اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال "الجنة تحت قدميها" بقلم: عبد القادر سطل

 
ما هي إلا سويعات قليلة سيحتفل فيها عالمنا العربي بعيد الأم وسيهرول الأبناء والبنات إلى الأسواق لشراء الهدايا تكريما للأم. هو يوم يعبر فيه الأبناء عن حبهم وعن سعادتهم بأمهاتهم ,عن يوم يجتمع فيه الأبناء حول أمهم. يوم يعم فيه الفرح وتغمر السعادة قلوب الأمهات ليس فرحا بالعيد بل لتجمَع الأولاد من حولها. هي غريزة إنسانية تجعل هذا الموقف جزءً طبيعياً وسعيداً في حياتنا. لن أدخل في الجدل القائم منذ عقود بخصوص شرعية الاحتفال أو عدم الاحتفال بهذه المناسبة فالمهم ليس الاحتفال بقدر تواجدنا مع أمهاتنا ليس فقط في هذا اليوم بل على مدار العام. ولا بأس أن نخصص يوماً نحتفل معها مرة في العام على الأقل تقديراً لها ولما تقوم به من أجلنا. نعم هي الأم التي تفترش الجنة تحت أقدامها ولا بد من أن نرفعها عاليا لنطأ الجنة. هو رباط مقدس يجمع بين عبادة الخالق والإحسان للوالدين. تكريمهما ورعايتهما والمعاملة الحسنة معهما جهاد في سبيل الله.
 
قال جبران " وردة واحدة لإنسان على قيد الحياة أفضل من باقة على قبره ... " . لن أحتفل هذا العيد معكم فقد حرمت من الخير الكثير هذا العام. حرمت من أن أرى أسمى وأنبل إنسان على وجه الأرض لأنها كانت نعم الأم وكانت أمي. لأنها أقرب إنسان إلى قلبي. لمسة يدها عند تقبيلها كانت بالنسبة لي تساوي الدنيا وما فيها. لقد حرمت منها ومن حضنها الدافئ. حرمت من قول "يما" وما أنبلها من كلمة. أعلم أنني لست الوحيد فقد يشاركني هذا الشعور الكثير من بني البشر ولكنها رسالة إلى من ما زالت أمه على قيد الحياة لو تعلمون مكانة الأم عند الله لما تركتموها لحظة. هي نبع الحنان هي الرأفة والرحمة والعطف وكل ما هو خير على وجه الأرض. هي العطاء المستديم. ما ان يولد الطفل حتى يقطع حبل الوريد بينه وبين أمه ولكن يخلق شريان آخر لا ينقطع ألا مع رحيلها. منها نستمد الطاقة والحنان , منها الصبر واللطف, الكرامة الإنسانية والتفاني. مريم هي أم وصدَيقة كرمَها الله وجعلها خير نساء العالمين. وآمنة هي أم لخير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأم الشهيد أم ضربت لنا مثلا لا مثيل له في الوجود في العطاء والفداء من أجل الوطن وفي سبيل الله وما أكثر أمهات الشهداء في فلسطين وعالمنا العربي .
 
أنحني احتراماً وتقديراً لأم الشهيد في يافا وفي المخيم وفي صبرا وشتيلا وتل الزعتر والجزائر ,وفي كل مكان.  نقف أمامهن مطأطئين رؤوسنا تكريماً وتعظيماً لمكانتهنّ. وهن المثل الأعلى الذي يقتدى به. هن شعلة النور التي تنير دربنا.
 
قبل حوالي السنتين رأيت حافظ قندس يقبل قدمي أمه وهي تستقبله بعد فراق دام 28 عاماً. كان هذه رسالة لي أولا ثم إلى جميع الشباب. هكذا يجب أن يكون التعامل وقد قبّلت قدمي أمي وهي ترقد على فراش الموت وشعرت أن القبلة تصل إلى قلبها المرهف. علني أشحنها بطاقة تعيد إليها نبض الحياة. ولكن الحق قال كلمته. هي في طريقها إلى الرفيق الأعلى , إلى جنات الخلد , إلى حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . وأنا لن أحتفل.. سأظلّ أنظر إلى صورتها . قد أبكي ولكن أرجوكم يا من ستلقون أنفسكم بحضن أمهاتكم بعد سويعات لا تبخلوا عليها وهي بغنى عن هداياكم , لا تغضبوها فهي بوصلة سعادتكم وأكرموها فالجنة تحت أقدامها !!
 
رحمك الله يا أمي وأدخلك فسيح الجنان ..

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
عيد الام والله عم ببكي وانا بقراء المقال رحمة الله على والدتك وبارك الله فيك على هذه الكلمات الموجعه نعم الموجعه يا ريت توجع كل من يقراها انا امي الحمد لله عايشه الله يطول بعمرها انا بحتفلش بعيد الام لانه حرام بس عندي كل يوم عيد ام اتصل بها واذهب اليها واحضر لها الهدايا التي تفرح قلبها
ام محمد اللد - 19/03/2014
رد

تعليقات Facebook