الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وسلّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعد:
فمن أعظمِ النّعم التي أنعمَ الله بها علينا أنْ منَّ علينا بشهر رمضان المُبارك، الذي جعله موسمًا للخيرات ومُغتنمًا لاكتساب الأجر والتقرّب إليه عزّ وجل. وقد أنعمَ الله فيه على عباده بنِعم سابقة ونِعم أُخرى مُستمرّة دائمة، ففي هذا الشهر أنزلَ الله القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان.
وقد رفعَ اللهُ شأنَ هذا الشهر العظيم حينَ جعلَ غزوةَ بدر الكبرى أوّل معركة أعزَّ الله فيها الإسلامَ والمسلمين وخذَلَ فيها الشركَ والمشركين، كما وزادَ اللهُ تعالى هذا الشهر تشريفًا حينَ حصلَ الفتحُ الأعظم-فتح مكّة- الذي طهّرَ اللهُ فيهِ البيتَ الحرامَ منَ الأوثان، فدخلَ النّاسُ بعدَهُ في دينِ اللهِ أفواجًا.
فمع اقترابِ أطلالِ أنوار هذا الشهر العظيم، شهر الوحدة التي تجمع المسلمين، فصيامٌ واحدٌ وقبلةٌ واحدةٌ ومنهَجٌ واحد، نسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أنْ يرفعَ البلاءَ والظلمَ والتّفرقةَ عن أُمّةَ الإسلام، وأنْ يُؤلّفَ بين قلوب المسلمين، ويجمعَ شملهَم ويُوّحِّدَ صفوفَهم ويحقِنَ دماءَهم وينصرَهم على من عاداهم، اللهمَّ آمين. وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]