اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

بالفيديو: مقتطفات من خطبة الجمعة للشيخ علي الدنف من مسجد النزهة بيافا

 
ألقى الشيخ علي الدنف خطبة الجمعة اليوم في مسجد النزهة بمدينة يافا وسط مشاركة جمع غفير من أهالي المدينة، حيث قال في خطبته " فاتقوا الله عباد الله فإن بعد الحياة ممات وبعد الممات سؤال وبعد السؤال إما جنة أو نار يقول الله الذي إليه المرجع والمآب:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(281)}(البقرة)
 
وأضاف "أمة الطهر والعفاف إذا عاش المرء في زمن فتحت عليه فيه أبواب الفتنة بالنساء وإثارة الغرائز , فإنه يعيش في زمن عصيب؛حيث تجده أينما يدير وجهه وجد أمامه امرأة في أبهى صورة وأجمل حلة وقد تظهر في لباس وقد تظهر أحياناً بغير لباس، فهو إذا نظر في القنوات والشاشات ظهرت له صور الكاسيات العاريات الفاتنات،وإذا تصفح شبكة الأنترنت رأى صور المومسات المنحرفات،وإذا ذهب للعلاج وجد أمامه المتبرجات من الطبيبات والممرضات،وإذا اشترى طعاماً من السوق وجد صور الفاسقات،حتى أعزكم الله لو اشترى حذاء لوجد عليه من تلك الترهات، ولو جلس مع اخوته أو مع أصدقائه أو زملاء العمل لوجد الحديث عن النساء في القنوات أو عن الجميلات من المذيعات والممثلات، ،أمور تفتن من أبيض شعره ووهنت قوته فما بالكم بالشباب يفور حيوية وشهوة؟؟؟، هذه هي المصيبة التي خاف الحبيب منها على أمته فحذر منها وأنذر فقال " إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"  رواه مسلم".
 
وقال"مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ" رواه البخاري ,  وقد يسأل سائل فيقول وما المخرج؟ نقول له استظل بظل العفة فإنه من استظل لها أظله الله يوم لا ظل إلا ظله أخبرنا بذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال : "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " رواه البخاري ، استظل بظل العفة واقصر نفسك على ما أباح الله لك تدخل فيمن مدحهم خالق السموات والأرض بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ()إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ()فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ()}.
 
وأضاف "استظل بظل العفة تنجو من أمراض الفحش الفتاكة تنجو من اللأيدز ومن وغيره، استظل بظل العفة تحفظ سمعتك وسمعة أهلك واعلم أنك إذا تظللت بظل العفة فإن ظلالها الوارفة ستشمل أهل بيتك أيضاً، ولله در القائل :.. إن الزنا دين إن استقرضته ..كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ، ظلال العفة تجني من ثمارها في الدنيا قبل الآخرة فهي سبب للنجاة من الشدائد ألم تسمع لقصة الثلاثة الذي آواهم المبيت إلى الغار ذكرها لك رسولك وحبيبك  حيث قال فيها : "خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ قَالَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ ..فَقَالَ -أحدهم_ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ فَقَالَتْ لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً قَالَ فَفَرَجَ عَنْهُمْ ..الحديث" رواه البخاري .
 
وأوضح "تعفف عن الحرام بعد أن قدر عليه فكيف اليوم بمن يبحث عن الحرام ليقع فيه؟، استظل بظل العفة  ولك في ذلك قدوة الكريم ابن الكريم ابن الكريم نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق حيث كان شاباً في عنفوان الشباب وليس له زوجة، وفي بلد غريب لا يعرفه فيها أحد وقد تهيأت له أميرة زمانها،وجميلة عصرها في أبهى حلة وغلقت الأبواب وغيبت الرقيب،وتزينت وتعطرت ودعته لنفسها هيت لك فبماذا أجاب وكل الوسائل أمامه قد تهيأت؟وماذا صنع وكل السبل أمامه قد مهدت؟أجاب بتلك الإجابة التي تأخذ بأذن الزمان لتسكب فيها ما يسمع الأجيال كيف تكون العفة والطهارة: "قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"،فضل السجن وظلمته ووحشته على نيل اللذة المحرمة، فماذا كان جزاؤه خرج من السجن ومكن الله له في الأرض وجاءت من اتهمته لتعلن براءته، قصة خلدها الله في آيات تتلى إلى يوم القيامة عبرة للمعتبرين وزاداً للمتعففين".
 
وأردف "تَبِيتُ على المعاصي والمساوي.... فأنْتَ بِغَفْلةٍ والله بِتَّا
 
يُدِيْمُ عليكَ إحساناً وفَضْلاً.... وأًنتَ تُدِيمُ لُؤْماً أينَ كُنْتَا
 
وبالعِصْيَانِ تَخْطُرُ باختيالٍ... سَكِرْتَ من الغرورِ وما صحوتا
 
أفِقْ من غفلةٍ وأنبْ لِرَبَّ.... تنل منه السماحَ إذا أنبتا
 
الشعور بمراقبة الله هو العاصم وهو طوق النجاة من انتحار العفه والعفاف ننسى ان الله يراقبنا فنزل ونضل
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً.. فلا تَقُلْ خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ 
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة .. وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب 
لهَوْنَا لَعَمرُ اللّهِ حتى .. تَتابَعَتْ ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ 
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى .. ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ
 
ولعل بداية انتحار العفه يكون من النظر الى الحرام واطلاق العنان للبصر للنظر في الحرمات مبدأ الوقوع في الحرام
 
والله جل وعلا يقول "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" {النور:30}
 
وكذلك خص النساء بقوله تعالى "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ" {النور:31} فكما أنه لا يجوز للرجل أن يقصد النظر إلى المرأة التي لا تحل له، فكذلك المرأة لا يجوز لها أن تقصد النظر إلى الرجال الأجانب عنها. الم يقل المولى جل وعلا : " إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" {الإسراء:36}
 
وأخبرنا ربنا جل جلاله أن الأبصار تكون من الشهود يوم القيامة "حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" {فصِّلت:20}
 
ويقول النبي:«إِنَّ الله كَتَبَ على بن آدَمَ حَظَّهُ من الزِّنَا أَدْرَكَ ذلك لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ وَالنَّفْسُ تتمنى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلك كُلَّهُ أو يكذبه».












بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook