإسلام بعد الحادثة خلال شهر واحد، بعكس السنة الماضية في نفس الشهر؛ حيث صدرت 22 شهادة اعتناق للإسلام فقط، ولوحظت هذه الزيادة في معتنقي الإسلام في عدة مدن، مثل: "ستراسبورغ" التي دونت زيادة 30% لعدد معتنقي الإسلام، كما زادت نسبتهم 20% في مدينة "ليون".
 
10. "داني بلوم" لاعب نادي "نورنبرج" الألماني وابن الـ24 سنة، أعلن إسلامه وقال: (الإسلام يعطيني القوة ويمنحني الأمل، والصلاة تهدئ روحي). 
 
11. أعفت واشنطن مؤخرًا سفيرها في السودان "جوزيف ستافورد" عن مهامه الدبلوماسية في العاصمة الخرطوم نتيجة لاعتناقه الإسلام.
 
12. تعرض النائب الفرنسي في عام 2014 "ماكسنس بيتي" إلى حملة شرسة بسبب اعتناقه الإسلام في نفس عام 2014، وعلقت الجبهة الوطنية مسؤولياته، وقد كان دافع إسلامه أن وقف على معجزات علمية يحويها القرآن الكريم. 
 
13. أعلن الممثل الهوليوودي "ليام نيسون" اعتناقه للإسلام خلال تصويره لفيلم في مدينة إسطنبول التركية، وقال: (رغم تجاوزي سن الـ 59 سنة قررت اعتناق الإسلام، وذلك بعد رحلة عمل في تركيا وتأثري بصوت الأذان)، وأوضح أنه خلال حياته كان يتساءل: ما الذي نفعله على هذا الكوكب؟ وما الهدف من وجودنا على الأرض؟ حتى وجد جميع إجاباته في الإسلام. 
 
14. في أكاديمية لكرة القدم في "الكاميرون" وتضم مجموعة من اللاعبين الهواة من الشبان، البالغة أعمارهم (20 سنة)، أرسل (23 لاعبًا) إلى "دبي" للمشاركة لمدة شهرين للتدريب هناك، وبعد انتهاء فترة الاختبار صَرّح كابتن الفريق بأن الفريق بأكمله يريد اعتناق الإسلام، لأنهم شاهدوا كيف يعامل المسلم أخاه المسلم في أرض الملعب، واحترام المسلمين لحقوق الإنسان.
 
15. "إيملي فرانسوا"، نجمة هوليوود، اعتنقت الإسلام، بعد بحث واسع حول الأديان. ولقد كان لهجمات "11سبتمبر" والجدل حول الإسلام دافعًا لها للخوض بعمق في معرفة الإسلام. ووصفت شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم الداعية للسلام والتسامح بأنها أحد الأسباب المحورية وراء إسلامها، تقول بعد إسلامها: (إن صلاتي المفضلة هي الفجر، هناك شيء يكون بين الإنسان وربه في ذلك الوقت الذي يكون فيه الناس جميعًا نياما).
 
هذه نبذة قليلة جدًا عن آلاف المعطيات التي بين يديّ تؤكد أن هذا الانتشار العالمي السريع للإسلام هو الأرضية التي ستجعل من الإسلام القيادة الحضارية القادمة عالميًا خلال العقود القادمة. 
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook